فقدنا في الأيام الماضية أحد أعيان محافظة الحريق، ومن رجالات العاصمة الرياض المشهود لهم بحب الخير والعطاء والكرم طوال حياته التي استمرت لأكثر من 90 عاماً، إنه الصديق الحبيب الوفي المرحوم الشيخ عبدالله بن محمد الزير، غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. رحل عن هذه الدنيا الفانية، وخلف بعده سيرة عطرة تكتب بحروف من فخر واعتزاز بهامة وطنية، كان خير محب لوطنه وولاة أمره، وكان خير معين لأهله وكل من يعرفه في السراء والضراء، تجده زائراً للمريض ومواسياً للمصاب ومعيناً للمحتاج القريب منه والبعيد، فتح باب بيته في حي عليشة بوسط الرياض لكل محتاج على مدار ستة عقود، وعندما وسع الله عليه، توسع في حب الخير ومساعدة المحتاجين والفقراء، وحتى إنه خصص أربعة مجالس لاستقبال الناس من كل الأطياف وفئات المجتمع، وواحد منها مخصص لضيافة النساء، وحتى عندما اشتكت رفيقة عمره، أم محمد من كثرة الضيوف والزوار الذين لا ينقطعون عن أبواب بيته، ليس من بخل ولكن مشفقة عليه من التعب والإرهاق، قال لها: "إن جدران هذه البيوت ستبقى شاهدة لنا بعمل الخير في هذا الدنيا، فنحن سنمضي عنها ولن يبقى لأحد سوى الذكر الطيب بين الناس، الذين هم شهود الله في الأرض، والعمل الصالح لا يضيع عند رب العزة والجلال". نعم لقد عرف أخونا الشيخ الزير بين الناس بطيبته، وبسمعته التي عرفها الداني والقاصي، وبأعماله الخيرية التي لا تعد ولا تحصى وعرفه الناس بوجاهته المشهودة في كثير من المواقف التي لا تنسى عند محبيه وكل من يعرفه، ولقد أوجز الشاعر إبراهيم الطلحة، عندما قال عنه: رحل الكريم الشهم عبدالله الزير .. يارب تغفر له وتجبر مصابه قصره مشرع من قبل فزة الطير .. يا حر ذا الفقده ألا صك بابه يارب ما أصابه طهور وتكفير .. وعند القاء يارب خفف حسابه ومن أعمال الخير المشهودة له بناء مسجد (الحزيمية) بمحافظة الحريق، كما ساهم ببناء غيره من المساجد داخل المملكة وخارجها، وله الكثير الكثير من الشفاعات وأعمال إصلاح ذات البين، ولا ينتابه يأس عندما لا يتحقق ما أراده، فهو يقدر المواقف ويقبل المعاذير، وكان متواضعاً إلى حد لا يتصوره إلا من يعرفه، أو خالطه، أو حاول أن يقتدي به، ولا يكل ولا يمل من قضاء حوائج الناس بماله، أو جاهه، يحب المساكين، ويلاطف الصغار، وبابه غير مغلق يفتح ليلاً ونهاراً لكل قاصد وصاحب حاجة وابن سبيل، وملجأ لكل ضعيف، مائدته طوال العام ممدودة سواء كان حاضراً أو غائباً عنها. ولقد اشتهر فقيدنا الزير بين الرياضيين والشباب، في مسقط رأسه الحريق وفي العاصمة الرياض، فهو مؤسس لنادي الفرع بمحافظة الحريق، والمؤسس للنادي الأهلي بالرياض سابقاً العام 1373ه - وحالياً نادي الرياض.