{ برز في القادسية فلفت الأنظار، قبل أن تتصدر أخبار مفاوضات الشباب له المشهد الإعلامي، إذ خاض"الليث"حرباً للظفر باللاعب، كسب الصفقة فانتقل للعاصمة وهناك غاب، وهو ما دعا البعض إلى الاعتقاد بأن ثورته الفنية انتهت، وما أن انتقل إلى الاتفاق حتى عادت علاقته المميزة بالشباك. واليوم يرى مهاجم نادي الاتفاق يوسف السالم أن حرمانه من الفرصة الفنية الكاملة كان أبرز أسباب رحيله عن الشباب، لكنه يرفض وصف تجربته هناك بالفاشلة، مكتفياً بشهادة مدربي الشباب الذين أثنوا عليه - على حد قوله -، فيما يؤكد أن البيئة المميزة التي توفرت له مع الاتفاق أسهمت في عودته إلى التهديف والبروز، تفاصيل تجاربه الاحترافية وأسباب تميز فريقه هذا الموسم وأكثر في هذا الحوار. نترككم معه ... حضرت مع الاتفاق نجماً بارزاً إلا أنك لم تنجح مع الشباب فلم يكن حضورك مميزاً... فما الذي اختلف؟ - في الشباب لم أحصل على الفرصة الكاملة، وجاء الحُكْم عليّ متسرعاً، لكن من المجحف وصف تجربتي بالفاشلة، إذ سجلت أهدافاً وشاركت في صناعة أخرى، وخلال تلك المرحلة أشاد بي كل من المدربين انزو هيكتور وبمبيدو، وذلك يكفيني. اليوم مع الاتفاق تقدم مستويات مميزة وكونت ثنائياً قوياً مع تيغالي... إلى ماذا تعزو هذا الظهور؟ - الاتفاق - ولله الحمد - منحني الفرصة الكاملة لإثبات قدراتي، بعكس ما حدث في الشباب، هنا هُيئت لي الأجواء المناسبة للبروز إلى جوار تيغالي، ومع كثرةالتدريبات المشتركة تفاهمنا بشكل كبير وبتنا نعرف الأدوار التي يفترض أن نقوم بها داخل الملعب، فعندما تكون الكرة معي يعرف تيغالي ماذا سأفعل وأعرف أنا أين سيتحرك، وهذا التفاهم لم يتولد بسهولة، فقد تعبنا حتى وصلنا إلى هذه المرحلة، كما أن علاقتي بتيغالي خارج النادي أسهمت في تدعيم التفاهم بيننا. يتميز حضورك من خلال أندية المنطقة الشرقية، فتجربتك مع القادسية ثم الاتفاق تثبت ذلك... هل لأجواء المدينة دور خفي في ذلك؟ البعد عن العائلة قد لا يكون أحياناً عاملاً إيجابياً، فوجودك إلى جوار أهلك يسهم كثيراً في تطوير مستواك، فالراحة النفسية لها دور مهم في منح اللاعب ما يحتاج إليه من تركيز، لكن اللاعب المحترف قادر دائماً على التأقلم في كل مكان، لذلك أعيد التأكيد على ما قلته سابقاً تجربتي خارج المنطقة الشرقية وفي الشباب تحديداً لم تكن فاشلة أنا قدمت مستوًى جيداً، لكني لم أحصل على الفرصة الكافية. كيف تقوّم أداء المحترفين الأجانب والجهاز الفني في الاتفاق؟ - برأيي أننا في الاتفاق نملك أفضل الأجانب في الدوري السعودي هذا الموسم، ولا سيما أنهم أسهموا في دعم الفريق من خلال ما قدموه من مستويات مميزة، أما المدرب فهو سبب هذا التألق لما يملكه من فكر فني ممتاز استثمره في تطوير مستوى اللاعبين بشكل مستمر، فتاريخه يشهد له بذلك، إذ سبق أن أشرف على تدريب المنتخب الإيراني، وله تجارب جيده قبل الاتفاق، لذلك أجمع معظم المتابعين على تميز الفريق هذا العام وفي المناسبات كافة، إذ نافس الاتفاق على معظم البطولات. إلى جوار المدرب والأجانب... ما الذي تغير في الفريق هذا الموسم عن الموسم السابق ليظهر الاتفاق بالشكل المميز؟ - الاتفاق قدم مستوى جيداً الموسم الماضي، لكنه أفضل هذا العام. فالجوانب الإدارية والفنية في الفريق لافتة، والتعامل جيد مع الأحداث كافة ربما لعب الدور الأهم في ذلك، والحمدلله نحتل اليوم المركز الرابع في الدوري، وما زلنا نطمح إلى التقدم إلى مركز أفضل وكذلك الحال بالنسبة إلى بطولة كأس الاتحاد الآسيوي. خسارتهم في نهائي كأس ولي العهد أمام الهلال، بعد ذلك لم تنجحوا في العودة إلى مستواكم، خسرتم مباراتكم في الملحق الآسيوي، وخسرتم لقاءات عدة في الدوري... هل أسهم فقدان اللقب في قتل حماستكم التي تمتعتم بها بداية الموسم؟ - بالطبع كان طموحاتنا كبيرة في خطف اللقب، لكن الرياح جرت بعكس ما نتمنى، ولم تخدمنا الظروف لنخسر اللقاء، وكنا قد وضعنا في اعتبارنا كل الاحتمالات واقتنعنا قبل المباراة بأن الخسارة واردة، لذلك لم نتأثر بالهزيمة كثيراً، لكننا بعد ذلك عانينا من غيابات عدة في الفريق بسبب الإصابات، وهو ما أثر في عطائنا في الدوري. على رغم كل ما تحققونه إلا أن الاتفاق لم ينجح حتى اليوم في نيل أي لقب... ماذا ينقصكم لتحقيق هذا المطلب الذي بات أكثر ما يشغل بال الجماهير الاتفاقية؟ - نحتاج إلى دعم أكبر من الجمهور الاتفاقي، كما أن تحقيق الألقاب يحتاج إلى خبرة، وهو ما بدأ الفريق يكتسبه بالتدريج من خلال المشاركات المتعددة، واليوم يلاحظ الجميع بأن مدربنا برانكو بات أكثر اهتماماً بالعناصر الشابة، رغبة في تسليحها بخبرة التعاطي مع المباريات الكبيرة، ومزجها بعناصر الخبرة في الفريق، لكني واثق من أن الاتفاق سيظهر بمستوى أفضل في الموسم المقبل بإذن الله. بقي في عقدك الحالي مع الاتفاق موسم واحد... هل سنراك بشعار مختلف في الموسم المقبل؟ وهل تلقيت عروضاً جديدة من أندية أخرى؟ - الكلام في هذا الموضوع سابق لأوانه. أنا أحترم علاقتي بالاتفاق، نعم تلقيت عروضاً، لكنها لم تكن عروضاً رسمية، إذ جاءت بشكل شخصي ولم تأتِ عن طريق النادي، لذلك لا أعيرها اهتماماً، لكني في نهاية الأمر لاعب محترف وأسعى لتأمين مستقبلي وإن وفر لي الاتفاق ما أستحق وما يوازي عطائي سأبقى وأفضل البقاء، أما إن حصل وتقدم لي نادٍ آخر بعرض مميز يخدمني ويخدم الاتفاق ووافقت الإدارة على انتقالي فلن أمانع، لكن هذه الأمور لن تتضح قبل نهاية الموسم. لك طريقتك الخاصة في التعبير عن الفرحة بتسجل أي هدف، إذ تكشف عن شعار"F16"الذي ترتديه تحت قميص النادي... هل من سبب خفي في ذلك؟ - كنت أعتقد بأن الموضوع واضح للجماهير، لكني سئلت عن هذا الموضوع كثيراً، وفي الحقيقة هو لقب اختاره لي أحد الجماهير وأعجبني فقررت أن يحضر معي كاحتفالية بكل هدف أسجله. برأيك... هل يكفي الاتفاق وأنتم أيضاً كلاعبين تقديم مستويات جيدة من دون تحقيق الألقاب؟ - منذ وصولي إلى الاتفاق وطموحي هو تحقيق الإنجازات كذلك الحال بالنسبة إلى زملائي في الفريق الذين يشاركونني الطموح ذاته، وسنبدأ العمل على هذا الهدف من خلال مشاركتنا في بطولة كأس الملك المقبلة، الذي أتمنى أن ننجح بإذن الله في تحقيقه، لنقدمه هدية للجماهير التي نطالبها دائماً بالمزيد من الدعم، ومن خلال العمل الإداري الذي يقوده رئيس النادي عبدالعزيز الدوسري، إضافة إلى المجهود الفني المميز في الفريق أرى بأننا قادرون بإذن الله على تحقيق طموحنا وختم مجهوداتنا الطويلة هذا العام باللقب الأهم. هل ترى بأنكم قادرون على تحقيق لقب كأس الاتحاد الآسيوي من خلال ما تقدمونه من مستويات؟ - فرصتنا في تحقيق اللقب قائمة، وبعد عودة اللاعبين المصابين واكتمال الصفوف تبدو حظوظنا في تحقيق نتائج إيجابية في البطولة الآسيوية جيدة، كما أننا فقدنا فرصتنا في المنافسة على لقب الدوري، وهو ما يعطينا فرصة استغلال المباريات المتبقية من الدوري كاستعداد لنستفيد من قوة الفرق السعودية في تجهيزنا للقاءات كأس الاتحاد الآسيوي. خلال السنوات الماضية أوكلت إدارة معظم أمورك لشركة"F6"التي تولت مهمة تسويقك للظهور في حملات إعلانية إلى جانب توليها إدارة أعمالك... كيف وجدت تلك الخطوة وما أضافت لك؟ - مثل هذه الفكرة تسهم في منح اللاعب الفرصة على التركيز على أدواره داخل الملعب فقط، من دون أن يتشتت تركيزه في جوانب حياتيه عدة، ولا سيما عندما تعمل الشركة على تسويق اللاعب بشكل مميز، فدور الوكيل لا يقتصر على الانتقالات، بل إنه ملزم بالعمل على دعم حضور اللاعب الفني بالأشكال كافة، لكن عقدي مع الشركة انتهى، وأتمنى التوقيع مع وكيل أعمال قادر على تولي تلك المسؤوليات وتفريغي لأدواري داخل الملعب فقط. خلال ثلاث تجارب احترافية في القادسية والشباب والاتفاق... ماذا استفدت؟ - الكثير في القادسية فهناك كانت نشأتي وهو الفريق الذي قدمني للجماهير، وأسسني كروياً لذلك يأتي دوره مهماً في حياتي، وفي الشباب استفدت أكثر من خلال الاحتكاك بلاعبين كبار والاستفادة من خبراتهم، كما أن الفكر الفني للاعبين والأجهزة الفنية في الشباب كان مختلفاً، وهذا ساعدني على التطور، ولا سيما أن الشباب تعاقد مع أسماء تدريبية بارزة ومشهورة بقدرتها على تطوير اللاعبين، لذلك نضجت أكثر وتعلمت الكثير. كل تلك الخطوات قادتني للبروز مع الاتفاق اليوم. في السنوات المقبلة من مسيرتك الكروية... ما هي طموحاتك؟ - أتمنى أن تكون لي بصمة مع المنتخب السعودي، فالمنتخب طموح كل لاعبي العالم، لأنه الفرصة الأهم لرد الدين للوطن، كما آمل في تحقيق بطولة مع الاتفاق، وأشعر بأن هذا الحلم بات قريباً بإذن الله، ونحن اليوم قادرون على تحقيقه أتمنى أن يتجلى ذلك في كأس الملك.