لا ندري هل نحن آثمون عندما نطلق مسمى حزب الله على هذه الحركة الإرهابية، أم يجب أن نطلق عليها مسمى حزب اللات كما يروج له متأسلمو السنة؟ ربما يلحظ القارئ الكريم أن الأحزاب السياسية المرتبطة إيديولوجياً بالحرس الثوري الإيراني وثورته البائسة ترتبط مسمياتها الرسمية بدلالة ذهنية خادعة وخطيرة عندما تقترن بآيات قرآنية مقدسة "ألا إن حزب الله هم المفلحون"، "يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله"، بينما هي في جوهرها غطاء ديني وعقائدي للسلوك الفعلي المتمنهج على الإرهاب والإجرام!. إن اختطاف حزب الله هنيبعل نجل معمر القذافي بصورة مستهجنة سياسياً، وبحجة الثأر لمقتل زعيم ديني شيعي، وبنمطية إحيائية لملف سياسي قديم، ولقضية متلاشية رسمياً، ولا سيما أن هنيبعل غير مرتبط بها، له دلالة على الإفلاس السياسي لهذا الحزب الإرهابي في المنطقة، ولا يؤشر إلا لرسالة ترويجية مضللة لأتباع الحزب في الداخل اللبناني كنوع من استعراض العضلات السياسي والقوة البالونية، ومما لا شك فيه أن الشعب اللبناني قد تشبع ضجراً من هذه التصرفات الإفلاسية. ومن صور الإفلاس السياسي لهذا الحزب العنصري هو سياسته المفضوحة في اختلاق الأزمات السياسية في بيروت، ومراوغته اللامسؤولة حول أطماعه السيادية عندما يعرقل كل الجهود الوطنية في تشكيل الحكومة، ويصر على فرض وتمكين عناصره من تولي معظم الحقائب الوزارية. وفي الماضي القريب، خاض زعيم الحزب حرباً عبثية مع الكيان الصهيوني كشكل من أشكال الوكالة السياسية لطهران في المنطقة، ونتيجة مغامراته الجنونية دُمرت الجغرافيا اللبنانية، وتعطلت المصالح الاقتصادية، وشُلت الحركة الطبيعية للبلد لتجربة السلاح الإيراني، وبدلاً من الرجوع إلى جادة الصواب والاعتراف بالخطأ، شرعت خطبه تصدع رؤوس اللبنانيين بأكذوباته، وبسيل من وعوده التضليلية حول مستقبل النفط والثراء في لبنان، وأن جغرافيا الجنوب التي تقع تحت إدارته تعج بأنهار من البترول كتغطية إعلامية زائفة، وصرف أنظار أتباعه عن فشله الذريع في سورية بعد أن خسر الحزب آلافا من عناصره قتلى ومفقودين في الأرض السورية!، وهذا من صور الإفلاس السياسي لهذا الحزب الإرهابي. وأخيراً .. إن ما يقترفه حزب الله في لبنان من تعطيل الحركة السياسية في بيروت لمصلحة أجندة طهران الطائفية في المنطقة يضعه قضائياً وسياسياً في تهمة الخيانة الوطنية العظمى، ولأننا مؤمنون بالتفاؤل، فإن قراءة واقع المستقبل السياسي في لبنان تمنحنا رؤية إيجابية حول أفول هذا الحزب الإرهابي عن الساحة اللبنانية وإلى الأبد؛ لأن تراكم الكوارث الاقتصادية حول أسياده في طهران يجعلهم عاجزين عن إنقاذ أنفسهم فضلاً عن أذنابهم في المنطقة. عبدالله العولقي