دعا مختصون ومستثمرون سياحيون لأهمية الاستثمار في الجانب السياحي الواعد في المملكة، وبخاصة أن آخر إحصاءات السياحة في المملكة تشير إلى وجود نمو سياحي بفضل رؤية 2030، إذ قفزت النسبة بعد الرؤية لتصل ل27.7 % من أصل سياح منطقة الشرق الأوسط البالغ عددهم 55 مليونا و600 ألف شخص، وذلك وفق آخر رصد إحصائي، ومالياً تستحوذ المملكة على 17.8 % من إيرادات الشرق الأوسط السياحية البالغة 67 مليونا و800 ألف ريال. وشدد متخصصون ومهتمون بالاستثمار السياحي في المملكة على أن مناطق المملكة عامة بها عناصر جذب سياحي، وأن المنطقة الشرقية تعد من المناطق المهمة في هذا القطاع، إذ تتنوع جغرافياً وتتنوع فيها المواقع السياحية، منها المواقع التراثية والأثرية التي تنتشر على مساحتها في المحافظات والمدن، متوقعين حصول نمو لتلك المواقع عبر إعادة تأهيليها لتتوافق مع الرؤية السياحية التي تنفذ في هذا السياق خطة رؤية 2030 الطموحة في زيادة إيرادات الدولة من غير دخل النفط. مجال طموح وقال عبدالله إبراهيم الغثبر -رجل أعمال-: يوجد لدينا في المنطقة الشرقية الكثير من المواقع ذات البُعد السياحي الذي تستفيد منه المملكة، وهذه المواقع تعد عنصر جذب حقيقي بالنسبة للسائح الذي يزور الشرق الأوسط، مؤكدا على أن من المهم المضي قدماً وفق رؤية 2030 التي تهدف لتنمية هذا القطاع كبقية القطاعات التي تهدف لتنويع مداخيل المملكة من غير النفط. وشدّد على أن الجانب السياحي يحقق إيرادات لا يستهان بها، مؤكداً على أن ذلك مجال مهم وطموح بالنسبة للمستثمر، فهناك ما يمكن عمله بشكل جدي من قبل المستثمر عبر إنشاء الشركات السياحية المتخصصة في المملكة التي تركز على استقطاب السياح عبر وسائل التسويق الاحترافية كما نشهد في بلدان عديدة، مضيفاً أنه من المهم أن يتم تهيئة المواقع السياحية، ففي المنطقة الشرقية توجد تجارب ناجحة، منها تجربة جبل قارة في الأحساء، وحديقة جواثا بالأحساء. مقومات سياحية وتطرق سعيد الصناع -مختص في الجانب الأثري- إلى أهمية عناصر المقومات السياحية التي تجعل من مسألة استقطاب السياح واقعية، إذ قال: ليس واقعياً أن يكون أحد المواقع جاذباً من دون أن يكون ما حوله مهيئاً لاستقطاب السائح مهما كان ذلك المكان أثرياً أو تراثياً أو جميلاً، مضيفاً أن ما يهم في الجانب السياحي يكمن في الخدمات التي تضاف للموقع ليكون جاذباً، ومن دون توفر الخدمات المصاحبة للموقع لا يكون جاذبا أبدا، مشيراً إلى أن هناك في الصحراء مثلاً مواقع أثرية لا توجد حولها أي خدمات لن تكون بهذه الطريقة جاذبة، فالأهم في المواقع ما نوفره من خدمات لها، مؤكداً على أهمية صنع رؤية استثمارية في المتاحف الخاصة، ما يسبب نمواً في القطاع السياحي والاقتصادي في المملكة. وتابع: نفتقر للتخصص فلا وجود للمتاحف المتخصصة، والموجود حالياً عبارة عن متاحف خاصة شاملة، مقترحاً صنع الاستثمار في الجانب السياحي عبر مشروعات جاذبة مثل إنشاء متحف للساحل يشمل الغوص والسفن وكل ما يتعلق بالبحر مثل تجارة اللؤلؤ، أو متحف ساعات قديمة، مُشيداً بافتتاح أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز لمتحف الفلوة والجوهرة، مؤكداً على أن ذلك يمنح القطاع دفعات مهمة لينمو ويحقق التنمية المطلوبة في هذا الجانب. متاحف جاذبة وأوضح الصناع أنه من المهم افتتاح متاحف جاذبة سياحياً في مجال الحِرف داخل المتاحف، كمجسمات الحداد، الخباز، الغواص، الفلاح، وجزء من البيت التقليدي السعودي، والسيارات القديمة، وجعل تصميم المتاحف تخرج عن الإطار التقليدي بوضع القطع فوق أرفف أو داخل «فترينات» العرض، مضيفاً أنه سوف نصنع جانباً سياحياً إن قمنا بتوصيل الطرق الواصلة للمكان السياحي أثرياً كان أو تراثياً أو موقعاً سياحياً حديثاً، والتركيز على سلامة الأماكن السياحية مع وجود أجهزة السلامة، وتوفير المخارج والإرشاد السياحي المختص بذلك. معالجة المشكلات من جانبه شدّد فتحي البن علي -المشرف على مركز الزوار ومتحف دارين- على أهمية إنشاء المراكز التراثية والمتاحف التي تعد عنصر جذب حقيقي يرغب الكثير من السياح الأجانب على التعرف على البلد من خلال تاريخه، مضيفاً أن بعض المواقع مهملة وغير مستثمرة سياحياً وهي أثرية أو تراثية أو مكان جميل مثل قلعة تاروت في محافظة القطيف، وموقع المطار القديم، وقصر الفيحاني بدارين الذي أُكتفي بتسويره فقط، مؤملاً أن تعالج مشكلات المواقع الأثرية ثم فتحها أمام الزوار السائحين الذين يقصدونها، مضيفاً أنه في قلعة تاروت مثلاً الكثير من التشققات التي تهدد وجودها وسلامة من يزورها حالياً، متسائلاً: كيف تفتح موقعا سياحيا وهو بهذه الحالة؟ مشيراً إلى أن رؤية 2030 تعد من أهم الأسباب التي تدفع الجهات المسؤولة لاتخاذ تدابير مهمة تعيد للمواقع عناصر الجذب السياحي، ما يسبب المداخيل المالية في نهاية المطاف. قلعة تاروت أحد المعالم الجاذبة سياحياً عبدالله الغثبر سعيد الصناع فتحي البن علي