لم تكن ليلة الأحد الفائت (فجر الاثنين) عادية بالنسبة للأميركيين، فهي شهدت أهم الأحداث الرياضية للدولة التي يزيد عدد سكانها عن 325 مليون نسمة، إذ أقيمت مباراة ختام موسم كرة القدم الأميركية المعروف باسم «سوبر بول» والذي يحظى بمتابعة شعبية هي الأكبر في الولاياتالمتحدة، تتخطى العديد من الأحداث الأخرى مثل خطاب «حالة الاتحاد» الذي يلقيه عادة الرئيس الأميركي مطلع كل عام. وتغلب نيو إنجلاند باتريوتس على لوس أنجليس راتس بسهولة وفاز باللقب بنتيجة كبيرة 13 - 3 في المواجهة التي لُعبت على استاد مرسيدس بنز في مدينة أتلانتا عاصمة ولاية جورجيا (جنوب شرق البلاد) وسط حضور ما يزيد عن 70 ألف متفرج، وعادة ما تتوجه الأنظار نحو التغطية الإعلامية والمتابعة التلفزيونية علاوة على الشق الاقتصادي ما ساهم في إعطاء المباراة قيمة إعلامية كبيرة في قارة أميركا الشمالية. وشهدت نسخة هذا الموسم وهي النسخة ال53 للبطولة التي أقيمت لأول مرة في يناير من العام 1967، مشاهدة تجاوزت حاجز ال98 مليون مشاهد، وهو رقم لم يستطع كسر الرقم القياسي الذي حققته البطولة في موسم 2015 حين بلغ عدد المشاهدين أكثر من 114 مليوناً، وأقل من مشاهدات نسخة الموسم الماضي التي تابعها 103 ملايين في انخفاض للموسم الثالث على التوالي. وجاء الاستثناء هذا الموسم من خلال محاولة الشبكة المالكة لحقوق البث «NBC» الوصول لعدد أكبر من المشاهدات حين سمحت بالبث المجاني عبر العديد من المنصات مثل «أبل تي في» «وغوغل برودكاست» ومنصة «أندرويد» بجانب توفير البث على الأجهزة الإليكترونية الخاصة بتطبيق «NFL» بشكل مجاني على غير العادة، ليصل عدد الأجهزة الذكية من هواتف وأجهزة تلفزيون وحواسيب لوحية والتي تمت مشاهدة المباراة من خلالها إلى ما يزيد عن 7.5 مليون جهاز بزيادة بلغت 20 بالمائة عن النسخة الماضي، وبلغ متوسط عدد المشاهدين لكل ثانية من ثواني المباراة إلى 2.6 مليون مشاهدة عبر المنصات الإلكترونية والأجهزة الذكية. وبالمقارنة مع الأحداث العامة الأخرى التي تشهدها الولاياتالمتحدة، لم يستطع خطاب «حالة الاتحاد» الذي ألقاه الرئيس الأميركي دونالد ترمب الوصول إلى نصف عدد مشاهدات نهائي «سوبربول» إذ بلغ عدد متابعي خطاب الرئيس وفق إحصاءات بثتها وسائل إعلام أميركية إلى 46.8 مليون متابع على الرغم من نقل الخطاب وإتاحته للمتابعة بشكل مباشر حتى على موقع «يوتيوب» بشكل مجاني علاوة على 12 محطة تلفزيونية أخرى ما بين حكومية وخاصة، وهو رقم أكبر من ذلك الذي حققه خطاب ترمب في 2018 وأقل من خطابه الأول في 2017. وعلى الرغم من هذه الأرقام الكبيرة، إلا أن معدلات المشاهدات العائلية الأميركية لنسخة «سوبربول» لهذا العام سجلت انخفاضاً كبيراً وصل إلى 44.9 بالمائة من العائلات الأميريكية وهو الرقم الأسوأ منذ نسخة 2009 حين بلغت 42.1 وفقاً لبيانات أولية.