وكأن الأرض العطشاء على موعد مع الربيع المنتظر، بادرته روضة السبلة مبكراً حيث توشحت بأجمل حللها الخضراء وشذى نباتاتها العطرية الفواحة، تبث غدرانها المتشعبة بداخلها حياة الأخضر بين جنباتها، وتعد روضة السبلة من أهم رياض الجزيرة العربية وأكبرها وتحديداً في نجد حيث تبلغ مساحتها نحو 20,79 كيلو متر مربع وهي تقع إلى الشرق من محافظة الزلفي بنحو 13 كيلو متر، ويبلغ عدد الأنواع النباتية الطبيعية في الروضة 163 نوعاً ما إن تذكر "روضة السبلة" إلا وتعود معها أبرز حكايات تاريخ المملكة الحديث، والتي أحكم الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود خلالها سيطرته على البلاد. عندما أنهى الملك المؤسس حرب السبلة بتفوق كبير وقضى على خصومه، واستتب الأمن معلناً توحيد البلاد، بعد هطول الأمطار وجريان الأودية في بواكير الموسم ها هي روضة السبلة هذه الأيام تتباهى بأجمل حللها وبدأت بأجمل زينتها الخضراء لاستقبال المتنزهين وقاصديها من مختلف مناطق المملكة، نظير ما تتمتع به من الخضرة والجو العليل وسعة المكان وسهولة الوصول إليها وقربها من المدينة، علاوة على تنوعها ابتداء من وادي مرخ مروراً بالروض الفسيح إلى رمال النفود التي تطل على بحيرة الكسر بمياهها الغزيرة ونحن في بداية إجازة الفصل الدراسي الأول يلحظ القادمون انتشار المخيمات البيضاء على أرضها الخضراء مشكلة لوحة جذابة تصديقاً لما عرفت به منذ سنوات أن روضة السبلة مدينة شتوية تضج بالحياة. وقد جندت بلديه الزلفي جميع طاقتها لخدمة المتنزهين والمخيمين بالروضة من نظافة وتوزيع الماء وغيره. الروضة تبدأ من وادي مرخ مروراً بالروض الفسيح إلى رمال النفود