على المستوى الغذائي، أكدت استشارية التغذية الدكتورة رويدة إدريس أنه من المعتقدات الخاطئة في مجتمعنا أن الرياضة رفاهية أو للراغبين فقط في إنقاص الوزن أو بناء العضلات لكمال الأجسام، موضحة أن «آخر التحقيقات التي أجراها المعهد القومي للصحة والأبحاث الطبية، والتي شملت 250 ألف شخص أثبتت أن ممارسة نشاط بدني بصورة منتظمة يؤدى إلى زيادة في متوسط العمر بنسبة 30 %؛ فكلما زاد معدل النشاط البدني قل معدل تناقص الأطراف، وقد أكدت الدراسة أن الرياضة البدنية تقلل من مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر، وذلك من خلال تنشيط الدورة الدموية للمخ، الأمر الذي يقلل من مخاطر الأضرار التي تهدد الوظائف الإدراكية، ويحول أيضا دون ظهور أمراض تؤثر على أداء المخ لوظائفه». وأضافت الدكتورة إدريس أن الدراسات أثبتت أن ممارسة التمارين الرياضة تنشط صحة الأمعاء وتقلل من احتمالات الإصابة بسرطان البروستاتا للرجال والثدي للنساء، مؤكدة أن الرياضة الجيدة والمنتظمة تفيد الجسم، وتمتد آثارها الصحية إلى العقل أيضا، لفاعليتها في تنشيط نمو الأعصاب وتجدد التالف منها. كما أوضحت دراسة طبية فرنسية أن الرياضة البدنية هي أفضل الطرق للوقاية من أمراض سرطان القولون، ووجد العلماء أن من يمارسون الرياضة الخفيفة بانتظام مثل المشي بين30 و40 دقيقة يوميا، تنخفض لديهم معدلات الإصابة بأمراض السرطان. وأضافت الدراسة أن نسبة الإصابة بسرطان القولون لدى ممارسي الرياضة قد انخفضت بمعدل 34 في المائة، مشيرة إلى أن السمنة المفرطة تمثل سببا رئيسيا وراء أكثر من 50 % من حالات الإصابة بمرض سرطان القولون، وبخاصة عند الرجال. وأشارت الدراسة إلى أن التمارين الرياضة تحافظ على توازن الكوليسترول في الدم، وبالتالي على القلب والدورة الدموية والأوعية الدموية، مؤكدة أن ممارسة الرياضة المعتدلة بانتظام تنشط الوظيفة المناعية المخاطية عند الأشخاص المسنين والشباب أيضا. كما أكد فريق بحثي أن عدم الإسراف في تناول الطعام مع ممارسة التمرينات الرياضية، قد يبقي مرضى السكري أكثر شبابا بتقليل عمل الأنسولين بالمخ. كما أن المشي يساعد على خفض ضغط الدم ومكافحة السكري وأمراض القلب والمفاصل وصفاء الذهن، مؤكدا أن المشى السريع يمكن أن يضبط ضغط الدم ويزيد قوة عضلات المسنين. وأفاد خبير صحي أمريكي بأن رياضة المشي مفيدة من الناحيتين البدنية والنفسية وتناسب كافة الأعمار وغير مكلفة، كما أنها عامل أساسي في مكافحة البدانة التي هي سبب أساسي في معظم الأمراض المزمنة، وأخيرا تنشط جهاز المناعة، ولقد أكدت دراسة علمية حديثة أن رياضة المشي لا تقوي عظام كبار السن فقط، بل تساعد في تنشيط مناعتهم وتقليل خطر إصابتهم بالأمراض التنفسية، حيث وجد الباحثون أن التهابات القناة التنفسية العليا التي تنتج عن فيروس أو بكتيريا أو كائنات أخرى تعد مرضا شائعا، ويحتاج فيه المرضى إلى الإجازات، ويكون أكثر خطورة عند المسنين، حيث يضعف جهاز المناعة وتقل المقاومة للجراثيم مع التقدم في السن، وبناء على تلك النتائج، خلص الباحثون إلى أن ممارسة الرياضة المعتدلة بانتظام تحافظ على صحة الأشخاص الأصحاء والمرضى المسنين والشباب أيضا.