NHC توقع اتفاقيات وصفقات لتأمين سلاسل الإمداد ودعم توطين الصناعات بقيمة تتجاوز 5 مليارات ريال    الصين تلدغ البحرين بهدف قاتل وتحيي آمالها في تصفيات المونديال    أمير تبوك يطمئن على صحة مدني العلي    كوريا الجنوبية تهزم الكويت بثلاثية    تبرعات السعوديين للحملة السعودية لإغاثة غزة تتجاوز 701 مليون ريال    القبض على 3 إثيوبيين في نجران لتهريبهم 29,1 كجم "حشيش"    إجتماع مجلس إدارة اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية    «الداخلية» تعلن عن كشف وضبط شبكة إجرامية لتهريب المخدرات إلى المملكة    وزير الإعلام يلتقي في بكين مديرَ مكتب الإعلام بمجلس الدولة الصيني    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة إلى 43736 شهيدًا    مركز الاتصال لشركة نجم الأفضل في تجربة العميل السعودية يستقبل أكثر من 3 مليون اتصال سنوياً    «محمد الحبيب العقارية» تدخل موسوعة غينيس بأكبر صبَّةٍ خرسانيةٍ في العالم    المروعي.. رئيسة للاتحاد الآسيوي لرياضات اليوغا    أمير الرياض يستقبل أمين المنطقة    أمير المدينة يلتقي الأهالي ويتفقد حرس الحدود ويدشن مشروعات طبية بينبع    الذهب يتراجع لأدنى مستوى في شهرين مع قوة الدولار والتركيز على البيانات الأمريكية    انطلاق المؤتمر الوزاري العالمي الرابع حول مقاومة مضادات الميكروبات "الوباء الصامت".. في جدة    الأمير عبدالعزيز بن سعود يرأس اجتماع الدورة الخمسين للمجلس الأعلى لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية    صندوق الاستثمارات العامة يعلن إتمام بيع 100 مليون سهم في «stc»    «هيئة الإحصاء»: معدل التضخم في السعودية يصل إلى 1.9% في أكتوبر 2024    البلدية والإسكان وسبل يوقعان اتفاقية تقديم العنوان الوطني لتراخيص المنشآت    اختتام مؤتمر شبكة الروابط العائلية للهلال الأحمر بالشرق الأدنى والأوسط    وزير الخارجية يصل لباريس للمشاركة في اجتماع تطوير مشروع العلا    "دار وإعمار" و"NHC" توقعان اتفاقية لتطوير مراكز تجارية في ضاحية خزام لتعزيز جودة الحياة    البصيلي يلتقي منسوبي مراكز وادارات الدفاع المدني بمنطقة عسير"    مصرع 12 شخصاً في حادثة مروعة بمصر    رؤساء المجالس التشريعية الخليجية: ندعم سيادة الشعب الفلسطيني على الأراضي المحتلة    «التراث»: تسجيل 198 موقعاً جديداً في السجل الوطني للآثار    قرارات «استثنائية» لقمة غير عادية    رينارد: سنقاتل من أجل المولد.. وغياب الدوسري مؤثر    كيف يدمر التشخيص الطبي في «غوغل» نفسيات المرضى؟    فتاة «X» تهز عروش الديمقراطيين!    رقمنة الثقافة    الوطن    عصابات النسَّابة    «العدل»: رقمنة 200 مليون وثيقة.. وظائف للسعوديين والسعوديات بمشروع «الثروة العقارية»    ذلك «الغروي» بملامحه العتيقة رأى الناس بعين قلبه    هيبة الحليب.. أعيدوها أمام المشروبات الغازية    بحضور الأمير سعود بن جلوي وأمراء.. النفيعي والماجد يحتفلان بزواج سلطان    الطائف.. عمارة تقليدية تتجلَّى شكلاً ونوعاً    أفراح النوب والجش    الخليج يتغلّب على كاظمة الكويتي في ثاني مواجهات البطولة الآسيوية    استعراض جهود المملكة لاستقرار وإعمار اليمن    استعادة التنوع الأحيائي    حبوب محسنة للإقلاع عن التدخين    أجواء شتوية    مقياس سميث للحسد    أهميّة التعقّل    د. الزير: 77 % من النساء يطلبن تفسير أضغاث الأحلام    السيادة الرقمية وحجب حسابات التواصل    كم أنتِ عظيمة يا السعوديّة!    فيلم «ما وراء الإعجاب».. بين حوار الثقافة الشرقية والغربية    «الشرقية تبدع» و«إثراء» يستطلعان تحديات عصر الرقمنة    الذاكرة.. وحاسة الشم    وزير الداخلية يرعى الحفل السنوي لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية    تكريم الفائزين بجائزة الأمير سلطان العالمية للمياه في فيينا    محمية جزر فرسان.. عودة الطبيعة في ربيع محميتها    إضطهاد المرأة في اليمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هيئة الهلال الأحمر السعودي.. الواقع والتطلعات
نشر في الرياض يوم 12 - 02 - 2019

استضافت «ندوة الرياض» هيئة الهلال الأحمر السعودي للحديث عن مهماتها، وما تمثله من ضرورة في المجتمع، حيث إنها تُقدم الدور الإنساني الكبير، من خلال تقديم الخدمة الإسعافية للمصابين في المنازل والطرق، وكذلك الإسهام في التدريب ونشر ثقافة التطوع، إلاّ أن الملاحظ وجود عتمة على بعض أدوارها الأخرى، وهو الجانب المتعلق بالأمور الإسعافية الآنية، إضافةً إلى انتشارها الممتد في مناطق المملكة ومدنها المتعددة، وهذا ما يلقي على عاتقها مسؤولية كبيرة جداً في توفير الخدمات الضرورية والأساسية بالنسبة للمواطنين والمقيمين، ومع هذا لا يُمكن أن نجهل أدوارها التي أنقذت كثيرا من حالات موت نتيجة وجود كوادر متخصصة، ووجود الآليات الحديثة في المواقع الاستراتيجية داخل المدن، ومن هذا المنطلق كشفت الندوة أهمية هيئة الهلال الأحمر السعودي أمام القارئ؛ حيث نسعى إلى إيصال المعلومة إليه بالشكل المناسب.
دعم الأسطول الإسعافي في الهيئة سواء من سيارات إسعاف حديثة أو تجهيزات طبية مطلوبة
وأكد المشاركون في ندوة الرياض أنه تم دعم الأسطول الإسعافي في الهيئة سواء من سيارات إسعاف حديثة أو تجهيزات طبية مطلوبة، وكذلك تم تدريب العاملين في مجال طب الكوارث على التعامل مع الحوادث الكبيرة والتجمعات البشرية، إضافةً إلى أن الهيئة قامت بتحديث البروتوكولات بالطرق الطبية للتعامل مع الحالات الإسعافية وتطوير العمليات التي تقوم باستقبال البلاغات، سواء من المواطنين أو المقيمين، مبينين أن «الإسعاف الطائر» مشروع قديم، والآن هو في طور التجديد ليشمل جميع مناطق المملكة، كاشفين عن أنه تم توظيف 30 ألف اختصاصي طبيب طوارئ وكوارث، والطموح يتجه إلى أكثر من هذا الرقم، مشيرين إلى أنهم يعملون مع «المرور» و»أمن الطرق» للحد من الحوادث، عبر توعية السائقين بعدم السرعة والتهور في قيادة السيارات.
