الطموحات سُلّم لا نهاية له متعدد الدرجات يستهوي أصحاب العزائم وتكتحل به عيون سامقي الهمم! فالنفس التواقة كلما وصلت إلى قمة تاقت إلى قمة أخرى أعلى منها وطمحت إلى أن تكون أهلاً لقمم طموحاتها. الأشياء الكبيرة التي أحدثت أثراً على كل صعيد كانت انطلاقتها فكرة! والشخصيات التي أفرد التاريخ لإنجازاتها مدونات باقية مدى الدهر كانوا عاديين حتى وضعوا أقدامهم على الخطوة العملية الأولى لأفكارهم وإنجازاتهم فكانت بداية الألف ميل. كل المشروعات التي نراها الآن.. تصافح أعيننا في وطننا الغالي أو حتى على مستوى العالم كانت في أصلها فكرة! ولكنها تمددت في خطوات عملية جادة وأهداف محددة ورؤية واضحة ومدة زمنية معلومة حتى وصلت غاياتها وصافحت عنان السماء! صحراؤنا الغالية تحولت في عمر قصير - في عمر الدول - إلى تحولات أذهلت القاصي والداني! الذين كانوا يقرؤون ويسمعون عن صحراء الجزيرة العربية تُذهلك تصريحاتهم وهم يرونها الآن بثمارها اليانعة وأبراجها الشاهقة ورؤيتها الطموحة.. وأبنائها المبدعين وتطوراتها في شتى المجالات شيء يخترق الخيال ليريك العالم! أنت أيضاً يا من تصافح كريمتاك هذه الحروف لا شك أنك تمتلك أفكاراً كثيرة تحاورها في لحظة صمت وتتأملها في وهجة سكون! وتسأل نفسك مراراً: ماذا لو تحولت إلى واقع مشهود أراه رأي العين! يمكن ذلك بتوفيق الله إذا رشّحت لنفسك الفكرة الأقرب إلى تخصصك وخبرتك والتي تميل لها نفسك وتناسب واقعك وتمتلك قدرة لتنفيذها، ثم نظرت بعينك الفاحصة وفكرك الحصيف إلى أول خطوة عملية نحو هدفك! وجعلت لها زمناً محدداً وأبعاداً ممكنة ثم سرت مستعيناً بالله سير الواثق من وصوله مهما طال الطريق لأنه في المسار الصحيح، المتيقن من انتصاره على كافة التحديات التي لا تخلو منها سبل الناجحين! فستجد نفسك يوماً من الدهر تتربع على قمة حلمك وتعانق هامة غاياتك. أشياء كثيرة كانت كامنة في أنفسنا نظنها بُنيّات أفكارنا ثم شاهدناها على أرض الواقع؛ هل لك أن تسأل نفسك كم فكرة نسجتها في نفسك ثم طواها النسيان ثم تذكرتها حينما صافحك معلم لها وأنت تسير في الطريق أو تطالع صحيفة أو تقرأ كتاباً؟ أخالها كثيرة! والسؤال الأهم: ما الفكرة التي ستنطلق لها الآن ليراها غيرك على أرض الواقع ويحدثوا أنفسهم بها كما حدثت نفسك عن غيرها ويلمسوا نجاحها وتميّزها واقعاً مشهوداً! يمكنك أن ترى السماء من ثقب إبرة! ويمكن لطموحك أن يخترق آفاق الكون من أصل فكرة! على بركة الله فلتنطلق الآن تحيطك عناية الرحمن ويغشاك فضله ويعمّك نعيمه ويدوم عليك توفيقه! «نعم .. الآن».