سيخطئ مدرب منتخبنا الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي كثيرًا لو حاول تجاهل ثنائي خط الهجوم المخضرمين ناصر الشمراني ومحمد السهلاوي، وأسقط هذا الثنائي من قائمته النهائية التي ستشارك ببطولة قوية كبطولة آسيا لكرة القدم للعام 2019، والتي ستجري أحداثها من 5 يناير إلى 1 فبراير 2019، فبطولة بحجم كأس آسيا بحاجة للاعبي خبرة كالشمراني والسهلاوي؛ فالأول وإن تقدم به السن إلا أنه هداف مميز ويعرف طريق المرمى جيدًا متى ما وجد التمويل الصحيح من لاعبي خط الوسط، وهذا ما اتضح للجميع خلال الجولات الماضية من دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، والتي ظهر من خلالها الشمراني بأداء جيد بتسجيله عدداً من الأهداف الحاسمة لفريقه، أما الثاني فهو هداف المنتخب ورأس حربته الذي قاده مع بقية رفاقه للصعود لكأس العالم 2018 والتي أقيمت مؤخرًا بروسيا بعد أن سجل كمًا من الأهداف الحاسمة والمهمة بشباك الخصوم حتى وإن تعرض مستواه الفني للانخفاض وابتعد عن المشاركة مع فريقه إلا أنه يظل اسماً مهماً بالكرة السعودية كحال زميله ناصر الشمراني. التجارب الماضية الودية برهنت أن خط هجوم منتخبنا هو الخط الأضعف والأقل تأثيرًا بين كل الخطوط الأخرى على الرغم من هفوات بعضها، والسبب في ذلك يعود لغياب المهاجم الخبير والهداف الذي يساهم في تشكيل الخطورة على مرمى الخصوم، فهتان باهبري لا يجيد اللعب في عمق الهجوم رغم تميزه كلاعب جناح واستمرار بيتزي على الزج به كمهاجم صريح لن يفيد هتان ولا المنتخب الباحث عن عودة قوية لبطولته المفضلة، بقية الأسماء الصاعدة كهارون كمارا وفراس البريكان وعبدالرحمن غريب تمتلك الكثير من الموهبة والحماسة إلا أنها أسماء شابة تحتاج للكثير من الخبرة والتمرس لقيادة خط هجوم منتخب له اسمه وسمعته وتاريخه كالمنتخب السعودي، فضلاً عن قوة المنتخبات المشاركة بهذه البطولة القوية والجماهيرية كمنتخبات اليابان وكوريا وأستراليا حتى منتخبات الصف الثاني كما تسمى سابقًا تطور مستواها وأصبحت قوية ومختلفة عن السابق من حيث الطموح والإصرار ومنهجية اللعب بل أصبحت المنتخبات القوية تجد معاناة كبيرة في تحقيق الفوز أمام هذه المنتخبات مما يعطي انطباعًا كبيرًا بقوة المنافسة على تحقيق هذه البطولة. بيتزي وإن كانت المهمة صعبة إلا أن أمامه فرصة تاريخية إن استطاع أن يعود بمنتخبنا لقمة هذه البطولة بعد غياب طويل؛ فالكرة السعودية حاليًا تمتلك كمًا كبيرًا من المواهب المميزة متى ما استطاع بيتزي توظيفها بشكل جيد واستفاد من تعدد مواهبها فحتمًا سيكون منتخبنا مختلفًا بشكل كبير وسيضع بصمته، فمن له تاريخ حتمًا سيعود؛ فالأسماء التي استطاعت التفوق على منتخبات اليابان وأستراليا والعراق وتايلند وحققت الصعود لكأس العالم قادرة على التحليق آسيويًا والعودة بكأس البطولة الذي غاب بشكل مستغرب عن منتخبنا بعد أن كان حكرًا له.