إسعافات أولية
في البداية تحدث د.محمد القاسم عن مراحل التطوير الأخيرة التي تفخر بها هيئة الهلال الأحمر لمواكبتها المستجدات والنهوض بمستوى الخدمة التي تقدمها الهيئات المماثلة في مختلف دول العالم قائلاً: إن هيئة الهلال الأحمر السعودي تلعب عدداً من الأدوار ومن أهمها تقديم الإسعافات الأولية، فهي المعنية بتقديم الخدمة الإسعافية للمصابين في المنازل والطرق، إضافةً إلى أدوار أخرى تلعبها تتعلق بالتدريب على الإسعافات الأولية، مضيفاً أن الدور الآخر هو اهتمام الهيئة بحكم أنها عضو في الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر بتشجيع التطوع ونشر ثقافته في المملكة العربية السعودية، كذلك تلعب الهيئة دوراً في التواصل مع الهيئات المماثلة من خلال المكالمات ومتابعة المحتجزين في أو البحث عن المفقودين في الدول الأخرى من المواطنين أو العكس.
قفزات تطويرية
وأوضح د.سطام العنزي أنه فيما يتعلق بمراحل التطوير فإن الهيئة شهدت العديد من القفزات التطويرية الكبيرة بدءاً من زيادة عدد المراكز الإسعافية المفتتحة حديثاً، وقد استفدنا من برنامج التحول الوطني وزيادة عدد التوظيف من حيث الكم والكيف، وأنه خلال العامين الأخيرين وصل عدد من تم توظيفهم حوالي (800) موظف في المجالات الإسعافية، إلى جانب زيادة عدد الاختصاصيين في حالات الإسعاف والطوارئ، حيث وصلت نسبة تغطية المناطق إلى (100 %)، وإن جميع مناطق المملكة مغطاة بفئة الاختصاصيين، ويعد هذا زيادة في نسبة الخدمة المقدمة وتضاهي مثيلاتها في الدول المتقدمة في هذا المجال، مبيناً أنه فيما يتعلق بالأسطول الإسعافي في هيئة الهلال الأحمر السعودي فقد تم دعمه بشكل كبير، ولعلنا نذكر موسم الحج في العام الماضي حيث تلقت الهيئة دعماً كبيراً من سيارات الإسعاف الحديثة، إضافةً إلى التجهيزات الطبية التي تسهل على المسعفين القيام بأعمالهم على الوجه المطلوب، مشيراً إلى أنه قامت الهيئة بتحديث البروتكولات بالطرق الطبية للتعامل مع الحالات الإسعافية وتطوير العمليات التي تقوم باستقبال البلاغات الإسعافية، سواء من المواطنين أو المقيمين، حيث تم تحديثها من حيث الجوانب الطبية ووضعنا مؤشرات أداء وضمان الجودة وسلامة المرضى وهذه المؤشرات ترسل بصفة مستمرة من أجل دعم العملية الإسعافية، ومن أجل أن نستقبل البلاغات الإسعافية تم استحداث مؤشر رضا المستفيد يخرج بشكل شهري، حيث أن من يطلب الخدمة الإسعافية وبعد الانتهاء منها تكون هناك فرصة لتقييمها حتى يكون هناك نوع من الشفافية.
11 ألف متطوع
وذكر د.سطام العنزي أنه إضافة إلى ما ذكر تقوم هيئة الهلال الأحمر بتدريب العاملين لديها في مجال طب الكوارث للتعامل مع الحوادث الكبيرة أو الحوادث داخل التجمعات البشرية الكبيرة مثال على ذلك موسم الحج، ويخضع العاملون فيها إلى الدورات العالمية، مضيفاً أنه في مجال التطوع يوجد لدينا عدد لا بأس من المتطوعين مواكبة لرؤية المملكة 2030م التي تقوم على ترسيخ دور المتطوعين والعمل على زيادة عددهم، حيث بلغ الآن عدد المتطوعين ما يزيد على (11) ألف متطوع ومتطوعة، وبلغ عدد الفعاليات التي قامت بتغطيتها الهلال الأحمر السعودي أكثر من (600) فعالية وهي عبارة عن فعاليات متعددة سواء في المهرجانات أو خلال صلاة الجمعة في الحرمين الشريفين، إضافةً إلى المساجد الكبيرة مثل مسجد الراجحي في مدينة الرياض، لافتاً إلى أن كل هذه الأنشطة والأعمال تساعد على دفع عجلة التطور في العمل الإسعافي.
وعلّق د.محمد القاسم قائلاً: تعقيباً على ما ذكره د.سطام العنزي فإن أي دراسات تشابه الأعمال التي تقوم الهيئات العالمية الأخرى من أعمال الإسعاف المختلفة تُقدم عن طريق جهات مختلفة وليس عن طريق الصليب الأحمر والهلال الأحمر، لذلك حرصنا على الاستمرار في عمليات التدريب وإعداد التجهيزات، بحيث تكون آليات الإسعاف على أحدث طراز وصلت إليه التقنية وحسب ما هو موجود في الدول المتقدمة.
«الإسعاف الطائر» مشروع قديم.. والآن هو في طور التجديد ليشمل جميع مناطق المملكة
التجمهر على الحوادث لا يزال عائقاً يحتاج لوعي المجتمع
تدريب العاملين في مجال طب الكوارث على التعامل مع الحوادث الكبيرة والتجمعات البشرية
زيادة المهارات
وحول كفاية موارد هيئة الهلال الأحمر السعودي قال د.محمد القاسم: إن الهيئة تعمل وفق منظومة متكاملة وإن عدد المراكز الإسعافية الموجودة حالياً تعمل بطاقتها القصوى، لكنها لا تغطي جميع الاحتياجات، بل نحتاج إلى زيادة كبيرة لعدد المراكز الإسعافية حتى نتمكن من تغطية الاحتياج، وأنه بناء على برنامج التحول تم خلال هذا العام 2018- 2019م افتتاح عدد من المراكز.
