في تغريدة ساخرة، نشرت وزارة الدفاع الإسرائيلية على صفحتها في "تويتر" صورة أشارت فيها لموقع إيران على الخارطة، وموقع انتشار ميليشيات ايران في سورية مع التعليق "القوات الايرانية أضاعت الطريق" ولابد من إعادتها لمواقعها. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن 12 جنديا من الحرس الثوري الإيراني قتلوا في الغارات الجوية الإسرائيلية على سورية يوم الأحد. وقال التقرير إن 21 شخص قتلوا في الهجمات، من بينهم ستة جنود سوريين و 15 من غير السوريين، ما يجعل الهجوم الأخير الأكثر دموية من قبل إسرائيل منذ بداية الحرب في سورية. واتخذت تل أبيب خطوات غير اعتيادية عقب الهجوم الأخير حيث أعلنت مسؤوليتها عن غارات صاروخية استهدفت مواقع في مطار دمشق الدولي ومعسكرات تدريب ومستودعات تخزين ذخائر ما أدى إلى مقتل أربعة جنود سوريين، كما قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية أن بلاده دخلت في حالة حرب مع ميليشيات إيران داخل سورية. وأظهرت سلسلة التصريحات من تل أبيب تصعيد وتركيز على تسمية الحرس الثوري الإيراني ومواقعه في سورية بالإضافة إلى تحذير الحكومة السورية من السماح لإيران بالتمدد. من جانبها صرحت موسكو يوم الاثنين بأن "صبرها بات محدودا" مع إسرائيل، وأنها ستنظر في تزويد سورية بأسلحة إضافية إذا استمرت هذه الضربات، بينما يرى محللون أن هذه الضربات الممنهجة تجري بالتنسيق مع الجانب الروسي، الذي كان قد أعلن مسبقاً بأن ادخال منظومة S300 ستكون النهاية لمسلسل الحرائق الإسرائيلية التي تستهدف الداخل السوري دون أن يحدث هذا، ودون أن تبدي هذه المنظومة الدفاعية أي تغيير على الأرض حين تتعرض سورية للهجوم. وقال أندريه كراسوف نائب رئيس لجنة الدفاع في البرلمان الروسي، لوكالة إنترفاكس الروسية: "اعتادت إسرائيل ضرب أهداف عسكرية في الأراضي السورية، لكنها الآن تستهدف مطار دمشق الدولي في انتهاك صارخ للقانون الدولي ما يعتبر انتهاك لسيادة الدولة السورية". بينما رد عليه، جوناثان كونريكس المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي، بأن صاروخ إيراني استهدف مرتفعات الجولان الأحد أطلق من محيط دمشق من منطقة "حصلت إسرائيل على ضمانات من روسيا بعدم وجود قوات إيرانية فيها". ونشرت وكالة الأنباء السورية (سانا)، تسجيلات تظهر انفجارات ضخمة تضيء سماء دمشق في محيط مطار دمشق الدولي وقالت إن "الردود البطولية" على موجة الضربات الإسرائيلية أسقط الصواريخ المعادية، بينما قال المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي، أن الأهداف شملت مركز الخدمات اللوجستية الرئيسي لإيران في مطار دمشق الدولي، وتم تدمير الأهداف بدقة". ورأى معهد FDD الأميركي في التصعيد الإسرائيلي، والاعتراف غير المسبوق بالعمليات، نقطة تحول في تاريخ العلاقة مع ميليشيات إيران، حيث يرسل الاعتراف إشارة قوية بأن الحملة مستمرة وذاهبة الى تصعيد أكبر. كما كتب المركز في تحليله للهجمة الإسرائيلية على سورية، أن اسرائيل كانت تحتفظ بعامل الغموض في ضرباتها الموجهة لإيران والنظام السوري في السابق لتترك لهم مجال الانكار والتهرب من الرد، أما الاعتراف العلني وعلى لسان نتنياهو بالهجمات والتمهيد لأنها حملة تصعيد مستمرة فهذا يعني أن اسرائيل تنوي تطبيق أقصى الضغوطات على إيران واستفزازها لإنهاء مصادر القلق الإسرائيلي وخاصة فيما يتعلق ببناء قواعد إيرانية داخل سورية تجعل منها حزب الله جديد، أو نقل أسلحة متطورة إلى الحزب في لبنان أو الميليشيات المتمركزة بالقرب من إسرائيل.