تعثر تنفيذ المرحلة الأولى لإعادة انتشار المقاتلين في الحديدة، مرة أخرى بعد أن كان مقرراً أمس الإثنين بسبب تعنت ميليشيات الحوثيين الانقلابيين المدعومين من إيران وشروطهم الجديدة. وأعلن الانقلابيون أن بدء تنفيذ المرحلة الأولى لإعادة الانتشار في الحديدة تم تأجيله لموعد غير محدد. وأكد مصدر في الفريق الحكومي في لجنة تنسيق إعادة الانتشار أن الحوثيين طلبوا من الجنرال الدينيماركي مايكل لوليسغارد، رئيس اللجنة، تفاصيل وبنود الاجتماع الذي طلب عقده بين الخوذة الأولى والثانية من المرحلة الأولى لإعادة الانتشار. وتم تأجيل تنفيذ اتفاق إعادة الانتشار أكثر من مرة بسبب مماطلة وتعنت الحوثيين، على الرغم من موافقتهم المسبقة على الاتفاق الذي توصل إليه لوليسغارد معهم والحكومة مؤخراً. وكان الفريق الحكومي طالب بعثة الأممالمتحدة بتسليم جميع خرائط الألغام. وخلال ذلك ستتأكد الأممالمتحدة من نزع الألغام وانسحاب الميليشيات بعد تسلمها إشعاراً خطياً بإخلاء الميناءين، وبعدها ستدخل لجنة إعادة الانتشار التابعة للأمم المتحدة والفريق الحكومي للتأكد من التنفيذ. ميدانياً، تصدت قبائل حجور في مديرية كُشر بمحافظة حجه لأقوى هجوم لميليشيات الحوثي من محورين ودام لعدة ساعات خلف عشرات القتلى والجرحى. وقالت مصادر ميدانية إن مسلحي القبائل تمكنوا من كسر هجوم كبير للانقلابيين بقصف مدفعي وبالدبابات في جبهة جمانة جنوبي كُشر، حيث دارت معارك عنيفة أسفرت عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى. كما نصب مسلحو القبائل كميناً للحوثيين في بني شوس جنوبي كشر أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، إثر استهدافهم من مواقع القبائل في جبل العرام ومنقرى الوليد والمعمر غرب بني شوس. ونفذت مقاتلات التحالف العربي سلسلة غارات استهدفت أهدافاً متعددة للانقلابيين، ما خلف عدداً من القتلى والجرحى. وبحسب مصادر ميدانية فقد قصفت طائرات التحالف رتلاً للحوثيين في حصن موسى غرب مديرية كشر. كما استهدفت أيضاً تجمعاً لمسلحي للحوثي وعربات في الواسط والجوه في بلدة العبيسة شرقي كُشر، حيث أفشلت القبائل هجوماً آخر، ودارت مواجهات سقط فيها قتلى وجرحى. كما استهدف الطيران عربة عسكرية محملة بالذخائر والمقاتلين شرق المندلة، ما أسفر عن تدميرها ومصرع جميع من كانوا على متنها. وعقب فشلهم في اقتحام مناطق القبائل المحاصرة من كل الاتجاهات على مدى أكثر من أسبوعين، لجأ الحوثيون إلى تنفيذ أسلوب الأرض المحروقة من خلال القصف المكثف وبمختلف أنواع الأسلحة على مواقع رجال القبائل والقرى السكنية، ما زاد من موجة النزوح الداخلي للسكان غير القادرين على مغادرة المنطقة بسبب الحصار الحوثي المطبق على كُشر.