وتداخل مازن الغامدي قائلاً: إنه ومن خلال رؤية المملكة 2030 اتخذت المملكة منهجاً لتطوير جودة الخدمات المقدمة من خلال المرتكزات الثابتة للمجتمع الحيوي واقتصاد مزدهر، وهو طموح منبثق من خلال برنامج التحول الوطني يشتمل على عدد من المبادرات التي تعمل عليها هيئة الهلال الأحمر السعودي، وأهمها مبادرة رفع ودعم الخدمات الطبية الإسعافية، والتي تهدف إلى تطبيق المعايير الإقليمية والدولية في تقديم الخدمات الإسعافية، والعمل على تقليل زمن الاستجابة من خلال استحداث عدد من المراكز الإسعافية، ومبادرة سرعة الاستجابة الإسعافية من خلال مكالمات الطوارئ، وذلك برفع القدرة التقنية والتشغيلية والميدانية للهيئة، ورفع الجهازية عن طريق التكامل والتنسيق مع الهيئات والقطاعات الصحية عبر ربط الأنظمة للتقنية التي تؤدي إلى سرعة الاستجابة وإيصال الحالات الإسعافية إلى أقرب منشأة طبية ملائمة لها، مضيفاً أن المبادرة الأخرى هي زيادة مهارات مقدمي الخدمات الإسعافية التي تعنى بصقل المهارات لمقدمي الخدمات الإسعافية من خلال عدد من البرامج والمعتمدة عالمياً لتكون معياراً لتقديم الخدمة، وكذلك من خلال تدريب أفراد المجتمع على ثقافة الإسعافات الأولية، مشيراً إلى أنه استهدفت الهيئة من خلال مبادراتها في رفع ودعم الخدمات الطبية الإسعافية خلال عام 2018م وافتتاح وتشغيل (37) مركزاً إسعافياً على مستوى المملكة تقدم خدماتها الإسعافية من خلال تأمين أسطول كبير لسيارات إسعافية حديثة موديل 2018م لتقديم الخدمة لمحتاجيها، إلى جانب ذلك عملت الهيئة على استقطاب الموارد البشرية المؤهلة تأهيلاً كافياً حسب معايير الهيئة السعودية للهلال الأحمر وكذلك التجهيزات الخاصة من المواد والمعدات الطبية التي توائم تقديم الخدمات الإسعافية.
تقليص الزمن
وعلّق د.محمد القاسم قائلاً: تعقيباً على ما ذكره الأستاذ مازن الغامدي نرى أنه تم افتتاح (37) مركزاً إسعافياً جديداً عام 2018م، وهذه المراكز تمثل نسبة تسعة بالمائة، وهي نسبة عالية بأن يتم افتتاح (37) مركزاً إسعافياً في عام واحد، وهناك مراكز جديدة سيتم افتتاحها في هذا العام 2019م، وأن تقديم الخدمة ليس مقتصراً على زيادة عدد المراكز الإسعافية، وإنما المطلوب هو تقليص زمن الاستجابة وتقليل المدة التي يتم فيها تسليم الحالات إلى المستشفى حتى تعود الفرقة إلى العملية التالية، مضيفاً أنه تعمل الهيئة بكل الوسائل لزيادة فعالية الفرق الموجودة مع التأكيد أن الاحتياج مازال كبيراً، مبيناً أنهم يعملون على تدريب وتأهيل زملائنا وتحسين آلية تسليم الحالات وتقليص الحالات التي لا تستدعي تقديم الخدمة الإسعافية.
سرعة الأداء
وعن المقصود بالمسعف الإلكتروني وأثره التقني أكد م.عبدالإله الطويل على أنه ساعد على سرعة الأداء بشكل كبير من خلال التحول إلى بيئة لا ورقية مثل توثيق المحضر وتوثيق المواقيت الخاصة يتحرك من خلالها الفرق للوصول إلى الحالة وإعادة توجيهها إلى المستشفى، حيث تسلمنا من وزارة الصحة الإحداثيات الموجودة في المناطق، وبالتالي تتم إعادة التوجيه بناء على التخصص إلكترونياً بشكل كامل، مضيفاً أن أحد المكونات الموجوة في النظام هو العمليات والذي يكون عادةً لاستقبال المكالمات، وفي هيئة الهلال الأحمر أضفنا المكونات الأخرى مثل تتبع المركبات والمسعف الالكتروني وأسعفني، وهذا يعد إنجازاً كبيراً في مجال التحول الرقمي الذي تشهده الهيئة، والحمد لله حققنا انجازاً في فرع الريادة الالكترونية باعتباره أسرع تحول.
وحول الإسعاف الطائر أوضح د.محمد القاسم أنه مشروع قديم وتم تطبيقه لعدد من السنوات لتقديم الخدمة خارج المدن ولم يتم تطبيقه داخلها، والآن هو في طور التجديد، حيث وجّه المقام السامي لدراسة الآلية المناسبة لطرحه، بحيث نضمن تغطية جميع مناطق المملكة، حيث تم تطبيقه على عدد محدود من المناطق والآن في طور تطبيقه على عدد كبير من المناطق، حيث نعمل على دراسة المشروع في مكتب التخصيص في وزارة الصحة.
وعي إسعافي
وطرحت الزميلة نوال الجبر سؤالاً قالت فيه: لا يختلف اثنان في تجربتكم الناجحة في عملية إدارة الحشود في الحج والعمرة ومختلف المناسبات الرياضية، فكيف تُقيّمون إبراز الإعلام لهذه التجربة المتميزة؟.
وأجاب د.محمد القاسم: إن هيئة الهلال الأحمر السعودي تعمل جاهدة بالشراكة مع الجهات والقطاعات الأخرى من أجل التعامل مع الحشود في مواسم الحج والعمرة وفي الفعاليات المختلفة، حيث لدينا عدد من الدورات التدريبية يتم التدريب عليها بالنسبة للمتطوعين والمتطوعات، إضافةً إلى الزملاء والزميلات منتسبي هيئة الهلال الأحمر السعودي، مضيفاً أننا نقوم بالمشاركة في جميع الفرضيات التي تقوم بها الجهات والقطاعات الأخرى مثل وزارة الصحة والدفاع المدني، إضافةً إلى قيام الهيئة بفرضيات خاصة للتعامل مع حالات الطوارئ والكوارث المختلفة، وبكل تأكيد نستفيد من جميع التجارب، ونعمل على تدريب عدد كبير من الناس، ولدينا كذلك قناعة بأهمية المستجيب الأول، ومستحيل أن يكون الهلال الأحمر هو المستجيب الأول، لهذا نحن نحرص في إدارة التدريب على نشر الوعي الإسعافي بالمحاضرات التوعوية والقيام بالدورات التدريبية المختلفة، لقناعتنا التامة بأهمية الوصول إلى المريض في الوقت المناسب؛ لأنه عادةً وقت قصير، مبيناً أن لديهم مبادرات مع أمن الطرق والأمن العام لتدريب رجال أمن الطرق والأمن العام على دورات الإسعاف ليست الدورات القصيرة، وإنما على الدورات الأساسية لمدة خمسة أيام؛ لتمكينهم من تقديم الخدمة الإسعافية ريثما تصل سيارة الإسعاف، وتتم الاستفادة من الخبرة السابقة في مجال الكوارث، كذلك يعملون على زيادة عدد المتدربين، حيث طرحوا لائحة استرشادية لأهم المتطلبات الإسعافية في المباني والفعاليات، ونرجو أن يتم تطبيقها في جميع الفعاليات لضمان وجود حد أدنى من الأشخاص المدربين على الإسعافات الأولية.
