تستعد منطقة جازان بسهولها وجبالها لتدشين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزير أمير منطقة جازان مهرجان العسل الرابع في محافظة العيدابي غدا السبت، والذي يعد من المهرجانات المحببة والشيقة لدى أهالي المنطقة والزائرين لها حيث يحمل معه الفعاليات المتنوعة والكثير من أنواع العسل التي يستلذ مرتادو المهرجان بتذوقها وإطلاق مشاعر البهجة بطعمه الحلو وفوائده الجمة. "الرياض" كان لها عدد من اللقاءات مع النحالين وبعض المسؤولين بالمنطقة بداية بشيخ قبيلة آل الشريج آل عمر ببلغازي سعود بن محمد الغزواني حيث أكد سعادة واعتزاز مشايخ وأعيان وأهالي قبائل بلغازي في محافظة العيدابي بقدوم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز لتدشين المهرجان السنوي للعسل ببلغازي في محافظة العيدابي وافتتاح عدد من المشروعات الحيوية من ضمنها جامع أبي بكر الذي يتسع لقرابة ال 3000 مصلٍ. وقال: إن تسمية بلغازي بعاصمة الشهد جاء من إنتاج العسل فيها بكثرة كما أنها تعد بوابة لمحافظات جازان الجبلية وتمر منها العديد من الأودية كوادي قصي ووادي ضمد ووادي جورى وغيرها من الأودية المتفرعة من جبال بلغازي كجبل مصيدة وجبل صماد البالغ ارتفاعه قرابة ال 12 كلم تقريبا، مضيفا أن شجرة السدر والتي تتواجد بكثرة في أودية المحافظات الجبلية كبلغازي وفيفاء وبني مالك والعارضة تعد عامل جذب للنحالين من مختلف أنحاء المنطقة كون عسل السدر من أفضل أنواع العسل وقال: إنها لا تثمر إلا مرة واحدة في مثل هذا الوقت من كل عام. وعلق الشيخ سعود الغزواني على إمكانية امتلاك وتربية المرأة الجبلية للنحل بأنها كانت في القديم تساعد الرجل في ذلك كونها كانت شريكة له في جميع الأنشطة كالزراعة وحصاد الحقول ورعاية الأبل والبقر والغنم وهي من تهتم بخلايا النحل في حال غيابه ويتوقع أن تعود المرأة في المستقبل القريب لهذا النوع من الاستثمار، وقال: إن كافة التسهيلات لذلك متوفرة كمعلومات تربية النحل والحفاظ عليها والعمالة المتخصصة في ذلك. وتحدث النحال سلمان سليمان الغزواني ل"الرياض" عن تكيف النحل مع مناخات المنطقة المتقلبة، فقال: يستطيع النحل التكيف مع جميع الظروف والمناخات المختلفة من شدة في الحر إلى شدة في البرد لافتا إلى أن النحال يجب أن يحرص على أن يكون موقع النحل في مكان مشمس خلال فصل الشتاء وفي الصيف والمناطق الاستوائية الحارة يجب أن تُحمى وتظلل الخلايا من شدة الشمس مع توفير التهوية الجيدة والمرعى المتنوع ومياه السقيا والتي يجب أن تبعد عن خلايا النحل قرابة ال 4 أو 8 أمتار مع تنظيف حاويات المياه وإعادة التعبئة يوميا. وعن أنواع العسل الطبيعي بالجبال قال: إنها كثيرة ومتنوعة منها السدر، الضهياء، القتاد، الكراث، القاع، السمر، السلام والمرار وغيرها، وأكثرها إقبالا وطلبا عسل السدر والسمر والسلام مشيرا إلى أن النحل تتعرض للكثير من الأمراض والآفات مما يؤدي إلى هلاك طوائف كبيرة جدا منها، وقال: للأسف لا يوجد دعم للنحالين لتلافي هذه الخسائر وتمنى ذلك من جمعية النحالين مع تسهيل توفير أدوات تربية النحل بأسعار معقولة. من جانبه ذكر النحال أحمد يزيد الفيفي أن اختيار موقع خلية النحل أمر بالغ الأهمية ويلعب دورا رئيسا في تحديد كمية ونوعية العسل، وقال: إنه من الأمور التي يجب أن يتنبه لها النحال نوع النباتات الموجودة في الموقع المختار، وأن يتوفر الغذاء اللازم من الرحيق وحبوب اللقاح، مضيفا طريقة أخرى لسقاية النحل عن طريق دلاء خاصة بها فتحات لدخول وخروج النحل مع وضع عيدان على سطح الماء ليقف عليها النحل عند شربه حتى لا يغرق وذكر أهمية البعد بخلايا النحل عن الرياح القوية وعن المزارع التي يتم رشها بالمبيدات الحشرية والمناطق السكنية والأنوار الساطعة ليلاً، مشيرا إلى أن الغبار والجفاف وعدم انتظام الأمطار وارتفاع درجة الحرارة أو انخفاضها مع انتشار الآفات والنقص الكبير في الفنيين ذوي الخبرة المدربين كلها عوامل مضرة بالمناحل ومؤدية لتدهور وتراجع تربية النحل. وتطرق الفيفي للنحل المستورد وخطره وقال: بفضل من الله تم اختيار منطقة جازان كمحمية خاصة للنحل البلدي ومنع دخول النحل المستورد مما يساعد على تطوير النحل البلدي وتكثير طوائفه