أصبحت الرياضة حاضراً صناعة، لذا لم تعد متابعتها مقتصرة فقط على الرياضيين، فهناك آخرون ليسوا في الوسط الرياضي، وأصحاب مسؤوليات ومهام بعيدة عن الرياضة، لكنهم يعشقونها ويتابعون تفاصيلها. تكشف البطولات الكبرى لكرة القدم عن التفاتة رجال السياسة والثقافة إلى ذلك المعشب الأخضر الجذاب، فيتحول رجال الصف الأول في البلدان مع المثقفين في لحظات إلى مشجعين من الدرجة الأولى في مدرجات الملاعب أو مهتمين خلف الشاشات الفضية. يحضر الكثير من الساسة والمثقفين إلى مدرجات الملاعب خلف منتخبات الوطن، «دنيا الرياضة» تكشف الوجه الكروي لغير الرياضيين، عبر زاوية «الخط الأبيض» التي تبحث عن رؤيتهم للرياضة، وتبحث عن المختصر الرياضي المفيد في حياتهم وضيفنا اليوم هو أستاذ علم الأمراض المشارك بجامعة المجمعة الدكتور رائد سليم البرادعي. على اللاعبين ترك القصات والوشوم.. والاستعانة باختصاصي علاج طبيعي الميداليات والكؤوس تقابلها براءات الاختراع.. والمرتبات يحكمها التميز *حصلت في سويسرا على جائزة الميدالية الذهبية لاختراع جهاز تقدير كمية الكلسترول في الدم بتقنية "النانو"؛ وهل الممارس للرياضة معرض للكلسترول؟ * ممارسة الرياضة تقلل من نسبة ارتفاع الكلسترول السيء في الدم، مع العلم أن النظام الغذائي هو أصل المشكلة، والحل في المحافظة على نظام غذائي صحي لايحتوي على مواد دهنية، مع تجنب الإفراط في الأكل من اللحوم ومصاحبة ذلك بالرياضة المستمرة. *هل ضعف عضلة القلب تؤثر على الممارس الرياضي؟ * يتلخَّص الدور الرّئيس للقلب في ضخّ الدّم إلى جميع أجزاء الجسم، ويحتوي هذا الدم على الأُكسجين والمواد الغذائيّة التي تحتاجها خلايا الجسم وأعضائه للقيام بوظائفها، ومن دون هذه الإمدادات لن تكون هذه الخلايا قادرة على القيام بعملها، ويُعد القلب مضخَّة عضليّة قويّة، إّذ يُشكّل المركز الرّئيس في الدّورة الدمويّة، وحسب وزارة الصحة فإن مرض الاعتلال العضليّ أو ضعف عضلة القلب هو مرض يُصيب عضلة القلب وتُصبح أكثر قسوة أو ضخامة أو أكثر سُمكاً، فتُصبح عضلة القلب ضعيفة، وتقلّ قُدرتها على ضخّ الدّم والحفاظ على انتظام دقّات القّلب، وكل هذا قد يؤدّي إلى الإصابة بمرض قصور القلب، أو عدم انتظام ضربات القلب، وقد يُسبّب مرض قصور القلب احتباس السّوائل في الرّئتين أو القدمين أو السّاقين أو في البطن، وقد يُسبّب ضعف عضلة القلب مشكلات في الصمّامات القلبيّة وبالتالي نعم فكل هذا يؤثر على الممارس الرياضي بشكل سلبي ولكنه يؤثّر بشكل أكبر على من لا يمارسها فالرياضة تقلل من تلك النتائج. *هل نسبة تعرض الممارس الرياضي لمرض "ألزهايمر" والجلطات الدماغية أقل من غير الممارسين؟ * أثبتت دراسة كندية حديثة أن ممارسة الرياضة يومياً بانتظام تقلل من خطر إصابة كبار السن بمرض "ألزهايمر"، إذ تزود المخ بالدم الكافي لعمل منطقة الإدراك بالدماغ، وأكد الباحثون على أن نسبة 10 % من الحالات المصابة ب"ألزهايمر" يرجع السبب الرئيسي فيها الى ضعف الأوعية الدموية بالمخ، والتي تؤدي إلى موت خلايا الدماغ وتدهور في القدرات العقلية مثل الذاكرة والتفكير وحل المشكلات والنطق، وأضافوا أن السبب في ضعف سريان الدم إلى المخ يرجع إلى ضيق أو غلق الشعيرات الدموية الدقيقة الموجودة في المخ، مما يؤدي إلى الإصابة بالجلطة الدماغية. *بما أنك مخترع لجهاز يقيس فقر الدم و"الأنيميا" ونسبة "الكوليسترول" من دون سحب عينة، لماذا لا نشاهد هذا الجهاز يُعمم على المدارس؟ * تم عمل ورش توعوية عدة في المجمعة والمدن القريبة منها وعرض الجهاز في بعض المحافل وتم إهداؤه لمراكز صحية ووزارة التعليم العالي، وجارٍ العمل لإنتاج كميات بشكل تصنيعي، بعد أخذ موافقات من الهيئة العامة للغذاء والدواء في القريب العاجل. *الشهرة عالم، كيف يمكن أن تكون شهرة لاعبي الكرة طريقاً لتكريس السلوك الحضاري في حياة النشء؟ * لابد من وعي اللاعب السعودي بمكانته الاجتماعية وتأثيره على الأجيال الصاعدة، وبالتالي عليه أن يترك القصات والوشم وأن يعكس الأخلاق العربية والإسلامية بسلوكه وتصرفاته. *في الرياضة يحصد الفائزين والمتألقين الكؤوس، فما الذي يقابل ذلك لدى المبدعين في المجال الطبي؟ * الذي يقابل ذلك لدى المبدعين في المجال الطبي براءات الاختراع ونسب الاختراعات لمبتكريها، إضافةً إلى القدرة على المشاركة بها في مناسبات ومسابقات كثيرة لحصد الجوائز على حسب قيمة ذاك الاختراع وأهميته.. *بين مرتبات اللاعبين والأطباء، من يغلب من؟ * التميز في أي مجال سواء أكان رياضياً أم طبياً هو الذي يحكم على مرتب الشخص، فقد يكون اللاعب المتميز أعلى مرتباً من الطبيب العادي، وقد يكون أحياناً الاستشاري أعلى بكثير من مرتبات معظم لاعبي الكرة، الفرق يكون في التميز. *"العقل السليم في الجسم السليم" عبارة نشأنا عليها رغم خطئها؛ فكم من شخصية عبقرية لا تمتلك جسداً سليماً، باختصار نريد منك عبارة رياضية بديلة لجيل المستقبل؟ -لاشك أن الرياضة هي أساس الجسم السليم، لكن العقل يتحكم في الشخص بأدائه والإرادة هي مابين العقل السليم والجسم السليم، فمن يملك الإرادة القوية يستطيع أن يحقق أهدافه. *ما المساحة الحقيقية للرياضة في حياتك؟ * هي هواية يجب تنميتها بشكل رياضي بالممارسة لها. *هل مازلت تمارس الرياضة، وبماذا تنصح غير الممارسين؟ -أمارس رياضة المشي 20 دقيقة يومياً، وأنصح من لا يمارس الرياضة أن يفعل مثلي بالمشي بهذه المدة. *متى كانت آخر زيارة لك للملاعب السعودية؟ * قبل شهر تقريباً حضرت مباراة الفيحاء. *أي الألوان تراها تشكل الغالبية السائدة في منزلك؟ * اللونان الأزرق والأصفر. *لأي الأندية تدين الغلبة في منزلك؟ * قد لا أستطيع أن أتحيز لنادٍ معين، ولكن بوجه عام وخاص المنتخب السعودي هو من أشجع. *البطاقة الحمراء في وجه من تشهرها؟ * لمن يتعدى الحدود في أي رياضة ويستعمل العنف غير الضروري فيها، فالرياضة فن والمقصد منها تنمية الروح التنافسية والتشجيع على تحسين مظهر الإنسان من الخارج ومن الداخل. *ولمن توجه البطاقة الصفراء؟ * لمن تراوده نفسه التعدي على الحدود المتعارف عليها سواء كان ذلك في المجال الرياضي أو في المجال الإداري. * إن قيض لك اقتحام المجال الرياضي ما الأمر الذي تحسب له ألف حساب؟ * الإرادة والمعنويات العالية لدي، فمن دونهما لا يستطيع المرء البداية في رياضة وإن بدأ، لن يجتاز المأمول منه. *المساحة لك لتوجه "روشتة" طبية لكافة الرياضيين؟ * يجب على كل رياضي من خلال ممارسته الرياضة الاستعانة بأخصائي علاج طبيعي في حالات تتوجب فيها تأهيل الرياضيين بسبب بعض الأخطاء في ممارسات الرياضة بشكل عام، ويجب أن ندرك أن الرياضيين يلزمهم الخضوع لبعض الفحوص الطبية المستمرة خصوصاً في إجراء بعض التحاليل الطبية. د. البرادعي في إنجاز للوطن د. رائد البرادعي مع فريق العمل د. رائد البرادعي في إحدى المناسبات المنتخب