أصبحت بلادنا في السنوات الأخيرة خلية نحل لا تهدأ، تموج بالنشاط والحيوية والفعاليات الكثيرة التي تسعى إلى إحياء الموروث الثقافي والحضاري السعودي، والحفاظ عليه ونشره، وهو ما يأتي انعكاسا لرؤية القيادة الرشيدة بعيدة النظر، التي ترى في التمسك بالتراث والهوية الوطنية دربا من دروب المستقبل والتقدم والرقي. ويأتي معرض «الصقور والصيد السعودي»، الذي انطلق أول مرة في الرياض الأسبوع الماضي، كحلقة من حلقات سلسلة الفعاليات التراثية والثقافية، ليمتد على مدار خمسة أيام متواصلة، بحضور 250 جهة من 20 دولة مختلفة، في محاولة جديدة لدفع الحراكين الثقافي والترفيهي في المملكة، وسط إقبال كبير من هواة الصيد والفروسية ورحلات السفاري البرية من داخل وخارج المملكة. فعالية مختلفة ونوعية كمعرض الصقور والصيد، لن تكون مستغربة إذا ما علمنا أن الإشراف العام على نادي الصقور والمتابعة يتم من قبل قيادتنا الرشيدة حفظها الله، حيث جاء هذا المعرض تنفيذا لتوجيهاتها، بتوفير كل الدعم اللازم لإقامة معرض ناجح له بعد عربي وعالمي، ليؤكد مكانة المملكة في الحفاظ على التراث العالمي، وثراء الموروث السعودي الحضاري الضارب في جذور التاريخ. ويهدف المعرض المميز والاستثنائي للتعريف بهواية الصيد وإبرازها، وخلق منصة تواصل بين هواة صيد الصقور وتربيتها، وبين المحترفين في هذا المجال، كما يضم أجنحة تعرض مستلزمات الصيد والأسلحة والتجهيزات الخاصة بهواة الرحلات، إضافة إلى اشتمال المعرض على ساحة لعرض وبيع الصقور، التي ستصبح بمنزلة سوق فريد من نوعه، يلبي حاجة محبي الصيد واقتناء هذا الطير النادر. وتكشف عملية تنظيم المعرض وما يصاحبها من فعاليات، عمق الرؤية لدى المنظمين، ووعيهم بالدور الذي يراد للمعرض أن يلعبه في المستقبل، سواء داخل حدود المملكة بمختلف مناطقها أو خارج حدودها، خاصة في منطقة الخليج العربي، حيث حرص المنظمون على إقامة نماذج من البيئة التراثية والبرية المتنوعة في المملكة، وهي بمنزلة واحات يتم من خلالها عرض القطاعات المختلفة المشاركة في المعرض، التي يتم من خلالها تعريف الزوار بكل ما يتعلق بالصقور وصيدها وأنواعها وطريقة التعامل معها وتربيتها وعلاجها، لنشر هذه الثقافة وتعزيزها.