اعتادت الأسرة وخاصة الأم أن تصطحب أبناءها في الزيارات الأسرية والرحلات وغيرها، وفي إحدى مراحل العمر بداية من الطفولة المتأخرة مروراً بمرحلة المراهقة، يمتنع هذا الابن عن مرافقة أسرته، ليبقى حبيس المنزل وتلك أولى الخطوات التي يسلكها بتجاوزه مرحلة الطفولة، فالابن لم يستوفِ بعد شروط الانضمام لعالم الكبار ولكنه اقترب من عالمهم، وخاصة إن كان واعياً لخصائص نموه، المرحلة التي يجب أن يقف عندها الوالدان، فقد يتعجل الأب باصطحاب ابنه إلى سهرات أصدقائه في هذا العمر غير المناسب، وما بين شد وجذب بين الطفل وأسرته ومعارك ينتصر فيها، يجد الوالدان الحل المناسب والمرضي للطرفين وقد يرضخان لرغباته، لأن الوالدين فشلا في تجاوز المعضلة أو لم يستعدا لتلك المرحلة. وبينت أفراح الغانم - أخصائية اجتماعية - أن مقولة إذا كبر ابنك خاويه، لا تنطبق على الأبناء في هذا العمر، رغم أن بقاء الابن مع والده يسهم ذلك في تحسين السلوك الاجتماعي للابن وتعزيز ثقته بنفسه، ولكن في أوقات معينة، في السوق مثلاً وفي السفر والزيارات الأسرية، والرحلات الأسرية، لا أن يقضيها في الاستراحات مع زملاء والده، فلا الحديث مناسب ولا حتى المزاح بما فيه من قول أو فعل، لأننا نرى عند بعض الأسر وبمجرد أن يلتحق طفلهم بالمرحلة المتوسطة يصحبه والده في سهراته، غير مكترث بمردود ذلك، فقد يقضي الابن وقته مكتئباً حيث لا تكافؤ، وقد يكون الأب مكرهاً على ذلك، حيث تفرض زوجته هذا الفعل، رغبة في عدم بقاء الابن بمفرده بالمنزل، وقد يحدث صدام بين الزوج والزوجة، حيث يعارض اصطحابه لابنه. وأضافت، على الوالدين أن يبحثا عن أساليب ناجحة للتعامل الأمثل مع المشكلة، ومنها أن يتعاونا مع الأسر القريبة ممن لديهم أبناء تكون أعمارهم مقاربة لأبنهم، كأن يجتمع أبناؤهم في مكان محدد لقضاء وقت ممتع مع بعضهم أثناء غياب الأسرة، أو إلحاق أبنائهم بنوادٍ وغير ذلك، وحثت على حضورهم للزيارات جزء من الوقت حتى لو لم يجدوا لهم أصحاباً من نفس العمر، وذلك لينشأ الأبناء على صلة الرحم، وأضافت، يجب أن تتفهم الأسرة خصائص تلك المرحلة لأبنائهم ومتطلباتها لتهيئة الابن لها، وركزت على أن يتابع الوالدان أبناءهم في هذا الوقت حيث يشعر الابن بالاستقلالية وبشيء من الحرية، فإن أفلته الوالدان، فستكون أول خطوة للضياع، فقد يتعرف الابن على أصدقاء سيئين وقد يوجد في أماكن مشبوهة، وركزت على ضرورة أن يتنازل أحد الوالدين أو بالتناوب عن المكوث مع الأصدقاء أو الأهل إلى وقت متأخر من الليل، وذلك للعودة إلى المنزل ومتابعة الابن، كما شددت على منعه من الجلوس بمفرده لوقت طويل، كي لا يعتاد العزلة.