ألهبت تصريحات وزير الطاقة السعودي المهندس خالد الفالح في اجتماع منظمة «أوبك» المنعقد في فيينا والتي قال فيها إن خفض إنتاج دول «أوبك» والدول خارج المنظمة بطاقة مليون برميل يوميا سيكون كافيا رغم أن الائتلاف يدرس مقترحات تتراوح بين 500 ألف و1.5 مليون برميل يوميا، محذراً من أن «أوبك» ليست متأكدة من التوصل إلى اتفاق، حيث ألهبت هذه التصريحات أجواء الاجتماع لتساهم في انخفاض أسعار النفط بأكثر من 3 % مؤملاً التوصل لاتفاق نهائي بختام اجتماعات «أوبك» يوم أمس الجمعة. وشدد الوزير الفالح على أن الهدف الأسمى لا يتمحور حول وضع الأسعار بقدر الاهتمام الأبعد المتمثل في إعادة التوازن بين العرض والطلب بالتدرج السلس خلال النصف الأول من العام المقبل، في ظل توقعات تراجع الطلب والذي لا يستدعي استعمال القدرة الإنتاجية الاحتياطية التي اضطروا لاستعمالها في النصف الأول من هذا العام. والسعودية لا يمكنها أن تعمل بمعزل عن «أوبك» لدعم خفض الإنتاج من دون الدعم الأوسع من المنتجين الآخرين حيث إن المملكة لن تتحمل وطأة التخفيضات وحدها. هذا يعني أن كلا من دول الإمارات العربية المتحدة، والكويت، والعراق، وروسيا وربما كازاخستان يجب أن توافق على خفض الإنتاج وتنفيذ الاتفاق فعليًا. ومن جانب روسيا وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تمديد مشاركة روسيا في معاهدة «أوبك بلس» لكن هذا لا يضمن أي تخفيضات، ولم تحصل روسيا بشكل كامل على تعاون من مختلف شركات النفط الروسية من أجل تخفيض الإنتاج، حيث وصف هذا الأمر بالصعب خاصة بالنظر إلى أن هذه الشركات قامت بترتيبات لزيادة الإنتاج. ومع ذلك، فإن الإنتاج الروسي ينخفض عادة في أشهر الشتاء، وهذا قد يحفز روسيا على قبول تخفيض على المدى القصير على الأقل. أما إيران فقد أعرب مندوبوها لدى «أوبك» عن استيائهم من الطريقة التي تم بها عقد اجتماعات «أوبك» مؤخراً، حيث تدعي إيران أن المملكة العربية السعودية وروسيا تتخذان قرارات ويضعان سياسة لبقية المجموعة دون استشارة أعضاء آخرين، مشيرين إلى أن هناك بعض الحقائق التي تؤكد هذا المزاعم وأبرزها انسحاب قطر أخيراً. وتود إيران أن ترى تخفيضات محددة من أعضاء «أوبك» الذين يفوقونها بالإنتاج بعد أن انخفض إنتاجها الخاص بشكل ملحوظ في نوفمبر حيث أنتجت فقط 2.98 مليون برميل في اليوم، أي بانخفاض قدره 310 آلاف برميل يومياً. في حين ظل الإنتاج العراقي أعلى من مخصصاته حيث وصل إلى 4.76 ملايين برميل يومياً في أكتوبر وذلك على الرغم من أنه تراجع طفيفاً في نوفمبر بسبب سوء الأحوال الجوية في الخليج، ويتطلع العراق إلى زيادة الإنتاج وتحديدًا من الحقول الشمالية. وفي الوقت نفسه، لا تشارك كندا ولا الولاياتالمتحدة في منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» أو غير المنظمة «أوبك بلس» لكن البلدين حضرا اجتماع فيينا. من جهته قرر رئيس الوزراء البريطاني ريتشل نوتلي بخفض إنتاج النفط في الإقليم اعتبارًا من يناير ليصبح عاملاً رئيساً في أسواق النفط العالمية التي لم تكن متوقعة. فيما قررت مقاطعة ألبيرتا الكندية الخفض بمقدار 350 ألف برميل، وإذا أخذنا الخفض غير الطوعي من بعض الدول، فإننا سنكون بحاجة إلى خفض بأقل من 1.3 مليون برميل، قد يكون بمليون برميل أو أقل أو أكثر بقليل.