قبل أن يجف حبر اتفاق الأطراف اليمنية في العاصمة السويديةستوكهولم بدأت ميليشيا الحوثي انتهاكاتها بحق المدنيين وبما يمس ملفات التفاوض ذاتها. كان من أبرز ملفات التفاوض بين الحكومة الشرعية وميليشيا الانقلاب الحوثية خلال المشاورات التي جرت في 6-13 ديسمبر 2018 ملف المختطفين في سجون الميليشيا والأسرى لدى الجيش الوطني الذي تم القبض عليهم في جبهات القتال المختلفة ويتواجدون في سجون رسمية تديرها الحكومة الشرعية في المحافظات الخاضعة لسيطرتها. اتفق الطرفان قبل مشاورات السويد على الإفراج عن كافة المختطفين والأسرى لدى الطرفين كإجراء لبناء الثقة وإبداء حسن النوايا يشمل الإفراج عن جثامين ورفات القتلى والمختطفين. ومع بدء مشاورات السويد سلم وفد الحكومة الشرعية قائمة تضمنت 8576 مختطفاً في سجون الميليشيا الحوثية غالبيتهم تم اختطافهم من منازلهم باعتبارهم معارضين محتملين للميليشيا فيما سلمت الميليشيا قائمة تشمل 7500 أسيرًا لدى الجيش الوطني تم أسرهم في جبهات القتال وهم يخوضون معاركًا ضد الحكومة الشرعية. واتفق الطرفان على بحث الإفراج عن كل من تضمنتهم القوائم مع إبقاء المجال مفتوحًا للإضافة في القوائم للطرفين وحددت آليةً للإفراج تنفذها اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي بحيث يتم التبادل بطائرات الصليب الأحمر بالتزامن بين مطاري صنعاء الخاضع للميليشيات وسيئون الذي تديره الحكومة الشرعية. فأُخترق اتفاق الأسرى والمختطفين بعد إعلانه مباشرة وبدأت ميليشيا الحوثي في تنفيذ حملات اختطافات ومداهمات بحق مواطنين تدّعي أنهم معارضون لها أو يرفضون توجهاتها أسفرت تلك الحملات عن اختطاف 38 شخصاً خلال ثلاثة أيام في أربع محافظات. اختطافات في المحويت كانت أولى حملات المداهمة والاختطاف مساء 13 ديسمبر وهو اليوم الذي أعلن فيه اتفاق ستوكهولم عندما داهمت الميليشيا عدداً من المنازل في محافظة المحويت واختطفت 6 أشخاص كان أولهم أحمد أحمد سعد الصريب وهو معلم في مدرسة النهضة بمديرية الرجم وفي مديرية حفاش بالمحافظة نفسها اختطفت الميليشيا صالح حسن الضالع وهو معلم أيضاً في مدرسة حفاش واختطفت الميليشيا أيضا الشيخ خالد محمد عبدلله الرفاعي من منزله وتم اقتياده إلى مكان مجهول. وفي مديرية بني سعد بمحافظة المحويت نفسها اختطفت الميليشيا محمد وهبان وهو ناشط اجتماعي واقتادوه إلى سجن البحث الجنائي بالمحافظة، كما داهمت الميليشيات عزلة بني المقدم واختطفت مواطنين اثنين هما أحمد صالح الذماري وعلي محمد صالح مطره واقتادوهما إلى جهة مجهولة بسبب رفضهما الذهاب للجبهات والمشاركة في القتال مع الميليشيا. اختطافات في محافظة ذمار في محافظة ذمار شنت ميليشيا الحوثي حملة اختطافات يوم 13 ديسمبر في صفوف أهالي مديرية وصاب العالي، التابعة لمحافظة ذمار حيث اختطفت 3 من أهالي قرية العسادي بعزلة جعُر، في مديرية وصاب العالي، عقب مداهمتهم مجلس عزاء لأهالي القرية في استشهاد ثلاثة من أفراد الجيش الوطني. ونفذ مسلحو الحوثي مداهمات لثلاث قرى أخرى في عدة عُزل بمديرية وصاب العالي، "بني حفص" و "خدمان" بحثًا عن مناهضين لهم، وهددوا أسرهم وذويهم بالتصفية في حال عدم تسليم أنفسهم لمشرف الجماعة في المديرية بالإضافة إلى إطلاق المسلحين للنيران بكثافة في الهواء بغرض إثارة الرعب والخوف في صفوف الأهالي. وفي مديرية هران بالمحافظة نفسها داهم مسلحو الميليشيا مجلس عزاء أيضاً أقيم بمناسبة استشهاد أحد منتسبي الجيش الوطني في جبهة باقم بمحافظة صعدة واختطفت الميليشيا 15 شخصًا من أقارب الشهيد وبعضهم ممن حضور العزاء. اختطافات في الحديدة بعد يوم من إعلان اتفاق السويد اختطفت ميليشيا الحوثي المحامي جميل القدسي واثنين من مرافقيه في حي 7 يوليو بمدينة الحديدة ونقلتهم إلى جهة مجهولة فيما داهمت الميليشيا في اليوم نفسه منزل المواطن علي سعيد غالب 60 عاماً في حي الجعبلي في الربصة بمدينة الحديدة، وأخذوه رهينة حتى يحضر أبناؤه الثلاثة بعد ما داهموا منازلهم، في وقت سابق من ذات اليوم. اختطافات محافظة إب اختطفت الميليشيا الحوثية أيضاً في اليوم الثالث بعد إعلان اتفاق السويد 7 أشخاص في محافظة إب عندما اقتحمت قرية الجرين في عزلة بني سبأ بمديرية يريم شمال المحافظة واقتادتهم إلى أحد سجونها بمبنى الأمن السياسي بمدينة إب بسبب رفضهم ترديد شعار الصرخة الحوثية. وبحسب المصادر فإن المختطفين هم محمد صالح العروي وعدنان ناجي أحمد صالح علي العروي وجلال علي قاسم الجهراني وحمير حفظ الله محمد علي قائد ومحمد خالد محمد صالح ضيف الله العروي وهم مواطنون بسطاء يعملون في بيع البطاط في أسواق المدينة. وفي نفس اليوم اختطفت الميليشيا المواطن قائد النظامي ونجله ياسر بقرية ذي إشراق بمديرية السياني جنوب محافظة إب واختطفت أيضاً مدير مجمع عمار بن ياسر التربوي بقرية بيت مشرح عبده مسعد صالح مشرح. كل هذه الاختطافات التي نفذتها ميليشيا الحوثي الانقلابية تمت بعد إعلان اتفاق السويد التي كان ملف المختطفين أحد أهم ملفاتها وهذا بحسب مراقبين، وذلك مؤشر أن ميليشيا الحوثي ليست جادة في الوصول إلى اتفاق سلام لإنهاء الحرب أو حتى الإفراج عن المختطفين في سجونها الذين يتعرضون للتعذيب الوحشي المستمر.