الوحدة الوطنية تحت مظلة القيادة التاريخية خط أحمر لا يمكن تجاوزه، ولا يمكن الاختلاف حوله، فنرى كثيرا من الأعداء يتربصون للانقضاض على هذا الوطن لمآرب سياسية واقتصادية واستعمارية، وما يجري الآن على الساحة الأميركية، خاصة الكونغرس الأميركي، مجلس الشيوخ الأميركي، يضع كثيرا من علامات الاستفهام حول ما صدر منه؛ لأن العلاقات السعودية - الأميركية علاقات راسخة واستراتيجية وقوية، لا يمكن أن يهزها أمر طارئ. المملكه قطب استراتيجي في العلاقات الأميركية، وقد لاحظنا ما أكده كثير من الخبراء والدبلوماسيين الأميركيين عن أن هذا القرار ما هو إلا قرار رمزي، ولا يملك المؤهلات ليصبح قرارا ساريا يرى النور؛ لأن الغالبية من رجال الكونغرس يملكون قناعة مبدئية بأن وقف دعم السعودية يعني تدهور الأمور وليس تحسينها، ولكن إذا حصل وخرج سيكون في حاجة إلى موافقه الرئيس الذي بإمكانه استخدام الفيتو لنسف القرار برمته، وقد لاحظنا ما أصدره معهد ماساشوتس للتكنولوجيا قبل أيام؛ حيث أوضح أن العلاقة مع المملكة إيجابية، وتنمو ويجب استمرارها؛ لأن استثمارات السعودية في مجال التكنولوجيا والبحث التكنولوجي في مقدمة الاستثمارات العالمية، فالمملكة شريك في مؤسسات مهمة في وادي السيليكون مقر صناعة أهم الابتكارات في العالم. الرئيس الأميركي ترمب يحافظ على علاقته مع البلاد التي اختارها وجهة خارجية أولى له، ويعمل على تطوير العلاقات مع المملكة؛ لإرساء الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. لقد وضعت المملكة استراتيجية مع إطلاق رؤيتها 2030 بتنويع العلاقات، وجذب قوى ثابتة في الصين وروسيا للاهتمام ببناء التحالفات الاستراتيجية. إن الحملات التي تُشَن ضد المملكة لن تؤثر في دورها القيادي في محيطها الإقليمي وفي العالمين العربي والإسلامي وعلى الصعيد الدولي؛ لأن للمملكة مكانة خاصة في قلوب المسلمين جعلتها ركيزة لاستقرار الشرق الأوسط والعالم. المملكه تؤدي دورا قياديا في استقرار الاقتصاد الدولي، بالحفاظ على توازن أسواق الطاقة بما يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين، والمملكة لها دور كبير في مكافحة الإرهاب عسكريا وأمنيا وماليا وفكريا، ولها دور بالغ في دحض التنظيمات الإرهابية. ما حدث لخاشقجي جريمة مرفوضة، وفي الوقت نفسه المملكة ترفض الخروج بالقضية عن مسار العدالة في المملكة. المملكة تحرص على الحفاظ على العلاقات مع الولاياتالمتحدة الأميركية، وتثمن موقف الحكومة الأميركية ومؤسساتها المتعقل حيال التطورات الأخيرة، وتعمل على تطورها في كل المجالات، وما يحصل في الكونغرس الأميركي جعل السعوديين يلتفون بقوة حول قيادتهم، ويشعرون بفخر بأن لهم وطنا عظيما، ويجب أن يحموه ويبنوه بأيديهم بعيدا عن الاعتماد على الآخرين. لدينا القيادة الواعية والمال الوفير والعقول النابغة في الميدان، ويعتبرون أنفسهم جنودا مدافعين عن الدين والملك والوطن.