منذ أن تابعنا كرة القدم كانت ومازالت أخطاء التحكيم أحد أجزاء اللعبة التي لا تنفك عنها، وبسببها حُرم فرق ومنتخبات كثيرة من بطولات بأخطاء مقصودة أو غير مقصودة وكان حال لسانهم جميعا ينشد الإنصاف. وبالفعل وصلنا اليوم لزمن ظهرت فيه تقنية الvar لتساهم بالحد من أخطاء الحكام وبشكل ملحوظ ومن حسن الحظ أن الرياضة السعودية تحظى باهتمام كبير من قبل القيادة ولذلك رأت تقنية الفيديو النور في ملاعبنا سريعا. لكن ولأن لكل قاعدة شواذ نعيش اليوم مشهدا غريبا خرجت فيه أصوات نشاز لتطالب بما هو أبعد من ذلك، فلا تريد منح كل ذي حق حقه فحسب بل تريد سلب الغير حقوقهم لتستقيم المنافسة بنظرهم في ميزان أعوج لا ينطق به إلا من أعمته ألوان التعصب عن الحقيقة البينة. تقنية var جاءت لتساعد الحكام في التقليل من نسبة الأخطاء وأظهرت نجاحا كبيرا في ذلك وهنا المشهد الطبيعي هو إنصاف من جاء بها والسعي لتحسين التجربة أكثر، لكن تأبى الأصوات النشاز إلا وأن تسعى لتشويه عدالة هذه التقنية وحملها على لون معين والتهكم لمجرد أنها أنصفت الهلال في مواقف كثيرة. المشهد الإعلامي الفضائي محبط ففي الوقت الذي ينتظر فيه العقلاء ممن يتصدرون المنابر تثقيف المشجعين تجاه التقنية والإضافات الجديدة للعبة نجد العكس فثقافة الضجيج مازالت تسود المشهد والألوان ما زالت تسير كثيرين خلف ميولهم لتفرز لنا تناقضات وأحاديث لا تصدر من مشجعين. السطر الأخير خسر الهلال مباراة الحزم بسيناريو دراماتيكي بقرار من الحكم الصربي مازيتش الذي قلب الطاولة مستعينا بالفار من فوز 2-1 للهلال إلى خسارة بذات النتيجة، المثلج للصدر حينها ردة فعل الهلاليين عندما انشغلوا بالحديث عن أسباب الخسارة فنيا وتحليل أداء لاعبيهم وقرارات مدربهم واحتياجات فريقهم في مشهد حضاري ورسالة عميقة تظهر الفرق بين ثقافة الهلاليين وغيرهم حتى على مستوى المدرج.