* «المحاولة وحدها ليست إنجازاً في ذاته، فالإنجاز الحقيقي أن تجعل من الحلم واقعا حينما سخر منك الآخرون يوماً ما، ووصفوك وطموحك بالسذاجة»! الشباب أتى من عاشر الموسم الماضي، وها هو اليوم يزيل كل صعب، وينافس على اللقب، في الوقت الذي يراه البعض محالاً، فالمنافسة لا تخضع لنظام أو تتوقف على قاعدة، ف»الليث» متعطش للذهب، وعليه ألا يجعل لأهدافه سقفاً أو حدا، كل ما عليه أن يحزم ويجزم ويجتهد. كان الجميع يتوقع أن عودة الشباب الحقيقية لن تكون من هذا الموسم، وكانت الخطة أن يرمم الشباب جداره ويرتب أوراقه بل يعيد صياغتها ليكون مستعداً من بداية الموسم المقبل للمنافسة، وردد رئيسه خالد البلطان مراراً وتكراراً أنه لا يملك عصا سحرية لانتشال الشباب، كما أن التعاقدات لم تكن كما ينبغي ويليق بنادٍ يريد البطولات، وأمور وأخرى لا نعلمها كانت ستجعل من مجرد التفكير في بطولة أضحوكة. لكن كل ذلك تغير مع تغير شكل المنافسة، فالدور الأول انقضى بامتياز - كما أظن - والذي لم يكن في الحسبان وفي أحسن الظروف وأوفرها حظاً أن ينهيه بهذا الشكل، ولو أنه أيضاً كان بالإمكان أفضل مما كان مع تعثر الفرق المنافسة؛ إذ كانت الفرصة أكبر، وهذا دليل أنه لا شيء محال إن أنت فعلاً أردت وسعيت دون أن تتنحى أو تأخذ دور المتفرج. من قال إن الفرصة لا تأتي إلا مرة؟! ما زال هناك في الموسم فرص أوفر تستحق أن تستغل ولا تهدر. بالنظر إلى الوضع الحالي وبعيدا عن المبالغة، أجد أن الرغبة في تحقيق الدوري ليست بذلك المستحيل الذي يتصوره البعض، فالحظوظ متساوية ومتقاربة نوعاً ما، ألقِ نظرة على مشوار الفريق في الدور المنقضي فقط، وما صاحبه من تعثر وتخبط وتفاوت لمستويات الفرق المنافسة في بعض الجولات، وخروج بعضها من الدائرة باكراً، تجد أنه من الغباء أن يتراجع «الليث» عن حلمه بدعوى أنه غير مستعد بعد لتحقيقه، طالما أن الظروف تسير في مصلحته. وعلى العكس تماما ينبغي للإدارة أن تبث الرغبة في نفوس اللاعبين والمدرب بتحقيق لقب الدوري بعد سنوات عجاف، خاصة أنه بعد فترة الانتقالات وتدعيم خطوط الفريق بالأفضل لا بد أن يثبت نفسه في الموسم ببطولة، فكيف إذا كانت العودة من الباب الأوسع؟ ليس الشباب من يكفيه شرف المنافسة فحسب، على الأقل إن لم يتحقق له ما يريد فلن يندب الحظ أو يندم، بل يكفي أنه قاتل حتى النهاية ولم يستسلم. ما عليك أن تتيقن منه هو أن لغة الضعف التي رافقت الفريق في سنوات قليلة خلت قد انتهت يوم أن تغير الطموح من مجرد المنافسة لما هو أعظم رغبةً وشراسة، أما وقد آن الأوان أن يكون لليث صوت يعلو ولا يعلى عليه، فقد آن الأوان أن يطمح الشبابي دون أن يخجل.