انضم مئات الطلاب من عدة جامعات إيرانية إلى صفوف العمال والمعلمين المحتجين في أنحاء متفرقة من البلاد، بسبب تزايد حدة المشكلات المعيشية، إلى جانب القمع بقسوة من قبل أجهزة أمنية. وسلطت تقارير إخبارية ناطقة بالفارسية الضوء على خروج تظاهرات حاشدة منذ أمس الأربعاء لطلاب جامعات كبرى في طهران مثل (أمير كبير التكنولوجية، وكرمانشاه الطبية، ونوشيرواني الصناعية)، وسط مصادمات مع عناصر ميليشيا البسيج، النشطة في قمع الحراك الشعبي داخل إيران. وتتضامن المقاومة الإيرانية مع احتجاجات الطلاب، وإضرابات عمال السكر والفولاذ في جنوب غربي البلاد، والمستمرة على مدار أسابيع، بسبب تردي الوضع المعيشي، وتأخر الأجور الشهرية، فضلاً عن التمييز الوظيفي. ورفع المحتجون شعارات مناهضة للتدخل الأمني إزاء المتظاهرين سلمياً في شتى أنحاء البلاد، قبل أن يطالبوا بالإفراج الفوري عن كافة المعتقلين جراء الاحتجاجات المنادية بضرورة تحسين الأوضاع الداخلية المتردية بفعل الفشل الحكومي، فضلاً عن إهدار ثروات إيران على الميليشيات خارج الحدود. وتداول نشطاء إيرانيون صوراً عبر منصات التواصل الاجتماعي، تظهر طلاب جامعة الرازي في محافظة كرمانشاه (غرب) يرفعون شعارات مؤيدة لإضراب عمال الفولاذ في إقليم الأحواز، تطالب النظام علانية بتوفير الخبز والعمل الحر لكافة الإيرانيين؛ فضلاً عن توقف قمع الأجهزة الأمنية للأنشطة الطلابية والتدخل في شؤون الجامعات. وشنت عناصر من الاستخبارات الإيرانية حملة اعتقالات طالت عدداً من الطلاب الجامعيين في البلاد على إثر هذه التظاهرات، وسط شن حملات ترهيب لمعتقلين آخرين. يشار إلى أن أجهزة أمنية إيرانية بدأت موجة اعتقالات جماعية في أكتوبر الماضي داخل عدد من الجامعات في البلاد، استهدفت نشطاء من الطلاب بالتزامن مع بدء العام الدراسي الجديد، وسط أنباء عن تعرضهم لسوء المعاملة والإهانات بمقرات الاحتجاز.