بروتكول عالمي
وسأل الزميل صالح الحميدي: ماذا عن أطباء الطوارئ؟، وهل لديكم عدد كافٍ لمواجهة الحالات؟، وهل لديكم طبيبات يعملن في مجال الطوارئ وفي الهلال الأحمر للتصدي للحالات الحرجة التي توجد فيها النساء مثل مدارس البنات وغيرها؟.
وعلّق د.سطام العنزي قائلاً: في الحقيقة لدينا ثلاثة مستويات لتقديم الخدمات الإسعافية، هناك فني يقدم خدمة أساسية، وغالباً يكون حاصلاً على شهادة الدبلوم في مجال إسعاف الطوارئ، المستوى الثاني هو الأخصائي في مجال الطوارئ وهو الشخص الحاصل على درجة البكالوريوس في الإسعاف والطوارئ، والحمد لله لدينا في المملكة مجموعة من الكليات الحكومية والخاصة، ونحن في الهلال الأحمر لدينا ثلاثة روافد: الرافد الأول: هو الكليات العالمية من دول متقدمة مثل أميركا وأستراليا ولدينا الكليات الحكومية والكليات الخاصة، مما يساعد على تقديم الخدمة الإسعافية إلى أعلى من المستوى الفني تحت إشراف طبي، مبيناً أن المستوى الثالث: هو ما يقدم عن طريق الأطباء الذين يعملون في هيئة الهلال الأحمر، ويوجد منهم أطباء يعملون في الميدان مع الفرق الإسعافية، والغالبية يعملون في الإدارة الطبية التي تشرف على العمل الإسعافي، وتكون على تواصل لمدة (24) ساعة مع الفرقة الإسعافية، بحيث إذا كان هناك قرار طبي يحتاج إلى وجود طبيب يتم التواصل مع الأطباء لأخذ التوجيه، وهو نظام عالمي يطبق في جميع الدول التي تقدم الخدمة الإسعافية، ونحن نؤكد أن لدينا عدداً من الأطباء والطبيبات، وقد وصل عدد الأطباء الأخصائين الذين تم توظيفهم في هيئة الهلال الأحمر العام الماضي حوالي (30) أخصائي طبيب طوارئ وكوارث ونطمح إلى الزيادة، مشيراً إلى أن العمل الإسعافي كما هو معروف يختلف تماماً عن العمل في المستشفيات، وأن العمل الإسعافي لديه بروتكول عالمي يختلف عن عمل المستشفيات، مؤكداً على أن لديهم عدداً من الطبيبات يعملن في الهيئة في مجالات التدريب والتوعية والمشاركة في النشاطات النسائية التطوعية.
هوية واحدة
وسأل الزميل أحمد غاوي قائلاً: نلاحظ على مواقع فروع هيئة الهلال الأحمر السعودي وجود تفاوت هل يوجد مشروع لتوحيد جهود فروع الهيئة من حيث الفئات وحسب إمكاناتها والكثافة السكانية ووجودها في المدن أو المراكز الصغيرة؟.
وأجاب د.محمد القاسم: اتفق معك أن مباني الهيئة الحالية تفتقد إلى الهوية الواحدة، وأن العام الماضي كان مضيئاً لنا، حيث لدينا حوالي (26) مبنى جديد بدأ العمل فيها، وقد حرصنا أن يكون لنا هوية واحدة، والآن لدينا ثلاثة أنواع من المباني حسب موقع المركز، وأن طبيعة مراكز الإسعاف تختلف عن المباني الحكومية الأخرى، وهي مبانٍ ليست مخصصة للمراجعين، وإنما هي مكان لإقامة الزملاء وتوفير بيئة عمل مناسبة لهم، يكون منطلقاً إلى الطلبات التي يتجهون إليها، مضيفاً: «لدينا نموذج خاص بالمراكز خارج المدن ونموذج خاص بالمراكز داخل المدن ونموذج آخر للمباني الإدارية، ونسعى إلى اعتماد هذا النموذج، ولدينا (26) مبنى تحت الانشاء وأن (20) مبنى منها على وشك افتتاحها وتحديداً في منطقة الرياض وأخرى في المنطقة الشرقية»، مبيناً أنكم لو لاحظتم المباني الموجودة في مكة ومنى وعرفات كلها مبانٍ ذات هوية واحدة، وحينما تشاهد المبنى تعرف مباشرة أنه مبنى خاص بالهلال الأحمر، إضافةً إلى أن لدينا مباني للتدريب نعمل على جعلها في هوية واحدة، وأنه ضمن برنامج التحول الوطني نعمل على بناء عدد من مراكز التدريب التي تكون بيئة جاذبة للمتدربين والمتدربات وتقديم الدورات المناسبة فيها.
مستجيب أساسي
وحول الاستجابة لمباشرة الهلال الأحمر لحوادث المرور، أوضح د.محمد القاسم أن ملف الحوادث المرورية هو ملف مهم جداً باعتبار أن الهلال الأحمر هو المستجيب الأساسي لهذه الحوادث، وإذا كانت الحوادث متعددة الإصابات فإن من طبيعة عملنا أن نوجه إليها أكثر من سيارة إسعاف، وإذا كان الحادث كبيراً وفيه حالات كثيرة نقيم تواصلاً مستمراً مع غرف الطوارئ التابعة لوزارة الصحة؛ من أجل أن يتم دعمنا بسيارات إسعاف خاصة بالوزارة، ونحرص كذلك بشكل كبير على الوصول إلى موقع الحادث بأسرع ما يمكن، ولا يخفى عليكم أن المملكة عبارة عن قارة مترامية الأطراف لهذا فإن المراكز موزعة بشكل جيد على معظم الطرق الحالية، ونسعى إلى إقامة مراكز جديدة على الطرق الجديدة، إلى جانب أننا نعمل مع العديد من الجهات مثل المرور وأمن الطرق للحد من الحوادث، وليست مهمتنا فقط مقتصرة على معالجة الحوادث، بل تقوم بتوعية السائقين بعدم السرعة وعدم التهور أثناء قيادة السيارات، وإذا وقعت الحوادث نعمل على تقليل الإصابات الموجودة في الحوادث، والعمل جار من جميع الجهات لمباشرتها بأسرع ما يمكن.
وفي سؤال عن وجود مسار للطوارئ في الشوارع والطرق داخل المدن في حال الازدحام الشديد، أكد د.محمد القاسم على أن هناك معاناة كبيرة داخل المدن للوصول إلى مكان الحادث، وبالرغم أننا نعمل دوماً لرفع الوعي لدى السائقين لعدم إعاقة حركة سيارات المرور والطوارئ؛ لأن ذلك يعد مخالفة مرورية يعاقب عليها النظام والقانون، إلاّ أنه مازالت هناك مشكلة في عدم وجود مسار خاص لسيارات الطوارئ والهلال الأحمر والدفاع المدني، متمنياً أن يؤخذ في عين الاعتبار التخطيط لهذه الطرق المهمة.
