على مدى الستة الأيام الماضية ظلت المشاورات اليمنية الجارية في السويد تتمحور حول إجراءات بناء الثقة وسط عراقيل يفتعلها وفد الانقلابيين الحوثيين أعاقت حدوث تقدم ناجز في خطوات الثقة المتعلقة بفك حصار تعز وإطلاق المختطفين والأسرى وتسليم موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى للسلطة الشرعية، عدا تقدم محدود في ملف الأسرى والمختطفين وتمثل بتبادل الكشوفات من قبل وفدي المشاورات أعلن عنه اليوم رئيس وفد الشرعية وزير الخارجية اليمني خالد اليماني. وقال اليماني إن وفد الشرعية قدم الثلاثاء قائمة من (18,750) مختطفاً لفئات عمالية وناشطين سياسيين وشباب ومعلمين وطلاب وإعلاميين وأطفال وشخصيات قبلية ورجال أعمال وحقوقيين ونساء وأطباء، معتقلين تعسفياً ومخفيين قسراً في معتقلات وسجون الحوثي، لافتاً إلى أن هذه القائمة مفتوحة بحسب الاتفاق لتشمل أي قوائم لاحقة. واطلعت «الرياض» على قائمة المختطفين التي قدمها وفد الشرعية وشملت أكثر من (5,118) من السياسيين و(806) معلمين و(685) ناهيك عن (170) حقوقياً معتقل في سجون الميليشيات وأكثر من 66 طبيباً وأكثر من 60 أكاديمياً وعدد 269 إعلامياً بالإضافة إلى عدد (357) من الشخصيات والوجاهات القبلية فضلا عن عدد(359) طفلاً مختطفاً علاوة على 88 امرأة مختطفة إلى جانب عدد كبير من العمال والتجار والمواطنين اليمنيين المختطفين في سجون الميليشيات الانقلابية التابعة للنظام الإيراني. وأكدت مصادر مطلعة ل «الرياض» أن من ضمن قوائم الأسرى والمختطفين التي قدمها وفد الحكومة الشرعية أقارب صالح المختطفين وفي مقدمتهم (محمد عبدالله صالح) كما طالب الوفد بتسليم جثمان الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي يخفيه الحوثيون منذ عام. وذكر مصدر في وفد الشرعية إن الوفد أوضح للمبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث هناك أعداد كبيرة من المختطفين لم يوثقوا حالتهم بالمنظمات بسبب الخوف من إعادة اعتقالهم وهناك معتقلون يرفضون حتى الآن تسجيل أسمائهم في كشوفات التبادل، لأن كل الذين سجلت أسماؤهم في كشوفات التبادل خلال مشاورات الكويت تم التعامل معهم بطريقة مختلفة، وبدلاً من الإفراج عنهم ضاعفت الميليشيات من تعذيبهم في السجون. وأوضح اليماني أن بإطلاق سراح المعتقلين ستعود الابتسامة إلى آلاف الأسر اليمنية وسيشكل ذلك نجاحًا لجهد إنساني قاده المبعوث الأممي، مؤكداً أن الحكومة تعمل من أجل هؤلاء المختطفين حتى لا تستغل معاناتهم الإنسانية من قبل الانقلابيين لتحقيق أهداف سياسية، ونؤكد أنه يجب احترام الضمانات الأممية بعدم إعادة اعتقال أي منهم. وقال نائب رئيس وفد الشرعية في مشاورات السويد عبدالله العليمي إن التقدم في ملف المعتقلين والأسرى مشجع والفريق الحكومي ينظر إلى الموضوع من الزاوية الإنسانية الصرفة لإنهاء معاناة المحتجزين وأسرهم حتى وإن تجاهلنا مقايضة أسير الحرب بالمعتقل والمحتجز، معرباً عن أمل الوفد في أن تنجح هذه الجولة من المشاورات في التخفيف من معاناة الشعب اليمني.