إخوتي قراء صحيفة الخرج اليوم الالكترونية تقبل الله صيامكم وقيامكم وجعلكم من عتقائه من النّار في هذا الشهر الكريم سأرسم اليوم لكم صورة جميلة لإحدى الأيام الرمضانية. ذهبت إلى أحد المعاهد في هذا الشهر الكريم فرأيت مجموعة من الفتيات أتين لاكتساب المهارات من خلال الدورات التدريبية وعلامات السعادة والحماس تبدو عليهنّ, فتساءلت حينها أين لهنّ هذا النشاط وسط جدول رمضاني ملئ بالعبادات والأعمال اليومية؟ فاستدرك فكري ذلك!! فحينما تكون الأهداف سامية تكون الهمم عالية والأماني غالية وتستثمر كل دقيقة وثانية. فهناك شيء يردن الوصول إليه ومن أجله شحذنا الهمم. إنه الطموح الكبير الذي يجسده الشاعر بقوله: إذا ماطمحت إلى غاية لبست المنى ونسيت الحذر ومن لا يحب صعود الجبال يعيش أبدا بين الحفر فما هو الطموح؟؟!! يعرف معجم معاني العربي طمح: أي ارتفع. وفي قاموس الصحاح في اللغة طمح بصره إلى الشيء: ارتفع, وكل مرتفع طامح. وتعّرف الأدبيات الطموح بأنّه السعي للارتفاع أو التقدم للأمام. فالطموح يفتح لك آفاق المستقبل فأنت تعمل من أجل الغد والمستقبل وليس اليوم فقط .. ويجعلك تتطلع إلى الأمام فهو بحر لا ساحل له .. كما أنه يتصف بالاستمرارية فكلما حققت هدفا اشتقت إلى ما هو أكبر منه .. وهو صفة ملازمة لذوي النفوس النبيلة .. يمنحك الرغبة الصادقة فأمامه لا مجال للخجل أو اليأس في سبيل تحقيق ما تصبوا إليه.. فالطموح وقود النّجاح في مجالات الحياة المختلفة وجسر العبور إلى قمة الإبداع. إنّ ما نراه من النشاط والفعالية انعكاس سلوكي للطموح, فالإنسان الطّموح يكد ويعمل وهو مفعم بالسعادة لأن الأهداف تلوح أمام ناظريه, كما أنه يرى الأشياء بمنظار خاص لا يعرفه إلا الناجحون والمتميزون فقط فهذا عمر بن عبد العزيز يقول معبرا عن طموحه:"إن لي نفسا تواقه تمنت الأمارة فنالتها، وتمنت الخلافة فنالتها، وأنا الآن أتوق إلى الجنة وأرجو أن أنالها ". إخوتي القراء الطموح هو السبب الرئيس لنهضة الشعوب, وهو المحك الرئيس بين التقدم والتخلف فكلما كانت النفوس طموحه سارت بلا توقف, وهو أكسير الحياة لكل الأمم والشعوب وصانع العلماء والأدباء والمفكرين. أخيراً .. هذه همستي في أذن كل طموح حاول ثم فشل ثم يئس: "لا تيأس, وتذكر أنّ الوحيد الذي لايفشل هو من لا يعمل". فأدعوكم وادعوا نفسي بأن نكون طموحين نسعى لإسقاط طموحاتنا على أرض الواقع فنرسم صورا مشرقة في مشوار حياتنا, ولنتوج طموحاتنا بالإيمان بالله فهو أساس كل نجاح حقيقي وهو النور الذي يضيء الطريق لصاحبه.