تصنيف الخطورة
وتداخل د.سطام العنزي قائلاً: أؤكد لكم أن لدينا نظاماً في غرف العمليات بأنه إذا تم طلب الخدمات الإسعافية نقوم مباشرة بتصنيفها ومعرفة خطورة الحالة وتحديد عدد السيارات الإسعافية المطلوبة لمباشرة الحالات، الأمر الآخر أن لدينا نظاماً لتحديد أكثر الأماكن التي تقع فيها الحوادث، بحيث نقوم برفعها عن طريق إحدى المبادرات التي تصل إلى الجهات المسؤولة لكي نصل في نهاية المطاف إلى قضية الوقاية بالعمل على إجراء بعض التعديلات على الطريق، ونحن نحرص على رفع التقارير باستمرار عن المناطق والطرق التي تكثر فيها الحوادث من أجل التقليل من الحوادث.
وعلّق د.محمد القاسم بقوله: إن الهيئة تقوم بتبادل المعلومات مع الجهات المسؤولة في وزارة النقل باعتبارها مسؤولة عن الطرق خارج المدن ومع الأمانات والبلديات داخل المدن، حيث يتم تحديد الأسباب التي تؤدي إلى كثرة الحوادث، وبالتالي تقوم وزارة النقل والأمانات والبلديات بتحسين الطرق والشوارع والأماكن الخطرة التي تهدد سلامة السائقين، والعمل كذلك على تحسين الوسائل الرقابية بوضع كاميرات ساهر، أو مباشرة رجال المرور للأماكن التي تحتاج إلى رقابة وتهدئة السرعة في هذه الطرق، ونتبادل المعلومات على مدار الساعة مع الجهات المختصة مثل أمن الطرق ووزارة النقل ووزارة البلديات والمرور.
وقال فهد الحازمي: إن هيئة الهلال الأحمر هي أحد أعضاء اللجنة الوزارية الخاصة باللجنة المرورية والتي تضم أكثر من (15) جهة حكومية، وهدفها الرئيسي هو رفع مستوى الوعي والحد من الحوادث المرورية، مضيفاً: «عندما نتحدث عن الحوادث نركز على مثلث الحوادث المرورية السائق والمركبة والطرق، وأن هذه الجهات الثلاث تعمل على إصلاح الخلل، وأنه خلال الأيام القادمة ستكون هناك حملات توعوية بالمشاركة مع الجهات الحكومية من أجل رفع مستوى الوعي من أجل تقليل الحوادث المرورية على الطرق».
مذكرة تفاهم
وطرح الزميل تركي منصور سؤالاً قال فيه: لماذا لا يتم التنسيق مع وزارة التعليم لنشر الوعي في المدارس حتى ولو بموضوع واحد داخل مادة دراسية؟.
وأجاب د.محمد القاسم: إن وزارة التعليم هي من الجهات التي نحرص على التعاون معها، وهي من أولى الجهات التي وقعنا معها مذكرة تفاهم، كذلك وقعنا مذكرات تفاهم مع عدد من الجامعات، وأنه خلال العام الماضي أنشأنا حساباً في «تويتر» لنشر فعاليات هيئة الهلال الأحمر، حيث تقام العديد من المحاضرات بشكل يومي في حدود خمس محاضرات خلال الأسبوع، وعدد من الدورات التدريبية في المدارس الثانوية والمتوسطة، وكذلك في جميع المدارس الأهلية والجامعات، مضيفاً: «خلال الصيف الماضي شاركنا معهم في المراكز الصيفية، وأقمنا داخلها العديد من المحاضرات التوعوية والدورات التدريبية ومازلنا نعمل معهم، وخلال الأسبوع قبل الماضي شاركنا مع وزارة التعليم في ورشة خاصة بالسلامة المرورية لحافلات المدارس، وحرصنا على تدريب سائقيها على كيفية التعامل مع الإسعافات الأولية»، مشيراً إلى أنهم يعملون معهم بشكل مستمر، وأن اللجنة الخاصة بالسلامة المرورية التي أشار إليها فهد الحازمي لها برامج خاصة في جميع المدارس؛ لأن المدارس هي أنسب مكان لتوصيل الرسائل التوعوية لعدة أعوام، والطلاب هم أقدر منّا لتوصيل الرسائل التوعية لوالديهم لضمان السلامة.
الحد الجنوبي
وتساءلت الزميلة فداء البديوي: ما مدى كفاية تغطية الهلال الأحمر السعودي للمحافظات القريبة من الحد الجنوبي، خصوصاً أن هناك احتياجاً قوياً من قبل الكثير من المواطنين؟
وقال د.محمد القاسم: إن هيئة الهلال الأحمر تولي جميع مناطق المملكة اهتماماً خاصاً لاسيما المناطق الحدودية وتحديداً الحد الجنوبي، وذلك من ناحيتين ناحية الكم وناحية الكيف، حيث نقوم بتهيئة البيئة المناسبة لزملائنا في الحد الجنوبي تقديراً لهم لعملهم في تلك المناطق الحساسة، كذلك نعمل بكامل الطاقة من أجل خدمة القطاعات العسكرية والمدنيين.
وتداخل د.سطام العنزي قائلاً: لاشك أن هناك متابعة مستمرة وتقييماً للأوضاع في الحد الجنوبي، وأن جميع الإمكانات مسخّرة ومهيئة، ونعمل على توفير الدعم، حيث نولي الحد الجنوبي اهتماماً كبيراً من خلال زيادة عدد المراكز الإسعافية الجديدة، ومضاعفة التمركز، مبيناً أنه تم دعم المراكز الإسعافية الجنوبية بزيادة عدد الاختصاصين العاملين وكذلك زيادة عدد الأطباء، ونحن على تواصل دائم مع الزملاء الذين يعملون هناك عن طريق برنامج العمليات.
وعلّق د.محمد القاسم: نعمل على إرسال السيارات الخاصة بالكوارث إلى الحد الجنوبي، لتكون جاهزة لتغطية أي نقص، إضافةً إلى دعم الحد الجنوبي بالسيارات المخصصة من الفروع الأخرى عند الاحتياج.
غرف عمليات
وفيما يتعلق بغرف العمليات في هيئة الهلال الأحمر قال د.محمد القاسم: لدينا ما يزيد على (14) غرفة عمليات، لكن قمنا بدمج العديد من غرف العمليات في المنطقة الغربية في غرفة واحدة في العاصمة المقدسة، مضيفاً أن لديهم غرفة واحدة في المبنى الرئيسي وهي غرفة مركزية تتواصل خلال (24) ساعة مع جميع غرف العمليات لتقديم أي دعم يحتاجون إليه، وأن كثيراً من الحوادث تقع في الطرق السريعة ما بين منطقتين، وكل هذه الحوادث تجد تنسيقاً كاملاً ما بين المنطقتين، كتلك الحوادث التي تقع بين منطقة القصيم ومنطقة المدينة المنورة، وعندنا كذلك لجنة معينة بالكوارث ممثلة في الإدارات المعنية تعمل بشكل مستمر في حالة وجود كارثة ما أو أي احتياج أو حادث طريق بتوفير الإمكانات لمعالجتها بأسرع ما يمكن وبأفضل طريقة.
