قام معلمو الدروس الخصوصية بعرض خدماتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفي بعض أحياء مكةالمكرمة في الأيام الماضية، عبر الإعلانات على حوائط المراكز التجارية والمدارس، واتخذ مقدمو الدروس الخصوصية هذه الطرق السلسة بوضع أرقام جوالاتهم والمواد الدراسية التي يستطيعون تدريسها، على الرغم من عدم نظامية هذه الدروس وتشديد وزارة التعليم على مواجهتها ومنعها. وقال مؤيد مسعود: إنني أدرس في المرحلة الثانوية، ولدي عديد من المواد الصعبة، التي تعتمد على الفهم والتركيز، مضيفاً أنه تواصل مع أحد معلمي الدروس الخصوصية عبر أحد الإعلانات الموجودة على حائط، مشيراً إلى أن المادة الواحدة كلفته (250) ريالا. وأوضح ثامر العتيبي أنه نظراً لصعوبة مادة الرياضيات، قام بالبحث عن مدرس خصوصي في مواقع التواصل الاجتماعي، واتفق مع أحدهم على تدريسه لمدة ساعة واحدة في اليوم، كلفته الساعة الواحدة (50) ريالا، ذاكراً أنه مع اقتراب فترة الاختبارات يقوم أغلب المعلمين برفع أسعارهم ليستغلوا موسم الاختبارات النهائية. من جهته، أكد محمد جابر الشهري -مشرف تربوي في تعليم جدة- أنه في هذه الأيام ومع قرب فترة الاختبارات، تلجأ كثير من الأسر إلى جلب معلم يدرس أبناءهم بشكل خاص، لافتاً إلى أن هذا الأمر قد يعطي ثمرته لبعض الطلاب، لكن حتماً ليس الجميع، لما في ذلك من سلبيات على الطالب نفسه وعلى المجتمع بشكل عام، مضيفاً أن النظام التعليمي يمنع مثل هذه الدروس الخصوصية ويعاقب عليها، مبيناً أنه ذهب كثير من ملاك المدارس الأهلية لمعاقبة المعلم الذي يثبت عليه ذلك التصرف، لما لذلك من سلبيات تربوية واضحة جداً، منها أنك تجد المعلم يتعمد التقصير في الحصة الدراسية المدرسية ليجبر الطلاب فاقدي المعايير على التسجيل لديه، وهذا ظلم وخيانة لأمانة المهنة التعليمية، أيضاً لما لهذا الدور من إجبار للطلاب الذين لا يملكون المال، وقد تستدين الأسرة تلك المبالغ لحفظ مستقبل ابنها، وهذا أكل لأموال الناس بالباطل، علماً بأن كثيرا من هذه الدروس تكون غير حقيقية، وتعطي الطلاب ملخصات ومذكرات لا تشمل المنهج بشكل كامل، ما يجعلنا أمام جيل فاقد للمعرفة بشكل واضح. وذكر الشهري أنه لتدارك هذا الأمر، خطت وزارة التعليم مشكورة لتقليص هذه الظاهرة بشكل كبير، من ذلك منع الدروس الخصوصية بشكل قطعي، أيضاً جعلت دروس التقوية ضمن أعمال المعلم داخل المدرسة وبالمجان، مضيفاً أنها أوجدت البرامج العلاجية المقننة ضمن المنهج لفاقدي المعايير، وأوجدت موقع عين التعليمي لجميع المراحل، وهي دروس خاصة تشرف عليها الوزارة، تضم عروضا توضيحية لجميع المواد، كل ذلك وأكثر لجعل الطالب يتمتع بحقه الكامل دون تقصير أو إخلال، للوصول إلى إنتاج طلاب منتجين للمعرفة، ويملكون الفهم الذي يؤهلهم إلى سوق العمل بشكل مشرف. محمد الشهري