عاش الأميركيون الأسبوع الفائت أهم الأحداث الرياضية في بلادهم والمتمثل بنهائي بطولة دوري كرة القدم الأميركية (سوبربول) في نسخته ال49، والذي جمع فريقي سياتل سيهوكس ونيوانغلاند باتريوتس وانتهى بفوز الباتريوتس بنتيجة 28-24 في مباراة مثيرة مسحت الصورة التي ظهر عليها النهائي في العام الفائت، وسجل لاعب الباتريوتس مالكوم بتلر نفسه نجماً للقاء، وأصبح بطلاً قومياً في مدينة بوسطن التابعة لولاية ماساتشوستس حيث معقل الفريق، بعدما أنقذ فريقه في الثواني الأخيرة من الخسارة، في حين سجل نجم اللعبة الباتريوتس توم بريدي رقماً قياسياً بفوزه بلقب (سوبربول) للمرة الرابعة. ولُعبت المواجهة على استاد جامعة فينيكس في ضاحية قلينديل التابعة لمدينة فينيكس في ولاية أريزونا، الذي يتسع لأكثر من 63 ألف متفرج، إذ غطى الحضور الجماهيري الكثيف أرجاء الملعب للاستمتاع بالمواجهة الكبرى، والتي تُعد ثاني أكبر المناسبات أهمية في الولاياتالمتحدة من حيث الأهمية الاقتصادية والاجتماعية بعد مناسبة عيد الشكر الدينية، إذ ارتفعت نسب مبيعات المشروبات والمأكولات في الولاياتالمتحدة، في حين اهتمت مدينة فينيكس بالحدث واستعدت باكراً لاستقبال الزوار الذين تراوح عددهم بين 100 - 117 ألف زائر. الأميركيون أنفقوا 14 ملياراً يوم المباراة.. ومعدل التذاكر بلغ 4600 دولار وسجلت أسعار التذاكر أرقاماً قياسية، ووصل متوسط سعر التذكرة إلى أرقام قياسية هي الأعلى بحسب شبكة ESPN إذ تراوحت مابين 4131 و4600 دولار أي بمعدل 4365 دولار للتذكرة، في حين واصلت هذه النسخة تحطيم جميع الأرقام، إذ بلغ عدد متابعي المباراة 114,42 ألف مشاهد مقابل 111,5 في النسخة الماضية، وبلغت أسعار الإعلانات رقماً قياسياً آخراً، إذ سجلت 4,5 مليون دولار (قرابة 16,90 مليون ريال) لكل 30 ثانية أي بمبلغ 150 ألف دولار (قرابة 562 ألف ريال) للثانية الواحدة مقابل 4 ملايين دولار لكل 30 ثانية في النسختين الماضيتين بارتفاع قدره 4,5 بالمائة، ومقابل 37 ألفاً و500 دولار لكل ثانية في النسخة الأولى في العام 1967 أي بارتفاع بلغ أكثر من 11 ألفاً بالمائة، وحصلت محطات التلفزيون المالكة لحقوق نقل الحدث على قرابة أربعة مليارات دولار كعوائد على الإعلانات، ووصل البث التلفزيوني إلى أكثر من 170 دولة حول العالم أملاً في كسب اللعبة المزيد من الشعبية حول العالم، في وقت ساهم قرار هذه القنوات بفتح البث عبر الانترنت بالحصول على المزيد من المتابعين مادفع المعلنين للتسابق على فرصة الظهور في الحدث الكبير، خصوصاً وأن مباريات كرة القدم الأميركية تشهد الكثير من الأوقات المستقطعة بطلب من المدربين أو حتى في فترات الراحة، في حين تزيد العروض الفنية التي تقام بين شوطي اللقاء من الإقبال على متابعة الحدث داخل وخارج الاستاد، إذ شهدت هذه النسخة حضور المطربة الأميركية كايتي بيري التي قدمت عرضاً عدّه الأميركيون مذهلاً. وتنافست أكبر الشركات على الحصول على نصيب لها من كعكعة الإعلانات، فيما تقوم أكبر الجهات المتخصصة بالتسويق والإعلام برصد الإعلانات وردود فعل المستهلكين، ويتم تصنيف الإعلانات من الأفضل إلى الأسوأ، فيما منحت صحيفة (USA Today) الأفضلية لإعلان إحدى الشركات المنتجة للكحول، وقالت إن "هذا الإعلان حقق مالم يحققه سياتل سيهوكس الذي خسر المباراة". وبحسب مواقع متخصصة بالإحصاءات، فقد سجلت المنتجات التي تحظى بشعبية كبيرة في هذه المناسبة أرقاماً قياسية هي الأخرى وبلغت 14,3 مليار دولار، وتشمل هذه المنتجات المشروبات بأنواعها كافة، والمأكولات الخفيفة مثل البرغر والبيتزا وشرائح البطاطس وغيرها. ويحصل لاعبو الفريق الخاسر على مبلغ 49 ألف دولار عن هذه المباراة، فيما يتقاضى لاعبو الفريق البطل على 97 ألف دولار، في حين باع NFL حقوق نقل البطولة مقابل مايزيد عن 3 مليارات دولار. وعلى صعيد شبكات التواصل، فقد بلغ عدد التفاعلات مع الحدث أكثر من 128 تفاعلاً في جميع الشبكات الاجتماعية، إذ سجل موقع "فيسبوك" 65 مليون تفاعلاً، فيما سجل موقع التدوين القصير "تويتر" أكثر من 28 مليون تغريدة ليتفوق (سوبربول) على العديد من الأحداث الرياضية على مستوى العالم ويقف خلف نهائي كأس العالم 2014 الذي جمع ألمانيا والأرجنتين الصيف الفائت في البرازيل. ملعب اللقاء مالكوم بتلر في لقطة المباراة