وسأل الزميل هاني وفا قائلاً: هل نفهم من كلامك أنه لا توجد غرفة عمليات مركزية في المملكة؟.
وأجاب د. محمد القاسم: بالتأكيد لدينا غرفة مركزية في الهيئة، لكنها لا تتلقى المكالمات وإنما تدعم بقية غرف العمليات وتتابعها، ونأمل جاهدين على تطوير الآلية وزيادة فعالية الغرفة المركزية كما فعلنا في مكة المكرمة بدمج غرفة عمليات جدة وغرفة عمليات الطائف في غرفة مركزية واحدة في مكة المكرمة، ونعمل مع (911) بشكل متوازن وسنقوم في المستقبل بدمج غرف العمليات لتعمل بفعالية أكبر وأقوى.
بلاغات كاذبة
وحول تلقي البلاغات الكاذبة أكد د.محمد القاسم على أنه مع الأسف أن البلاغات الكاذبة موجودة في كل جهة، وفي كل قطاع من القطاعات، وأيضاً موجودة في جميع الدول، وليست في المملكة وحدها، حيث نجد أن هناك العديد من المكالمات غير صحيحة، وعند زيارتنا للعديد من دول العالم وجدنا نسبة كبيرة من المكالمات غير الصحيحة والكاذبة، ونحن هنا نتعاون مع هيئة الاتصالات وأمراء المناطق وأن الأرقام التي تصلنا باستمرار نقوم بالإبلاغ عنها للتحقيق فيها، وإيقاع العقوبات المناسبة بأصحابها، مضيفاً أن هيئة الاتصالات لديها آلية معينة لمعرفة عدد المكالمات في اليوم أو الأسبوع أو خلال الشهر، وبناء على ذلك يتم نوعية الاتصال ومدى مخالفة المتصل ومعرفة الكاذب من الصادق، مبيناً أن هناك ضعفاً وعدم دراية بأهمية الهلال الأحمر وعدم إلمام الكثيرين برقمه في جميع مناطق المملكة، ونسعى بشدة إلى نشر الوعي وسط المجتمع، ونسعى أيضاً إلى الحد من المكالمات غير الدقيقة التي ترد إلى غرف العمليات؛ لأنه مهما زادت الخدمات والإمكانات تبقى أقل من الاحتياج، وبالتالي نحن نعمل مع الزملاء على نشر ثقافة آلية طلب الهلال الأحمر وعدم طلبه في الحالات غير الضرورية، ومع الوقت سيتحسن أداء المجتمع في طلب سيارات الإسعاف.
امتيازات العاملين
وسأل الزميل أحمد غاوي: هل يوجد امتيازات خاصة للعاملين في الميدان؟.
وقال د.محمد القاسم: إن الزملاء الذين يعملون في الميدان هم الواجهة المشرقة والمشرفة لهيئة الهلال الأحمر السعودي، ونحن في الهيئة نعمل بكل جد وإخلاص لتهيئة البيئة المناسبة لحل جميع الإشكالات التي يواجهها الزملاء في الميدان، ومازلنا نعمل على تحسين بيئة العمل بشفافية كاملة وتسهيل الخدمات التي تقدم لهم، ونعمل كذلك على إعطائهم حقوقهم أولاً بأول دون تباطؤ، ونعمل بشفافية في عملية النقل، بحيث نضمن العدالة فيما بينهم، إضافةً إلى ذلك قمنا بتأسيس وحدة خاصة (شكاوى ومقترحات) لتلقي أي شكوى من الزملاء أو المجتمع بشكل كامل، مبيناً أن الكادر الذي يعمل في الميدان هو كادر جيد وملتزم بعمله ولديهم بدلات خاصة بالميدان ونحرص على صرف مستحقاتهم بشكل سريع، ولقد أعطينا كذلك مديري الفروع صلاحيات تعديل أوقات العمل بالشكل الذي يتناسب مع تحقيق المصالح المختلفة.
وأوضح د.سطام العنزي أن جميع الامتيازات التي يتلقاها العاملون في الميدان مقرونة بمدى التميز في الأداء الذي يقوم به الموظف، حيث سيكون له الأولية في منح الامتيازات المالية أو المعنوية، وكذلك يتم ترشيح المتميزين للدورات داخل وخارج المملكة بحيث تصل رسالة واضحة للعاملين في الميدان، إضافةً إلى وجود تقييم لمستوى الرضا وتحديد النقاط التي تزيد من تحسين الخدمة ومن سلوك المسعفين.
وأكد د.محمد القاسم على أنه تم إطلاق جائزة خاصة للزملاء العاملين في الفروع وفي المركز الرئيسي من أجل تكريم المتميزين منهم، ونعمل على إطلاق هذه الجائزة بشكل كبير، إضافةً إلى ذلك نجد أن الفروع لديها آليات خاصة لتكريم الزملاء المميزين، وفي الواقع أن هذا التكريم هو جزء من عملنا.
وعن المبادرات الاجتماعية واستفادة هيئة الهلال الأحمر منها، قال د.محمد القاسم: لدينا إدارة خاصة لتنمية الموارد الذاتية، ونعمل بالتنسيق مع الجهات الداعمة لهذا الغرض، ولدينا المباني ذات الهوية الواحدة وتكلفتها التقديرية، وهو ملف جاهز سنقدمه للجهات الداعمة من بنوك وغيرها.
أبرز المعوقات
وطرح الزميل هاني وفا سؤالاً: ما هي أبرز المعوقات التي تواجه أعمالكم في هيئة الهلال الأحمر؟.
وأجاب د.محمد القاسم: إن المعوقات الأساسية تنحصر في قلة الأعداد مقارنة بالطلب، وضعف وعي المجتمع في إفساح الطريق لسيارات الإسعاف، وعدم طلب سيارات الإسعاف إلاّ عند الحاجة، مضيفاً: «الزملاء يواجهون سوء المعاملة من الذين يطلبون الخدمة برفع الأصوات، وفي بعض الأحيان يتم الاعتداء عليهم، هناك مشكلة تتعلق بتجمهر الناس أثناء الحوادث، مما يعوق عمل المسعفين، إلى جانب عدم معرفة الأولويات بالنسبة لطالب الخدمة».
وعن الموارد المالية، أوضح أنها أحد المعوقات، خصوصاً في الجانب المتعلق بتأمين سيارات الإسعاف، حيث مازلنا نعمل جاهدين مع الجهات المختصة من أجل التأمين على سيارات الإسعاف حتى يمارس الزملاء عملهم بشكل كامل، كذلك نرجو أن يتم تحسين بيئة المباني الموجودة والانتهاء من المباني المستأجرة لتوفير الأموال اللازمة لبناء المراكز الخاصة بالهلال الأحمر.
