استقطب مهرجان (كلنا نحب التراث)، الذي يقام في القصر التاريخي بمنطقة نجران وتنظمه مؤسسة الحقيقة لتنظيم المعارض والمهرجانات، عديداً من أصحاب الحرف اليدوية، التي تميزت بالأصالة وعبق التاريخ. وتعد حرفة "غزل الصوف" من الحرف، التي برعت فيها نساء المنطقة، حيث قالت أم سند إحدى نساء البادية إن غزل الصوف والوبر، التي تستمد خيوطه من الماعز والإبل تعد من أهم الحرف لسكان البادية، وكانت المرأة قديماً تنافس شقيقها الرجل بعملها في الحرف اليدوية، التي كانت مصدر دخل للأسرة وتوفير لقمة العيش وفي مقدمة هذه الأعمال حياكة الصوف والسدو. أما عن الأدوات المستخدمة في (السدو) فهي المغزل لغزل الخيوط، والإبر الكبيرة، والخيوط المصنوعة من الصوف، والمشيع وهو قطعة خشبية يلف عليها نسيج الخيوط من أجل أن تمسك السدو. ومن استخدامات غزل الصوف عمل المنازل كالخيام والحاجب لجوانب البيت وأيضاً المقطوعة لقسم البيت إلى نصفين والبطانة وخطام الإبل وسروج الخيول ومزودة الأغراض وظهائر الإبل وشماله النياق. وأضافت أم سند أن هذه الأعمال كانت تباع في الماضي بمبالغ كبيرة، أما الآن وبفعل التطور الحضاري فقد تضاءل الإقبال عليها فهي تُطلب في المهرجانات التراثية والمتنزهات أو مَنْ يريد اقتناءها للزينة كتراث تاريخي. وأضافت أم سند أن النساء في الماضي أشد إتقاناً لهذه الحرفة، وكانت الفتاة تتعلم وهي لاتزال صغيرة، حيث إنها المعين الوحيد لوالدتها في الغزل والحياكة سواء من بيوت الشعر ومفارش والمزود والخروج وحياكة بعض الملابس، وهذه الحرف توحي بالبساطة والإتقان الفني والمهارة في عملها. وقالت أم سند "نتمنى لفتة صادقة من المسؤولين للمحافظة على ما تبقى لدينا من تراث نعتز به ونفتخر، خصوصاً أن غالبية الجيل الحاضر يشده الفضول للتعرف على ماضي أجداده، كما أتمنى أن تكون هناك أماكن مخصصة تحتضن الحرفيات ومنتجاتهن".