والمحافظة عليه من الأمراض، ويتفق النحال أحمد الفيفي مع غيره من النحالين في أن الدعم المقدم لهم من فرع الزراعة وجمعية النحالين لا يرتقي للمستوى المأمول، وقال: نتمنى تكثيف الدورات التدريبية وتوفير مستلزمات تربية النحل كالمدخنة التي يسيطر بها النحال على النحل خصوصا عندما يكون هائجا لأي سبب والسترة والحجاب والقفازات وفرشاة تستخدم لإبعاد النحل عن قرص الخلية عند جمع العسل مع العمل على تكثيف زراعة النباتات التي تضمن جودة العسل وفتح مختبر لتحليل مدى جودة أنوع العسل الموجودة، وقال: إن ذلك يتأكد مع ما تشهده منطقة جازان من تزايد في أعداد النحالين وتوسع في سوق تربية النحل وإنتاج وبيع العسل لوفرة الغطاء النباتي المزهر في الجبال صيفا والسهول شتاءً من جانبه تحدث مدير فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة جازان م. غانم الجذعان عن مبادرتهم مع محافظة العيدابي بزراعة 30000 شجرة سدر بالعيدابي والتي تم تدشينها الاثنين الماضي بزراعة 3000 شجرة كمرحلة أولى، وقال: تعد هذه المرحلة انطلاقة أولى لهذا العمل التنموي الذي سينعكس إيجابا على حجم إنتاج المنطقة من العسل البلدي ذي الجودة العالية لافتا إلى أن هذا العدد من الأشجار سيحقق حوالي "15" طنا من العسل بعدما يصل عمر الأشجار إلى خمس سنوات بقيمة تتجاوز الأربعة ملايين ريال مضيفا أن هذا الموقع المزروع بأشجار السدر بالإضافة إلى كونه سيعود بالفائدة على النحالين سيصبح أيضا متنزه جميل مؤكدا على أنه تم تنفيذه بموقع استراتيجي ممّيز بمدخل المحافظة، وعن العناية بموقع تدشين المرحلة الأولى للمبادرة أوضح أنه سيتم حراسة الموقع من قبل حراس الغابات وتوفير مياه الري لشجر السدر بالتعاون والتكامل مع محافظة العيدابي والبلدية وفرع خدمات المياه. وأوضح رئيس اللجان المنظمة للمهرجان سليمان بن يحيى الغزواني ل"الرياض" أن إجمالي عدد النحالين بالمحافظات الجبلية في جازان قرابة ال200 نحال المشاركين منهم في المهرجان 50 نحالا، وقال: إن كمية العسل المتوقع عرضها قرابة ال5 أطنان ولضمان جودة العسل المعروض أبان بأن جمعية النحالين التعاونية كلفت ثلاثة من كبار النحالين ذوي الخبرة بالكشف عن جودة العسل مؤكدا على أن المهرجان يستهدف النحالين بجميع مناطق المملكة ويضم العديد من الفعاليات والعروض والمعارض ويهدف لتنشيط الحركة السياحية وتحقيق عائد اقتصادي من خلال تشجيع الحرف والصناعات التقليدية وعرض إنتاج الأسر المنتجة وتسويق العسل في المعرض المخصص لذلك مع دعم النحالين واطلاعهم على أحدث الأفكار في مجال تربية النحل مع الاستفادة من الخبراء والباحثين المدعوين للمهرجان. كما ذكر رئيس جمعية النحالين بمنطقة جازان يحيى بن خليل عامري ل"الرياض" أن الجمعية تقوم بتنفيذ العديد من ورش العمل للنحالين وتدريبهم على الطرق الحديثة لتربية النحل وتقديم ما يحتاج إليه النحال من مستلزمات النحل وأكد على أن الجمعية تعد حلقة وصل بين النحالين وجهات عدة ك"إمارة المنطقة وفرع الزراعة وصندوق التنمية الزراعية والعمل والتنمية الاجتماعية" بهدف تقديم الخدمات للنحالين وتسهيل إجراءات القروض والعمالة وتأمين صرف الإعانة المستحقة من التنمية الاجتماعية. وعن حماية النحل قال: حرصنا على جعل جازان محمية للنحل البلدي وقد حصلنا على أمر من الجهة المختصة بمنع دخول النحل المستورد لما له من تأثير على النحل البلدي كما ونعمل على مواجهة الآفات والأمراض التي تفتك بطوائف النحل بالأدوية المتوفرة لدينا ولفت ال "عامري" إلى بعض الأخطاء التي تقع من النحالين وتؤثر على النحل ومنها عدم الاهتمام بصيانة ونظافة الخلية، وعدم المعرفة ببدايات ظهور مرض ما في المنحل مع الاستعانة بعمالة غير مدربة مؤكدا على أن الجمعية في الفترة الأخيرة عملت على معالجة ذلك بتوعية النحالين ومساعدتهم على حل المشكلات التي تواجههم في مجال تربية النحل بالطرق الحديثة. موقع المهرجان بالمركز الحضري في العيدابي موقع المرحلة الأولى من زراعة شجر السدر مناحل وادي قصي ببلغازي محافظ العيدابي يدشن مبادرة زراعة 3000 شجرة سدر النحال سلمان الغزواني يقوم بالكشف عن الخلية للتأكد من مدى اكتمالها النحال حسن الغزواني يطور مناحله إلى خلايا حديثة