مشاركة المرأة
وطرحت الزميلة نوال الجبر سؤالاً: في ظل مسارات التحول في المملكة لتمكين المرأة السعودية التي تنص على بنودها رؤية 2030، ما مستقبل المرأة مهنياً؟، هل نراها بعد تدريبها مسعفة جوية وبحرية؟، ومن خلال قيادة المرأة للسيارة هل سنشاهد سيارة إسعاف بقيادة نسائية وطاقم نسائي إسعافي متكامل؟
وعلّق د.محمد القاسم: إن هيئة الهلال الأحمر والزملاء في الميدان يعملون في ظروف صعبة دائماً من حيث التعامل مع الحالات الإسعافية ودخولهم إلى المنازل، والتي تستدعي وجود بنية جسمانية قوية من أجل حمل المرضى والمصابين، كذلك يتعرضون لكثير من المضايقات في الميدان من قبل الجمهور، كل هذا يجعل هيئة الهلال الأحمر حريصة على أن تعمل المرأة في المجالات التي تناسبها، حيث لدينا عدد كبير من الزميلات العاملات في الإدارات المختلفة، خصوصاً في مجال إدارات التدريب على التوعية، ويشاركن كذلك في إدارات التطوع، وأنه متى حانت الفرصة فإنها لاشك ستشارك في أي مجال ونحن سعيدون بهذه المشاركة.
تواصل وتعاون
وعن التواصل بين الهيئة والجهات الحكومية والقطاعات الخاصة فيما يخدم عمل هيئة الهلال الأحمر، أوضح فهد الحازمي أنه تُعد هيئة الهلال الأحمر السعودي مطلباً لكثير من الجهات الحكومية، وأن دورها ليس مقتصراً على تقديم الخدمات الإسعافية فقط، وإنما دورها أكبر من ذلك بكثير، إذ نسعى إلى تهيئة كافة شرائح المجتمع على إدراك ووعي بأهمية مهارة الإسعافات الأولية، ولاشك أن المستجيب الأول هو المواطن، ونأمل أن يكون كل منزل وكل أسرة ورب الأسرة لديه إلمام بمعلومات عن الإسعافات الأولية حتى نستطيع تلاقي بعض المشكلات، لهذا فإن لنا شراكات كثيرة ومتنوعة مع جميع القطاعات الخاصة والعامة.
وحول التعامل مع «تويتر» أوضح أنه أصبح هاجساً لكثير من الجهات الحكومية وتعتمد عليه بشكل رئيسي ونستثمر فيه بفعالية، ففي السابق كان لدينا حساب واحد فقط وهو الحساب الرسمي للهيئة، لكن مع حجم العمل الذي تقوم به الهيئة التي لها العديد من الفروع في جميع مناطق ومدن المملكة، وكل منطقة إدارية تقوم بتقديم برامج وفعاليات وأنشطة متعددة، ومن حقهم أن ينشروا أخبارهم في حسابات التواصل الاجتماعي، من هنا وجدنا أن الحل الأنسب أن يكون لدينا حساب رسمي خاص بالهيئة يبث فيه الأخبار الرئيسة، وأن يكون لدينا كذلك حسابان رديفان، الأول هو حساب الفعاليات؛ بأن يتم تغطية جميع فعاليات المناطق، والآخر خاص بالأعمال التطوعية، أيضاً لدينا حسابات على «الفيس بوك» و»اسناب شات»، وعلى «قناة اليوتيوب»، وبدأنا في مطلع العام الحالي 2019م إطلاق نشرة إلكترونية وهدفها نشر التوعية وبث معلومات تثقيفية وإرشادية خاصةً في الجانب المتعلق بالوعي الإسعافي.
تشغيل المراكز
وحول أبرز السمات التطويرية التي ستتحقق قريباً في الهيئة، قال مازن الغامدي: إن شاء الله سيتم تشغيل العديد من المراكز الإسعافية قريباً في جميع مناطق المملكة، وذلك وفق المعايير الموضوعية في الهيئة التي تشجع على انتشار المراكز والفِرق على مستوى المملكة، حيث لدينا الآن (37) مركزاً إسعافياً يتم تشغيلها، وأنه خلال الأيام المقبلة سيتم افتتاح عدد من المراكز وفق آلية معينة يتبعها جميع المنظمات والهيئات والقطاعات تحت مظلة الرؤية، مبيناً أنه من أهم الأعمال التي ستنتجها الهيئة هو افتتاح مراكز إسعافية وتأمين سيارات الإسعاف وتجهيز المستلزمات الطبية، وكذلك القيام بتدريب موظفي الهيئة وتدريب مقدمي الخدمات الإسعافية والعمل على إشراك المجتمع المدني في أعمال الهيئة، مؤكداً على أن الهيئة من أكثر القطاعات حساسية مع الوقت، إذ مطلوب منهم الوصول إلى الحالة بأسرع وقت ممكن في ظل وجود طرق مزدحمة.
تطوير متواصل للمهارات.. وتطلع لحل المعاناة من الازدحام المروري
فيما يتعلق بالتدريب أكد د. محمد السويح، أنهم يركزون في هيئة الهلال الأحمر السعودي على تدريب العنصر البشري باعتباره من أهم الاستثمارات التي نحرص عليها داخل الهيئة، وهو الذي تقام عليه الخدمة الإسعافية، أمّا بالنسبة للحالات الإسعافية فإنه من الممكن لأي شخص أن يقدم الإسعافات الأولية إلى حين وصول المسعفين المختصين من الهلال الأحمر، ولذلك حرصنا في الجوانب التدريب على أن نستهدف منتسبي الجهات الخارجية في المجتمع، إلى جانب منتسبي الهلال الأحمر السعودي.
وقال: بالنسبة للتدريب المجتمعي، لدينا خمسة برامج مجتمعية؛ حيث استفاد منها العام الماضي ما يزيد على 228 ألف مستفيد، ولدينا كذلك تدريب للقطاعات الحكومية والخاصة التي تحتاج طبيعة عملها إلى الحالات الإسعافية، حيث لدينا تعاون مستمر مع تلك الجهات في المجالات التدريبية لمنتسبي تلك الجهات، وهي تزيد على 20 جهة ما بين حكومية وخاصة، إضافةً إلى تدريب منتسبي الهيئة.
وأضاف أن المستفيدين من البرامج التدريبية العام الماضي نحو 5800، ولدينا كذلك 24 برنامجا طبياً عن طريق الإدارة العامة للتدريب، وكذلك تطوير نظام التدريب هذا العام من خلال الموقع الإلكتروني للتدريب، وأنه بإمكان المستفيدين الالتحاق بالدورات مباشرة عن طريق التسجيل في الموقع، والحصول كذلك على الشهادات عبر الموقع بعد نهاية الدورة، موضحاً أن هذه الدورات معتمدة من جمعية القلب الأميركية وجمعية القلب السعودية.
