أصبحت الغالبية العظمى تلهث خلف بريق الشهرة (الإنترنتية)، المتمثلة في وسائل التواصل الاجتماعي فيسبوك، تويتر، الانستجرام، السناب، وغيرها بالإضافة الى الواتساب، أو كما يحلو للبعض تسميتها ب(السوشل ميديا). ويبحث الشخص من خلالها عن الشهرة ويحصل على انتباه أكبر قاعدة جماهيرية. فالبعض لا يهمه ما يشتهر به، المهم أن يكون مشهورا فقط، هو لا يعلم أن قضية البقاء في ذاكرة الجماهير محسومة تتناسب تناسباً طردياً مع أسباب شهرته وفائدتها للمجتمع، فكلما كان السبب أعمق وأجدى وأنفع كان البقاء في الذاكرة، فسابقاً كانت الشهرة للكتّاب، والمذيعين، والمصممين، والمخترعين، ومَنْ هم أمثالهم فغدت الشهرة لفئة تبحث استجداء الانتباه بالتهريج. إن هوس تصدر الشاشات واعتلاء المنابر دفع جاهلين الى ابتكار أساليب حمقاء من أقوال وأفعال، مهما كانت خادشة للحياء، أو كسرت قلوبا، أو قللت كرامة، أوغيّرت مبادئ، حتى أدى بالبعض الى نشر الشائعات والفضائح الكاذبة عن أنفسهم لينتشروا مع انتشارها ثم يتلوها نشر تكذيب تلك الفضيحة، فغدى حب الظهور والشهرة مرض وابتلاء. إن الشهرة في حد ذاتها ليس عليها غبار ولا غضاضة اذا كانت في إطار الأحقية والكفاءة والضمير الحي، وحين تحمل هدفاً نبيلاً ورسالة سامية بين ثناياها. ثم لا يفوتني هنا أن أذكر أن الشهرة توازي القدوة، لذلك يجب على مشهوري التواصل الاجتماعي صقل الذات.