للمرة الثالثة خلال أسبوعين، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف مواقع عسكرية تابعة لفيلق القدسالإيراني وبطاريات دفاع جوي داخل الأراضي السورية. ويأتي تكثيف الإعلان عن الهجمات التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الأهداف الإيرانية في سوريا مع تولي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حقيبة الدفاع وقرب الانتخابات. وقال جيش الاحتلال في بيان، امس “الاثنين” إن مقاتلات تابعة له هاجمت أهدافا عسكرية تابعة لفيلق القدسالإيراني وبطاريات دفاع جوي سورية. وأضاف أنه قصف “أهدافا تابعة لفيلق القدس في سوريا ومن بينها مواقع تخزين وسائل قتالية وفِي مقدمتها موقع داخل مطار دمشق الدولي بالإضافة إلى موقع استخبارات ومعسكر تدريب إيرانيين”. بدوره اعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الهجوم الإسرائيلي قرب دمشقوجنوبها أسفر عن 11 قتيلا. وأعلن مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن أن “القصف استهدف مواقع عسكرية إيرانية وسورية قرب دمشقوجنوبها قتل 11 شخصا على الأقل بينهم سوريان”، مضيفا “لا يوجد مدنيون” بينهم. وقال مركز التحكم العسكري الروسي إن الدفاعات الجوية السورية دمرت أكثر من 30 صاروخ كروز وقنابل موجهة خلال ضربات جوية إسرائيلية فجر امس الاثنين. وأضاف أن الهجوم الإسرائيلي استهدف مطارا في جنوب شرق دمشق وقتل 4 جنود سوريين وأصاب 6. وأشار إلى أن “البنية التحتية لمطار دمشق الدولي تضررت جزئيا إثر الضربة”. وفي إطار سياسة التهديدات اللفظية التي اعتادت أن تطلقها منذ ثمانينات القرن الماضي ولا تنفذها، علق مسؤول عسكري إيراني رفيع على الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع لفيلق القدس في سوريا خلال الساعات الأخيرة، متوعدا هذه المرة بما سماها “حربا حاسمة مع إسرائيل”. وقال قائد سلاح الجو الإيراني، إن بلاده مستعدة لحرب حاسمة مع إسرائيل، و”ستضع حدا لهجمات الجيش الإسرائيلي على سوريا”. ونقلت تقارير إعلامية عن عزيز نصير زاده قوله: “قواتنا المسلحة مستعدة للحرب التي ستؤدي إلى تدمير إسرائيل”. وأطلقت إيران أكثر من ألف من هذه التصريحات، وذلك عقب كل ضربة تستهدف مواقعها في سوريا، دون أن تحول أي تهديد لفظي إلى فعل. فتعليق نصير زاده لم يكن الأول من نوعه بل سبقته تصريحات تهديدية عدة لا تخرج عن أدبيات النظام الإيراني الذي لطالما تغنى بقدرته على تدمير إسرائيل، وهو شعار شعبوي ترفعه طهران فقط للحفاظ على تأييد المناصرين لها، دون أن تنفذه على أرض الواقع. وقبل أيام كشف رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي غادي إيزنكوت استهداف بلاده للقوات الإيرانية في سوريا بمئات الضربات دون أي رد فعلي من قبل إيران. وتحدث إيزنكوت لصحيفتي “نيويورك تايمز” و”صنداي تايمز” عن “حرب في الظل” بين إسرائيل وإيران، قائلا إنه على مدار العامين الماضيين، خطط وأدار عددا من العمليات السرية ضد القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها في سوريا. وقال إيزنكوت إن العدو الرئيسي لإسرائيل في هذه الحرب الخفية كان الحرس الثوري الإيراني، خصوصا “فيلق القدس”. وفي مايو 2018، حاول قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني الانتقام من خلال إطلاق “أكثر من 30 صاروخا باتجاه إسرائيل” لم تبلغ أهدافها، فردت إسرائيل بهجوم غاضب أصاب 80 هدفا. يقول إيزنكوت: “لقد أخطأ (سليماني) في اختيار الملعب. سوريا ملعب ضعيف نسبيا، لدينا تفوق استخباراتي كامل في هذا المجال. نحن نتمتع بالتفوق الجوي الكامل. لدينا ردع قوي ولدينا كل المبررات للتحرك”. وتابع بازدراء: “القوة التي واجهناها على مدى العامين الماضيين كانت نابعة من تصميم، لكن لا تأثير لها في قدراتنا”.