تحديث تقنيات هيئة الهلال الأحمر لتوثيق ما يحدث للحالة الإسعافية
حول مبادرة الاستجابة للمكالمات الخاصة بالطوارئ، قال مازن الغامدي: تم تحديث تقنيات هيئة الهلال الأحمر حتى تسهل توثيق جميع ما يحدث للحالة الإسعافية في مواقع الحادث وخلال نقلها إلى المنشأة الطبية، إضافةً إلى ربط المستشفيات بالقطاعات الأخرى التي تشاركنا خدمة تقديم الإسعاف للحالات، من خلال برنامج المسعف الإلكتروني، ومن خلال نظام التتبع الإلكتروني لمركبات الإسعاف.
وقال: إنه يحدد وجود سيارة الإسعاف على مستوى الخرائط في المدينة، مؤكداً تمليك المسعف، الذي يقدم العلاجات الإسعافية، المعلومات الدقيقة والطبية عن الحالة التي من خلالها تستطيع الفرق الإسعافية تحديد احتياج الحالة قبل الوصول إليها، وهذه تسمى تقديم الرعاية.
وأضاف أن هذه الأنظمة سهّلت كثيرا في تقليل عامل الوقت، باعتبار أنه مهم، مبيناً أنهم يعملون على تقليص معدل الخطورة إلى أقل نسبة ممكنة، بحيث تصل الفرقة الإسعافية إلى الموقع الصحيح والزمن الصحيح، ويتم تقديم الخدمة الإسعافية بالشكل الصحيح، وأن هذه المبادرة أسهمت في تقديم الخدمات في المدينة المنورة في المنطقة الأولى، وفي المنطقة الثانية تم تدشين النظام بشكل كامل في القصيم، وخلال الأسبوع الحالي سيتم تدشين المنطقة الثالثة في حائل، وبعدها سيتم استهداف بقية مناطق المملكة وفق وتيرة محددة.
وقال د.محمد القاسم: نظام المسعف الإلكتروني يساعد بشكل كبير على سرعة الوصول إلى المكان؛ لأنه لا يربط الحالة بأقرب مركبة، بل يربطها تقنياً بأسرع سيارة ممكن أن تصل إلى الحادث، ويربطها كذلك بمدى قُرب المستشفيات.
تجربة التطوع جانب مضيء في المملكة
عن تجربة التطوع، أكد د. محمد القاسم أنها جانب مضيء في المملكة، وأن عمل المتطوعين السعوديين معنا يبعث على السرور والسعادة بشكل كبير، وأن تجربتنا في الحج والعمرة والفعاليات والمباريات الرياضية وفي التدريب مشجعة إلى درجة كبيرة، حيث نتعامل مع التطوع بجدية وتفان؛ لأنه يعمل ضمن نظام معين، ومثله مثل الموظف الدائم، وتعتمد عليه خاصةً في مواسم الحج والعمرة والفعاليات، وأن هيئات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في جميع دول العالم تعتمد على المتطوعين بشكل أكبر، ودورهم الأساس هو العمل أثناء الكوارث؛ لأن إمكانات الدولة مهما بلغت لن تستطيع أن تغطي جميع الحالات، وتحديداً أثناء الكوارث والفعاليات والنشاطات الرياضية الكبيرة.
وقال: لا بد من الاستعانة بالمتطوعين، حيث إن دورهم كبير ومهم، في حالات الزلازل والسيول وحالات الغرق والفيضانات نحن على تواصل مستمر مع فرق تطوعية أخرى، وتدريبهم على الإسعافات الأولية؛ حيث يشاركون معنا بشكل مباشر، ويقدمون المساعدة في بعض الحالات.
وأضاف أن المتطوعين لدينا ليسوا فقط الذين يعملون في المجالات الإسعافية، وإنما لدينا عديد من المتطوعين الإعلاميين في جميع الوسائل الإعلامية والوسائط الاجتماعية وطلاب الكليات الطبية، ولدينا متخصصون يتطوعون معنا بشكل كبير. وأضاف: نعمل كذلك في النواحي الإنسانية، ولدينا برامج خاصة في التطوع بزيارة المرضى والمصابين في المستشفيات، ونحرص على زيارة المصابين في الحد الجنوبي، وكذلك الأشخاص الذين ليس لهم أقارب، حيث لاحظنا أن هذه الزيارة تترك أثراً كبيراً في جميع الحالات برفع الروح المعنوية للمصابين والمصابات، ولا شك أن المجتمع يقف معهم بشكل كبير. وأشار إلى أن تجربتهم مع المتطوعين ناجحة ومميزة، ويسعون إلى تقديم تدريب خاص لهم، وهناك دورات تقام من قبل المنظمات الدولية، ويحرصون كذلك على المشاركة في الفعاليات الدولية والتدريب الدولي في جميع دول العالم من أجل الاستفادة من المشاركة في المنظمات الدولية، وهناك شهادة التطوع عبر الموقع يستطيع أن يطبعها المتطوع.
ثلاث طرق للتعامل مع الحالات النفسية والإدمان
وفيما يتعلق بالحالات النفسية وحالات الإدمان والتعامل معها قال د. محمد القاسم: يتم التعامل مع هذه الحالات بثلاث طرق رئيسة للبلاغات: الأولى 997 وهي الطريقة التقليدية، وبإمكاننا معرفة موقع المتصل، والثانية على برنامج «أسعفني»، وهذا التطبيق يخدم الصم والبكم، ويخدم كذلك ضيوف المملكة للحج والعمرة؛ لأنه يعمل بست لغات، ونعمل الآن على تطوير وزيادة عدد اللغات.
وأضاف أن الطريقة الثالثة هي للحالات التي تحول إلينا من 911 مركز العمليات الموحد في منطقة مكة المكرمة، وفي كل هذه الحالات يتم استقبال البلاغ ومباشرتها.
وأضاف: إذا كانت حالات نفسية فلدينا آلية معينة للتعامل معهم بالتنسيق والتعاون مع الجهات الأمنية لتسليم الحالات إلى المستشفيات المتخصصة في وزارة الصحة.
الزميل هاني وفا مُقدماً درع الرياض للدكتور محمد القاسم (عدسة/ نايف الحربي)
الهلال الأحمر أنقذ عديدا من مصابي الحوادث
المشاركون في الندوة
د. محمد بن عبدالله القاسم رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي
د. سطام العنزي مدير عام إدارة الخدمات الطبية الإسعافية في هيئة الهلال الأحمر السعودي
د. محمد السويح مدير عام إدارة التدريب في هيئة الهلال الأحمر السعودي
م. عبدالإله الطويل مدير عام إدارة الاتصالات وتقنية المعلومات في هيئة الهلال الأحمر السعودي
مازن الغامدي مدير عام إدارة الجودة والتميز المؤسسي ورئيس فريق التحول في هيئة الهلال الأحمر السعودي
فهد الحازمي مدير عام إدارة الاتصال المؤسسي في هيئة الهلال الأحمر السعودي
حضور «الرياض»
هاني وفا
صالح الحماد
صالح الحميدي
أحمد غاوي
ناصر العماش
تركي منصور
نوال الجبر
فداء البديوي
فدوى المهدي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.