في سجل الإرهاب الأسود لها، كشف الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، فصلا جديدا من تاريخ جماعة الإخوان الأسود، الذي سطرته أحداث دامية، وإزهاق لأرواح الأبرياء، فبجانب الممارسات المتعددة التي يشهدها تاريخ الجماعة الإرهابية، منذ نشأتها في العام 1928، والتي تخللتها عمليات اغتيالات متعددة لشخصيات مصرية، تنفيذية، وأدبية، وثقافية، فضح مبارك ممارسات أخرى في العصر الحديث، وتحديدا خلال أحداث الربيع العربي المزعوم، التي شهدتها مصر في العام 2011، وذلك من خلال الإدلاء بشهادته في قضية «اقتحام الحدود الشرقية، التي ينظرها القضاء، والمتهم فيها عناصر جماعة الإخوان الإرهابية. ونظرا لجسامة تلك الممارسات وخطرها على الأمن والسلم القوميين لمصر، أوضح «مبارك» في شهادته، ما قامت به الجماعة، من تحالف مع ميليشيات وجماعات مسلحة أخرى، تسللت إلى مصر عبر الحدود، وقد حصرها في 800 عنصر، قال عنها إنها تابعة لحماس، وحزب الله، وجهات أخرى لم يسمها، واستهدفت أبناء الشرطة، والاعتداء عليهم، فضلا عن اعتلاء المباني، وإطلاق النار عليها، بهدف إنهاكها. وباعتباره رئيسا للجمهورية، وقائدا أعلى للقوات المسلحة آنذاك، رفض «مبارك» الإدلاء بمزيد من المعلومات حول ممارسات جماعة الإخوان الإرهابية، والتي تتعلق بما وصفه بمحاولة استدراج القوات المسلحة المصرية، وهو ما رفض الاستفاضة في الإفصاح عن مزيد من ممارسات الجماعة الإرهابية، معتبرا أن ذلك من شأنه أن يدخله في مخالفات قانونية، طالبا في سبيل ذلك موافقة رئيس الجمهورية. غير أن شهادة «مبارك» والتي استمرت لمدة ساعتين، أكدت تحالف جماعة الإخوان الإرهابية، مع عناصر أخرى من خارج مصر، ليتأكد الدور الذي تقوم به الجماعة، والأهداف الحقيقية التي كانت تسعى إليها في المنطقة، انطلاقا من مصر، وذلك بدعم مالي قوى، قال عنه «مبارك» إنه توافر لديها، من خلال دخول عناصرها، في التجارة داخل مصر، حتى توسعت في المشروعات، والاستثمارات، بشكل فج، إلى الدرجة التي قامت فيها بتخصيص وزير مالية خاص بها، كان يتولى الإنفاق عليها. وكشف «مبارك» أيضا في شهادته، أن الجماعة قامت، وبمساعدة عناصرها، من خارج مصر، باقتحام السجون، وإخراج عناصر تابعة لحماس، وحزب الله، واستهدفت الشرطة المصرية. غير أن أهم ما كشفت عنه شهادة «مبارك» هو استهداف القوات المسلحة المصرية، وهو الأمر الذي فطن إليه جيدا، وقال إن الجماعة كانت تريد استهدافها لإسقاط الدولة، وهو الأمر الذي لم يقبل به على الإطلاق، مؤكدا بقوله «الوزير يمشى، رئيس الوزراء يمشى، رئيس الجمهورية يمشى، ممكن، لكن تسقط الدولة لا» وهو الأمر الذي دفعه للتنحي وتسليم شؤون البلاد للقوات المسلحة، حفاظا على الدولة. هكذا جاء الفصل الذى كشف عنه الرئيس المصري الأسبق حسنى مبارك، وخلال شهادته أمام المحكمة في قضية «اقتحام الحدود الشرقية»، مؤكدا أن جماعة الإخوان الإرهابية، تاريخ حافل من الإرهاب، بجانب الاغتيالات، واستهداف القوات النظامية، يتم التخطيط لقلب الأنظمة العربية، وإثارة الفوضى في دول المنطقة، تحقيقا للأهداف التي تؤمن بها الجماعة، وأسس لها الفكر القطبي القديم، من إزالة الحدود بين الدول، ومحاربة الرؤساء والملوك والأمراء في عقر دارهم، وهي المبادئ التي جاء بها مؤسس الجماعة الإرهابية حسن البنا، في إحدى قواعد الجماعة، التي جاءت فيما يسمى برسائل البنا، التي تحث على استخدام العنف.