هنالك مقولة قديمة «لا تجادل الأحمق فقد يخطئ الناس في التفريق بينكما»، لا أعلم حقيقة قائلها، مع أن الغالبية العظمى من الروايات تنسبها إلى عالم الرياضيات «فيثاغورس»، وليس هذا المهم بقدر بلاغة المقولة، وتقديمها نصيحة نحن أحوج إليها من الزمان الذي قيلت فيه، فنحن في عصر وسائل التواصل الاجتماعي «السوشل ميديا»، التي يكثر فيها النقاش والجدال، وغيرهما كثير من العجائب. ومن العجائب الأخيرة، حصلت صورة «بيضة» على أكثر من أربعين مليون إعجاب!. وذلك في برنامج الإنستغرام لتكون «البيضة» الأكثر شهرة وحصولاً على علامات الإعجاب في البرنامج، وربما تحسد على حصولها على الشهرة بهذه السرعة، خصوصاً ممن يبحثون عن الانتشار.. وفي الوقت نفسه، ستكون محل أنظار المتاجر والماركات العالمية لكي تعلن لهم، وحتماً سيكون الإعلان المدفوع بمبلغ ضخم، مع تذكرة درجة رجال الأعمال، والاستجمام بإحدى الجزر الهادئة، أو بالمدن الصاخبة بحسب رغبة «البيضة». ولا أخفيكم أني قرأت تعليقات عديدة على صورة صديقتنا المشهورة «البيضة» من دون أن أدون إعجابي؛ حتى لا يقال إني من « فنزاتها»، ومن خلال التعليقات لاحظت أن الغالبية العظمى - إن لم يكن الجميع من المشاركين في التعليق والإعجاب - من المجتمع الغربي، وهذا ما يسعدني بكل تأكيد. ولذلك تذكرت المقولة التي ذكرتها في بداية المقال، فعند قراءة التعليقات لا تعلم من الأحمق بينهم: المؤيد، أم المتهكم، أم من يتحدث عن موضوع آخر، وبكل تأكيد إنه ليس من قام بنشر الصورة؛ لأنه استغل فراغا في تفكير كثيرين، وربما يكون هو أحد موظفي «الإنستغرام» بهدف التسويق، وقد كان لهم ما يريدون. هذا فيما يخص المجتمع الغربي، الذي يمتلئ بالمحتويات السلبية، من دون مراعاة للأذواق ولا حتى للثقافات، هذا ما نشاهده من خلال منشوراتهم في برامج التواصل الاجتماعي. أما في مجتمعنا فالاستخدام الإيجابي يطغى على السلبي ولله الحمد، خصوصاً في برنامج «تويتر»؛ حيث يعد من أكثر البرامج شعبية في السعودية، ولعلي أذكر بعض المواقف الإيجابية، ومنها: الدفاع عن الوطن، التغريد بمساعدة المرضى، دعم الجماهير أنديتها، تشجيع المثقفين .. وغيرها من الأمثلة المشرفة التي تكون واجهة للمجتمع. وإن أردت التطرق إلى الجانب السلبي، فغالباً ينحصر في «السناب شات، والإنستغرام»، وربما «يوتيوب»، فبسبب هذه البرامج خرج مشاهير شهرتهم كانت من «خلق مشكلة - زواج أو طلاق - تقليد - طقطقة». وليس عليهم لوم إطلاقاً، فالأذكياء من يستغلون الفرص، بل اللوم على المتابع الذي ينحصر دوره في أن يكون سببا لشهرتهم ومستهلكا لإعلاناتهم فقط. أخيراً؛ الإعلام الجديد يتطور بسرعة، وزاد مردوده الإعلاني؛ فحري بنا أن نجعله إعلاما هادفا، من خلال وضع ضوابط وأنظمة تحت مظلة وزارة الإعلام، تنطبق حتى على المشاهير، وإن كانت نسبة كبيرة منهم ليسوا إعلاميين، ولكن لضبط ما ينشر، وأن يكون تحت أعين الوزارة.