وصف الكاتب والإعلامي خلف ملفي، مفاخرة الإعلامي بميوله ب»المصيبة»، مشدداً على أن ذلك يعتبر إساءة للمهنة، وأكد ملفي أن «الحياد» فرع من فروع العمل المهني، وأن المصداقية والاستقلالية هما الأهم، وانتقد ملفي خلال حواره مع «دنيا الرياضة» بعض البرامج، مشيراً إلى أنها خادشة وتجيد الخربشة، منتقداً المسؤولين عنها، واعتبرهم فاشلين إعلاميا وثقافيا ومجتمعيا. وتطرق ملفي لأوضاع الكرة السعودية، وأوضح أن التغييرات غير المنطقية في مجلس إدارة اتحاد القدم واللجان والأخطاء القانونية وتباين العقوبات، كلها عوامل أفقدت ثقة الوسط الرياضي بالاتحاد، وتمنى من رئيس هيئة الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، أن يحفز اللجان والاتحادات على تطبيق الأنظمة، وأن يحاسب من يتجاوز أو يسيء، وأن يواجه الأزمات بشفافية. الوسط الرياضي فقَدَ ثقته باتحاد القدم بسبب الأخطاء القانونية * بصفتك أحد الأسماء «الخبيرة» في إعلامنا، هل الإعلام الرياضي يقوم بدوره؟ الإعلام الرياضي متعدد الوسائل، ولكنه عموما يتابع الأحداث، وينقل الأخبار والتصريحات، قسم منه يؤدي دوره النقدي والخبري، ويتواصل مع الخبراء والمختصين لتشخيص الواقع، وقسم آخر يسيء كثيرا للإعلام والمجتمع والوطن، ولا سيما بعض البرامج الفضائية التي عنوانها الشجار والفوضى. * هنالك من يحمل الإعلام مسؤولية كل صغيرة وكبيرة، خصوصاً الإخفاقات والاحتقانات الموجودة في وسطنا الرياضي، هل تتفق معهم أم لك رأي آخر؟ الإخفاقات تتحملها الجهات المسؤولة كلٌّ في موقعها، أما الاحتقان فإن الإعلام شريك فيه بنسب متفاوتة مع جهات أخرى بينها مسؤولون. -الطرح في بعض البرامج الرياضية سلبي وغير مفيد بشهادة المتابعين، لكن في المقابل أعلى نسبة مشاهدة نجدها في تلك البرامج، بم تفسر ذلك؟ نعم (بعض) البرامج خادشة وتجيد الخربشة، لكنها ليست مشاهدة مثلما يروج لها، فالشباب في هذا الزمن بعيدون عنها، وانحسرت المتابعة في بعض كبار السن، لكن (المقاطع) المثيرة بالشجار والاتهامات يتم تداولها في مختلف وسائل التواصل بعمل احترافي ممن لهم أهداف تسويقية لهذه البرامج وربما بعض الضيوف يشاركون في بثها وتعميمها. * في رأيك، هل دفع ذلك مسؤولي البرامج إلى منح تلك الأسماء المثيرة للجدل بطرحها مساحة أكبر ممن يتكلمون بمنطق وعقلانية؟ ولماذا؟ هم يتحملون وزر عملهم وما يروجون له، وأعتبرهم فاشلين إعلاميا وثقافيا ومجتمعيا، ويوهمون أنفسهم بالنجاح بينما هم غارقون في الفشل. * العلاقات والصداقات، هل تؤدي دوراً في وجود أسماء معينة على الساحة وتغييب آخرين، أم أن الموجودين الآن هم النخبة؟ أكيد أن للعلاقات دورا، لكن مثلما يوجد هؤلاء بأي طريقة كانت، هناك المتميزون الحريصون على مهنية العمل واحترام المتلقي، وبعض الزملاء مبتعدون لأسباب تخصهم، أو مغيبون بسبب صراحتهم وجرأتهم بسبب تصرفات بعض الزملاء الإعلاميين. * هنالك من أصبح يخجل من أن يوصف ب «إعلامي رياضي»، إلى أي حد تتفق معهم؟ لا، ليس صحيحا، فجميع المجالات فيها الجيد والرديء والجميل والقبيح، هناك من (يسمو) بنفسه، وهناك من (يمسخر) نفسه، ومن واجب العقلاء الاستمرار والتصدي للبلداء. o كيف نصنع جيلاً إعلامياً مميزاً، لا يخلط بين ميوله وعمله، ويفرق جيداً بين الإثارة المقبولة والمرفوضة؟ مع الأسف مررنا بسنوات سيئة، وسيطر بعض أصحاب المال والنفوذ على الساحة من دون إدراك من بعض المؤسسات الإعلامية، وأصبح كثير من الإعلاميين منتمين إلى الأندية وإلى بعض المسؤولين أكثر من المهنة، والمسؤولية كبيرة علميا وتدريبيا بعلاقة مشتركة بين الجامعات والمؤسسات الإعلامية ووزارة الإعلام. * هل أنت مع إعلان الإعلامي ميوله، أم ترى أنه يجب أن يكون محايداً؟ المصيبة حين يفاخر الإعلامي بميوله، هذه إساءة للمهنة، أما مصطلح (الحياد) فهو فرع من فروع العمل المهني، بينما الأهم المصداقية والاستقلالية. * بحكم عملك فيها خلال الفترة الماضية، أين الصحافة الإلكترونية الرياضية؟ متابعتي لها ضعيفة، بعضها مستمر من دون تغيير، وهناك صحف ناشئة، وأخرى تحاول وتقاوم بأسلوب اجتهادي، والواضح أن «تويتر» خطف الأضواء خبريا، والضوابط الجديدة ستغلق أكثرها. * كيف تقيم تجربة «قووول أون لاين»؟ وهل لديك استعداد لتكرارها؟ كون كثيرين ما زالوا يسألون عنها ويثنون عليها، فهي تجربة ناجحة بحمد الله وتوفيقه، ولكن من الصعب خوض تجربة مماثلة حاليا، وقد يحدث متى كان العرض مناسبا، علما بأنني اعتذرت عن بعض العروض. * صحيفة قووول أون لاين كانت من أفضل الصحف الإلكترونية، كيف كانت طريقتكم في إدارتها؟ وماذا عن الموارد المالية التي كنتم تصرفون من خلالها على الصحيفة ومحرريها؟ تعاملنا بأسلوب الصحافة الورقية وأدوات المهنة بشكل حازم، وكان أحد شركائنا يمول الصحيفة بقوة قبل أن تحدث بعض الخلافات التي أدت إلى توقف العمل نهائيا. شتوية الهلال الأقوى.. وقرار إبعاد جيسوس «خطير» * ما أصعب موقف مر عليك خلال رحلتك الإعلامية؟ إصراري على عدم الاستمرار في (قووول أون لاين) بعد أن أصبحت في الطليعة وسطع اسمها داخليا وخارجيا. * ظهر جيل من الشباب في الإعلام الجديد، مهتم بالأرقام والتحليل الفني، ويروي القصص الرياضية، هل هذا النوع يندرج ضمن الصحافة؟ وفي رأيك، هل يجد قبولاً لدى المتابعين الحاليين؟ في مسيرتي القيادية، اهتممت بمتخصصين في الأرقام والإحصائيات وتقصي المعلومات، وبالمحللين المتخصصين كونها من الفروع القوية المطلوبة التي تعزز مهنية الصحافة. * في فترة من الفترات، تركز الهجوم عليك من محرري وكتاب صحيفة الرياضي بشكل واضح، ما سر ذلك الهجوم والموقف المعادي؟ حقبة وانتهت أخي الكريم، سبق أن أعلنت أنني سامحت كل من أخطأوا في حقي، ولا أود الحديث مجددا عنها. * خلف ملفي غالباً ما نجد اسمه ضمن معظم اللجان الرياضية إعلاميا التي شكلت في السابق وتتشكل الآن، ما البصمة الرياضية التي تركتها في مجال آخر غير الصحافة؟ من الصعب أن أتحدث عن نفسي، ولكن - ولله الحمد - بنيت خلال مسيرتي 27 عاما علاقات جيدة، وكنت قريبا من الأحداث والمناسبات داخليا وخارجيا، والأهم أن أكون في مستوى ثقة من اختاروني، وأقدم ما يفيد عموما، آملا في تطور الإعلام الرياضي، وفي الختام أشكرك أخي خالد وللزملاء الأعزاء على قلبي في جريدة (الرياض) التي اكتسبت فيها خبرة قيادية خلال مسيرتي. * لو طلب منك المسؤولون تقديم «وصفة» لتطوير اتحاد القدم، فما الوصفة؟ من الصعب الإجابة عن مثل هذا السؤال، والتطوير يكون من خلال دراسة متعمقة من خبراء واستشاريين في عدة مجالات، وهذا مقترحي لهم من خلال (الرياض). * ووصفة أخرى لتطوير منتخبنا وإعادته إلى أمجاده السابقة؟ مثل المنتخبات المتطورة، مدرب مناسب يختار اللاعبين ويلعب مباريات ودية قوية أيام الفيفا، وأتمنى أن نعتمد على جهاز فني سعودي وفق استراتيجية احترافية. * هل أنت مع التعاقد مع بيتزي، أم ترى أنه أخذ فرصته ومنتخبنا يحتاج إلى مدرب آخر؟ المنتخب تحت إشراف بيتزي أدى جيدا، فقط يؤخذ عليه عدم تقوية خط الهجوم، ووجود خلل في عمق الدفاع لعدم اعتماده على محور دفاعي، ويبقى التقييم الحقيقي ممن عايشوه في التدريبات والمعسكرات وطريقة تعامله مع من حوله. * الهلال فرط في مدرب عالمي بحجم جيسوس رغم نجاحه في مهمته، بم تفسر ذلك؟ لو لم تكن الأسباب قوية ومفصلية لما أقدمت إدارة الأمير محمد بن فيصل على هذا القرار الخطير في هذا التوقيت الحساس، وقد يكون جريئا. * في رأيك، من الأقرب لحسم الدوري؟ بالتعاقدات الشتوية الهلال الأقوى، والنصر أيضا ويبقى النجاح لمن تكتيك مدربه أقوى. * لماذا فقد وسطنا الرياضي ثقته باتحاد القدم، وأصبح ينتقد عمله ليل نهار؟ هذه مشكلة أزلية، بسبب التغييرات غير المنطقية في مجلس الإدارة واللجان والأخطاء القانونية وتباين العقوبات. * ما رسالتك لرئيس هيئة الرياضة؟ بعد تهنئتي للأمير عبدالعزيز بن تركي، أحيي فيه هدوءه وبشاشته وحبه للعمل وحسن تعامله، متمنيا أن يحفز اللجان والاتحادات على تطبيق الأنظمة، ويحاسب من يتجاوز أو يسيء، وأن يواجه الأزمات بشفافية. خلف ملفي