استنكر مدونون يمنيون سرقة المساعدات الإغاثية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، بعدما أكدت هذه الممارسات منظمات دولية عاملة في اليمن. وكشف برنامج الأغذية العالمي عن سرقة ميليشيا الحوثي الانقلابية 60 في المائة من المساعدات الإنسانية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، واصفًا هذه الممارسات ب»سرقة الغذاء من أفواه الجوعى». وفي السياق، قال الصحافي والمهتم بالشؤون الحقوقية والإنسانية همدان العليي في منشور له على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: إن برنامج الأغذية العالمي سجل موقفًا محترمًا، وكشف جانباً من هذه الممارسات التي تحرم ملايين اليمنيين من المساعدات وتزيد من معاناتهم، إلا أنه أكد أن مثل هذا الإجراء لا يكفي. وطالب العليي برنامج الغذاء بشفافية العمل الإغاثي في اليمن على حدّ وصفه، مشيرًا إلى أن «المنظمات مطالبة بإصدار تقارير دقيقة تُبين مصير ملايين الدولارات التي تتحصلها لتساعد بها اليمنيين، ونَهْبُ الحوثيين للمساعدات يعدُّ جزءًا كبيرًا من المشكلة، وليس كلها». من جانبه، قال الإعلامي أسامة عادل في صفحته، إن الحوثي «مستفيد من المجاعة، لتحشيد، وتجنيد، وإحكام القبضة على المجتمع، إضافة إلى اقتصاد الحرب وإثراء قيادات في الحركة». وأضاف عادل في منشور له عبر صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، تأكيدًا على أن الأممالمتحدة صرفت مليارين و300 مليون دولار خلال 2018، نهب الحوثيون 60 في المئة منها (احسبوها)، وطلبت الأممالمتحدة لعام 2019 أربعة مليارات دولار. كم سيذهب منها للحوثيين؟»، مشيرًا إلى أن «لليمنيين الذين تُمنح هذه الأموال باسمهم، الحق القانوني والأخلاقي في المطالبة بشفافية مالية كاملة في العمل الإغاثي من قبل جميع المنظمات العاملة في اليمن. وختم أسامة منشوره متسائلاً: «لماذا لا تكون حملة شعبية لتعزيز الشفافية والمطالبة بإتاحة التقارير المالية للرأي العام؟». أما الباحث مصطفى الجبزي فقد أكد أن «تصريح برنامج الأغذية الذي يشير إلى سرقة الحوثيين للأغذية، وأنه لا يصل منها إلا 40 في المئة إلى من يستحقونها مهم للغاية؛ لأنه لأول مرة يضع الجميع أمام صورة صانع الجوع الأول في اليمن». وأضاف الجبزي في منشور له عبر صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «هذه المرة يفترض أنها تكون نقطة تحول إعلامي وحقوقي تجاه قضية الجوع في اليمن والمتسبب فيها، بالطبع الحرب - والمنخرطون فيها، والمستفيدون منها - ابتداء هي الجوع والمرض وكل شر، وباديها هو البادئ في صنع الجوع»، مشيرًا إلى عدم منطقية أن تكون هناك منظمات «ثلث ميزانيتها إدارية تخص الإعداد والتحضير، والمراجعة، ثم التنفيذ، والرقابة، ومن ثم التقييم. لم تعمل على رقابة توزيع الغذاء في اليمن بعد ستة شهور من بدء البرنامج، والآن تلقي بالكرة كاملة على الحوثي، وتطلب إجراءات من طرفه، ولم تشرع في تحقيق داخلي». واختتم الجبزي منشوره بمطالبة المنظمات بأن «تحذو وكالات وهيئات أخرى حذو برنامج الأغذية، وتنظر إلى ما يدور في اليمن، وكيف لآلام اليمنيين أن تطول كل هذه المدة».