لا شك أن حدثاً عالمياً مهماً كقمة العشرين، التي تُعقد كل عام سواء في مضمونها ومحتواها وموضوعها وانعكاساته على كل الأصعدة عالمياً، يجعل من الحاضرين فيها، ومن يشكلون محورها مركزاً وثقلاً عالمياً. لذلك يبدو من الطبيعي أن تهتم وكالات الأنباء والأخبار والصحف العالمية والإقليمية والمحلية بحدث عالمي كهذا، وتفرد له العناوين الأولى وتبرز صوره، ولكن كان اللافت لنظر الجميع، والمسيطر على الحدث في حضوره موضوعات الأخبار وعدسات التصوير التي كانت تلاحق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إبان مشاركته في القمة، ولأن في عُرف الصحافة والأخبار قد تُشكِّل الصورة تعبيراً أبلغ من ألف مقال، وتُغني عن كثير من الوصف وتختصر الكلام. تكمن قوة ذلك الأمير الشاب، الذي يمثل أكثر من ثلاثة أرباع المجتمع السعودي الفتيّ والمتوثب نحو المستقبل، ويمثلهم بقوة واقتدار الأمير محمد بن سلمان، تكمن في كاريزما جمعت بين الذكاء والحنكة والحزم وقوة العزم وبعد الرؤية والنظر، التي أثبت بها أنه ليس قائدا ورجل المهمات والمراحل الصعبة على مستوى المنطقة فحسب؛ بل ما يمر به العالم، وإعادة تشكيل القوى والتحالفات، وما يواجهه العالم من تحديات سياسية وأمنية واقتصادية. أذكر على إثر تلبيتي دعوة المؤتمر السنوي والعشاء الرسمي الذي يقيمه معهد الشرق الأوسط في واشنطن، ما حصل من نقاشات على هامش المؤتمر وبرنامج الزيارة مع عدد من المستشارين والخبراء وأعضاء من الكونجرس والباحثين السياسيين الأميركيين في موضوعات ومحاور عدّة حول العلاقات الخليجية - الأميركية وملفات المنطقة ذات العلاقة، ليس بدءاً من ملف سورية واليمن، ولا انتهاءً بملف إيران والتنظيمات الإرهابية بوجه عام في كفّة، وبين السعودية الجديدة كما قد وصفها البعض بصورة خاصة في كفة أخرى، والإجابة عن السؤال الكبير: ماذا يحدث في السعودية؟! وليس غريباً أن تطيش كفّة ميزان النقاش والحديث حول السعودية، وأن يكون مدار النقاش والحديث حول الأمير محمد بن سلمان بصورة غير مسبوقة من الاهتمام والشغف الأميركي! ولي العهد الأمين وأميرنا الشاب.. لقد رأى العالم أجمع كيف تتسابق أكف القادة وزعماء العالم لمصافحتك، وكيف يتسابقون للقائك، وكيف تتجمهر الكاميرات لتصويرك؛ لدرجة أن هناك من سمّوا قمة العشرين قمة محمد بن سلمان.. فَسِر - حفظك الله - إلى المستقبل بنا وكلّنا معك!