في يوم الخميس 22 نوفمبر 2018 دشّن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مشروع «وعد الشمال» التعديني بتكلفة 85 مليار ريال، والذي سيحقق نحو عشرة آلاف فرصة عمل. وهذا المشروع هو أحد المشروعات الضخمة التي تهدف إلى تطوير الاستثمار التعديني في المملكة. ويحتوي المشروع على نحو 500 مليون طن من الفوسفات الخام في منطقتي الجلاميد وأم وعال. وتشكل هذه الترسبات نحو 7 في المئة من الاحتياطيات العالمية من الفوسفات. ويذكر وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح أن المملكة تخطط لزيادة إسهام قطاع التعدين، بحيث يصل إلى ثلاثة أمثاله بحلول العام 2030. ولذلك فالمملكة تسعى جادة لتعزيز وتطوير مجالات البحث والتنقيب عن المعادن، وزيادة فرص العمل في قطاع التعدين. وحيث إن رؤية المملكة 2030 الطموحة تسعى لبناء اقتصاد قوي ومنافس لا يعتمد على النفط، فإن المملكة سوف تعتمد على استغلال الاحتياطيات الكبيرة غير المستغلة من الفوسفات في وعد الشمال «محافظة طريف» والبوكسايت في منطقة الزبيرة في صناعة الألمنيوم، بالإضافة إلى الاحتياطيات الموجودة من خامات الذهب والنحاس والزنك واليورانيوم والحديد والفلسبار وغيرها من المعادن المحتمل وجودها في مناطق مختلفة من المملكة. وتوجد ترسبات من خام البوكسايت تقدر احتياطياتها بنحو 250 مليون طن. ويمكن تعدين البوكسايت لإنتاج الألومينا بطاقة إنتاجية تصل إلى نحو 2.5 مليون طن سنوياً، والألمنيوم بطاقة إنتاجية تصل إلى نحو 650 ألف طن سنوياً. وتوفر المملكة إمكانية وسهولة الوصول إلى الخامات المعدنية، كما أن تكلفة بعض الخامات المعدنية مثل الألمنيوم تكون منخفضة نسبياً في المملكة مقارنة بمناطق أخرى في العالم. وتسعى المملكة في إطار خطط الإصلاح الاقتصادي إلى تطبيق دور فاعل لقطاع التعدين. وسوف يوفر هذا القطاع نحو 90 ألف وظيفة جديدة خلال السنوات القليلة القادمة. كما أن هذا القطاع سيضخ نحو 97 مليار ريال سنوياً في فترة لا تتعدى الخمس سنوات. ويؤكد وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية أن الطاقة لن تكون عقبة أمام تطوير قطاع التعدين، وذلك لإمكانية مضاعفة إنتاج الغاز من خلال الاحتياطيات الموجودة على ساحل البحر الأحمر. إن تدشين «وعد الشمال» يعكس حرص القيادة الحكيمة لتطوير الصناعة التعدينية، وتحقيق النمو الاقتصادي للإسهام بأكثر من تريليون ومئتي مليار ريال، وجذب استثمارات تتعدى تريليوناً ونصف التريليون ريال بحلول العام 2030. إن قطاع التعدين في المملكة يحظى برعاية واهتمام قيادة وحكومة المملكة، لأنه أحد أهم القطاعات المستهدفة بالتنمية والتطوير، من خلال رؤية المملكة 2030، وتوفير أكثر من 250 وظيفة بحلول العام 2030.