السدو حياكة منتجات تقليدية بخيوط الغزل، وهي من أهم الصناعات التقليدية في الجزيرة العربية، فمنها منتجات بيوت الشعر، وأثاث الأسرة، بطريقة تضمن لهم الجودة حسب الحاجة والغرض من المنتج في حياتهم اليومية، وأهم مصادر مكونات الأثاث القديم الحيوانات. فقامت عملية السدو على أصوافها المتنوعة من حيث الجودة وقوة الاحتمال، الذي أصبح علما قائما بذاته. تعتمد صناعة وحياكة السدو على الحساب، والعد، ونوعية صوف الحيوان، من حيث الامتصاص والانكماش والتمدد والمرونة، وعلى عملية خلطه معا للوصول إلى نتيجة قوامها المنتج، ومدى احتماله لعوامل الطبيعة كالأمطار، والرياح، والجفاف، والحرارة، وليقاوم عامل كثرة الرحيل الذي قد يعجل باهترائه بسبب الفك والنقل والبناء المستمر. فقسمت المرأة منتجاتها في صنع الأثاث بالسدو من الصوف، حسب قوته، ومقاومته لعوامل الطبيعية، وأهمها الرياح الشديدة والأمطار وحرارة الشمس المحرقة التي هي صفة الصحراء، فصنعت من شعر الماعز غزلا لأسقف بيوت الشعر؛ لأن شعر الماعز لا يتشرب الماء، فحين يلامسه البلل يصطف بجانب بعضه بعضا ويزيد اقترابه، فيمنع تسرب الماء من بين خيوطه، ومزجت المرأة بين صوف الضأن المعروف بمرونته وتمدده عند تعرضه للعوامل الطبيعية، وشعر الماعز الذي تزيدها منعة واقترابا، وصنعت منه الأروقة والخروج والمعلقات التي تزين الحيوانات، والبسط بما يسمى «الساحة»، والمخدات، والحبال، والأحزمة، وعقال الإبل، الميركة، العذار، الدويرع، الغرضة.. إلخ،أما وبر الإبل فتصنع من خيوطه العباءة الرجالية والطاقية والعقال، والقران.. إلخ، لتميز وبر الإبل بجمال اللون الطبيعي الذي لا يُصبغ، وقوة احتماله على كثرة الاستخدام، ونعومته بالنسبة لباقي الأصواف. عملية قياس السدو: استخدمت النساء قديما وحدة القياس البدائية، أثناء حياكة السدو كالقياس بالأصبع، والعقدة، والرأس، وعند البدء بعملية السدو والرأس يساوي 30سم، وهو مقياس متعارف عليه عند جميع النساء في المملكة العربية السعودية. وفي عمليتي السدو ب(النطي) و(الحَتي) قياسات كقولهن أثناء حياكة السدو والنقش محط (أي موضع) أصبع أو محط أصبعين أو محط أربعة أصابع، وهي مقاسات استخدمتها الحضارات القديمة، فعرض الإصبع سم 1.85 ليكون عرض الأربع أصابع 10- 8 سم، والعقدة = 2،47 سم، والعقدة مقياس طول قديم وأصله عرض أصبع، لذا فإن الأربع أصابع تساوي أربع عقد؛ أي 10- 8 سم، وأما الذراع فيساوي 59،4سم، وربع الذراع يساوي 14.84 سم، والقامة = 1.78م. وقال الأعرابي: البصم ما بين الخنصر والبنصر، والعتب والرتب وهو ما بين الوسط والسبابة، والفتر ما بين السبابة والإبهام، والشبر ما بين الإبهام والخنصر، وكلها تستعملها النساء في قياسات السدو، كالنطي والنقش، والرسوم المتنوعة، وللنقش عملية حسابية تتقنه المرأة البدوية أثناء السدو. أما اليوم فتستخدم في السدو وحدات القياسات الحديثة، كالمتر، والسنتمتر، وغيرهما من وحدات القياس، واختفت قياسات الرأس والأصبع والشبر، لنودع معها مرحلة اكتفاء الأسرة الذاتي مما تملكه من مكونات صنعت منها حاجتها على قدر ما تجده. خيط اللحمة: خيط اللحمة: ولَحَمَه: في المعجم الوسيط أي نسجه وأحكمه، ألْحَم الثوب أي نسجه، وخيط اللحمة في السدو هو المسؤول الأول عن النسيج والإنتاج؛ لأنه يقوم بنسج الخيوط الممتدة طولا بالنول ويشدها معا بعد أن يُدخل عليها عرضا، ليجعل منها قطعة واحدة، ومن دونه لن تكون هناك قطعة من السدو، فسر السدو يكمن في خيط اللحمة الصوفي. طرق السدو: وللسدو عدة طرق لكن أهمها من ثلاثة وهي أولا: النطي، وفيه تستعمل أدوات النول، والنيرة، والميشع، والمحتاة، والمنشاز، وثانيا الحَتي، ويستخدم فيه فقط النول والمحتاة، وثالثا: النطي والحتي بقطعة واحدة، قال الراجز: ذكرت سلمى عهدة فشوقا وهن يذرعنا الرقاق السمْللَقا ذرع النواطي السُّحُلَ المدققا خوصا إذا ما الليل ألقى الأروقى خرجن من تحت دجاه مُرَّقا يقربن للنُأى البعيد الحدقا تقليب ولدان العراق البندقا.. السدو حياكة بعملية حسابية وهندسية دقيقة، تعددت منتجاته التي كفلت أثاث وسكن وملبس وزينة الأسرة في الصحراء، بمكونات تمر على نظام وطرق دقيقة تضمن جودة المنتج. الحياكة تقوم بها النساء قديما من منتجات السدو للسدو عدة طرق