على هامش فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي, أُقيمت جلسة نقاش عن التطورات في المملكة العربية السعودية تماهياً مع رؤية 2030 وما ستعكسه من مصالح, حيث كانت الجلسة تناقش سؤالاً مهماً وهو: من المستفيد من هذا التطور, هوليوود أم السينما العربية؟! ضيوف الجلسة كانوا المخرج السعودي ممدوح سالم, والمنتج الكويتي هشام الغانم, والرئيس التنفيذي بمجلس الفيلم السعودي فيصل بلطيور, وعبدالله الاحمري المدير التنفيذي لشركة أرابيا بيكتشرز , وفادي اسماعيل مدير الإنتاج والتوزيع ب O3, بإدارة عبدالله الشامي للحوار وهو ممثل شركة mad solutions في دول مجلس التعاون الخليجي. الندوة تناولت الوعود السينمائية الشرقية التي ينوي الكثير من المنتجين إطلاقها ولكنهم متخوفين من طبيعة هذه السوق وكيف سيكون شكلها مستقبلاً, ما يُربك حماسهم ويُقلقهم خاصةً وأن ما يحدث سينمائياً في كافة دول الخليج التي أطلقت مشروع السينما منذ عشرات السنوات لم يصب في صالح السينما العربية على الإطلاق, حيث تعود 80% من أرباح هذه السوق للبوكس أوفيس العالمي بحسب وصف الأستاذ عبدالله الشامي. تطلعات المنتجين التي لخصها المنتج الكويتي هشام الغانم والتي اعتبرها طموحات سعودية أولاً وأخيراً ارتفعت كثيراً وذلك مع استقبال قرار المملكة العربية السعودية بفتح دور عرض سينمائي , حيث يرى الغانم أن هذه السوق ستصنع فارقاً كبيراً , اقتصادياً وإنتاجياً, مؤكداً أن التركيز على المحتوى هو المفتاح الأول والأخير للنجاح بغض النظر عن التقنيات ولو أنها مهمة جداً أيضاً بحسب تعبيره. المخرج ممدوح سالم أكد أن الجهات المعنية بالسينما في السعودية درست كافة القوانين الرقابية ولوائح الرقابة في دول الخليج, وذلك رداً على تساؤلات حول الرقابة السينمائية في السعودية وكيف سيكون شكلها, معلناً أن ما يُطبق في الإمارات هو ما سيطبق في السعودية, ما قوبل بردود فعل إيجابية كون مقص الرقيب الإماراتي هو الأكثر اهتماماً بالموضوع وتكامل المحتوى والأكثر ثقافة وتفهماً لمتطلبات السينما في الخليج. من جهة أخرى, لفت الرئيس التنفيذي بمجلس الفيلم السعودي الأستاذ فيصل بالطيور إلى أنهم يعون جيداً أزمة النصوص التي تواجهها السينما السعودية , كما أكد أن كل ما يصب في مصلحة السينما السعودية ونجاحها واستمرارها هو ما سيكون له الأولوية ولذلك فلا مانع من الاستفادة من الخبرات مهما كانت جنسياتها وخلفياتها, كما رد على تساؤلات حول الموهوبين بصناعة السينما مؤكداً أنهم جميعاً سيحظون برعاية خاصة وهو ما يعمل عليه المجلس للاستفادة من مواهبهم وصقلهم أكاديمياً بشكل محترف داخل وخارج السعودية. وعن مشاريع دور السينما في السعودية والأرقام الكبيرة التي يُحكى عنها, قال الأستاذ فادي اسماعيل مدير الإنتاج في O3 أن السينما في السعودية يجب أن تكون مستقلة وهذا ما سيضمن لها نجاحها, وهو حق تمارسه كل بيئة, فلكل بلد السينما المحلية الخاصة بها والتي انعكس نجاحها إلى الخارج, كما حدث في بوليوود, وتركيا, ومصر وغيرهم الكثير من الدول, كما أعلن أنهم ينوون إنتاج 5 أفلام سعودية خلال الفترة القادمة وهو ما يعملون عليه بدقة حيث يحرصون على أن يكون المحتوى والقيمة التي يقدمها كل فيلم على قدر المسؤولية وهو ما يجعلهم متباطئين في عملية التنفيذ. المنتج هشام الغانم بدوره أكد على أن السنتين الثلاث القادمة مرحلة يجب أن يكون عنوانها التروي, لافتاً إلى أنهم لا يريدون أفلام كثيرة بل أفلام مصنوعة بدقة حتى ولو كان فيلم واحد كل عام, المهم أن لا تعم الفوضى في عالم الإنتاج بالسعودية والخليج خلال المرحلة القادمة. وعن السؤال الأهم في الندوة والذي كان حول ما إذا كانت التطورات في السعودية ستؤثر سلبا على دور العرض ببقية دول مجلس التعاون الخليجي, اتفق الجميع على أن الأمر غير متوقع بل على العكس, هناك تنبؤات عن نجاح كبير للسينما وداخل دور العرض في الخليج والوطن العربي مع انطلاق مشروع السينما في السعودية حيث سيشتعل فتيل المنافسة, وستصبح لكل بلد طموحاتها وستنهض عجلة الإنتاج من جديد وبشكل أفضل من السابق.