اعتبر دبلوماسيون باكستانيون توقيع ثماني صفقات استثمارية بتكلفة 20 مليار دولار خلال زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع لباكستان بالنقلة التاريخية الأبرز في سجل تاريخ العلاقات العريقة الوطيدة بين البلدين في وقت تتطلع السعودية إلى تنويع اقتصادها بما يتجاوز صادرات النفط وتنويع جغرافية تحالفاتها لتشمل كافة القطاعات الاستراتيجية المبتكرة في رحلة تاريخية من المتوقع أن تدعم قوى البلدين بما يملكانه من ثروات طبيعية هائلة وقوى بشرية مؤهلة وتقنيات خاصة في شتى صنوف الصناعات المتطورة من العسكرية الدفاعية والتكنولوجية المعتمدة على الفيزياء الرقمية إلى استثمارات النفط والغاز والطاقة والبتروكيميائيات والتعدين والطاقة المتجددة والمنتوجات الاستهلاكية والمستدامة والخدمات المتطورة في قطاعات الصحة والتعليم والزراعة والرعاية البشرية العمرانية والإنشائية والبنى التحتية والطرق والسياحة وغيرها والتي تؤكد على عمق التقارب الوثيق والمتين بين الحليفتين التاريخيتين في وقت يعج العالم بمختلف الخلافات والمنازعات السياسية والاقتصادية والأيديولوجية وغيرها. وباكستان تفتح ذراعيها مرحبة بالتواجد الاستثماري السعودي القوي من أصغر المشاركات إلى أضخمها في وقت تواجه باكستان تباطؤاً حاداً في النمو الاقتصادي هذا العام وتضخما وعجزا في الميزانية وتراجع احتياطيات العملات الأجنبية إلى أقل من ثمانية مليارات دولار أو شهرين من الواردات، في الوقت الذي بدأت المملكة رحلة طويلة جريئة نحو اقتصاد غير نفطي متنوع متوازن في إيراداته ومكتسباته مع أكبر عدد من صفوة الحلفاء العالميين في مختلف بقاع العالم. واليوم تبرز باكستان بمواقفها القوية والحازمة والأخوية مع قضايا المملكة ونصرتها وتسخير كل ما لديها من قوى مادية ومعنوية للوقوف إلى جانب المملكة في الضراء والسراء، وفي الوقت الذي بدأت فيه إسلام آباد محادثات بشأن خطة إنقاذ محتملة مع صندوق النقد الدولي، فقد حصلت بالفعل على ستة مليارات دولار من القروض والترتيبات الائتمانية التي كانت هناك حاجة ماسة إليها من السعودية لمنع أزمة ميزان المدفوعات. وقال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي في مؤتمر صحفي في إسلام أباد منوهاً بالدور الريادي الاستراتيجي للمملكة في وقفاتها الإنسانية الخالدة مع باكستان في أحلك الظروف وأشد الأزمات، مضيفا "أن السعودية تساندنا دوما في مثل هذه الأوقات الصعبة". كما تبحث الحكومة الباكستانية عن مصادر جديدة للاستثمار جنباً إلى جنب مع مشروع البنية التحتية الخاصة بالممر الاقتصادي الصينيالباكستاني الذي تبلغ تكلفته 60 مليار دولار مع بكين، وقال مجلس الاستثمار في بيان: إن إجمالي الاستثمارات السعودية قد يصل إلى 20 مليار دولار على مدى السنوات القليلة المقبلة تشمل نطاقا واسعا من الأساسيات التي تعزز الاقتصاد الباكستاني لغد مشرق التطور الحضاري المخطط له. ومن المتوقع أن يتم التوقيع على ثماني مذكرات تفاهم خلال زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في نهاية هذا الأسبوع بعد الإعلان عن خطط الشهر الماضي لمصفاة لتكرير النفط بقيمة عشرة مليارات دولار في جوادر حيث تقوم الصين ببناء ميناء في المياه العميقة كجزء من طريق حزام الحرير. وقال قريشي: "نرغب في بناء هذا الممر الاقتصادي الذي يتم بناؤه في جوادر لتصبح مركزا للتجارة والطاقة والنشاط الاقتصادي"، مبينا أن السعودية مهتمة أيضا بشراء محطتين لتوليد الطاقة من الغاز الطبيعي المسال في هافيلي بهادور شاه وباهيكي التي تتطلع الحكومة لبيعها في إطار حملة الخصخصة. وكان رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان من بين حفنة من زعماء العالم الذين حضروا مؤتمر الاستثمار الرائد في الرياض في أكتوبر الماضي ظافراً بالعديد من الأفكار الخلاقة لمشروعات سعودية باكستانية استثمارية لم يسبق لها مثيل.