يقول المثل الشعبي القديم: «اصدق مع الناس تشاركهم حلالهم»، والصدق من الصفات التي حث عليها ديننا الحنيف، ومن الصفات الحميدة التي يُعرف بها أصحابها، وينالون بها ثقة الناس كافة، سواء على مستوى الأفراد أو الكيانات البشرية. من هنا يأتي التأكيد على المصداقية بين المتعاملين في شتى المجالات الحياتية، لننظر في التعاملات مع المسوقين عموما والمسوقين العقاريين خصوصا، سنجد المصداقية ركيزة أساسية في التعامل مع العميل، فوضوح المعلومات والمواصفات المقدمة مهم وحساس جدا، وما إن يكتشف أن هناك اختلافا في معلومة مقدمة وإن كانت بسيطة إلا أنها قد تؤثر في المتعاملين مسوقاً وعميلاً، قد يصل الأمر إلى إلغاء الصفقة نهائيا. ذكر لي أحد المسوقين قصة - على سبيل المثال - لأحد العملاء يبحث عن منزل (فيلا سكنية)، فذكر له المواصفات كاملة، وأرسل كل المعلومات والصور الخاصة بالفيلا المقصودة، وما حدث أن الصورة الخارجية ظاهرة فيها فيلا مجاورة ومختلفة الواجهات بينهما، ما شكل تصورا عند العميل لشكل المنزل الخارجي، ما جعله يختار ذات واجهة معينة وليست المقصودة من قبل المسوق. بمجرد اختلاف واجهات غير مقصودة أدى بالعميل إلى إلغاء الشراء من صديقنا المسوق الذي لم يتنبه لاختلاف الواجهات للعقارات المرسلة ما بين الواجهة الحجر والبروفايل، فلا شك أنه سوء تقدير واختلاف غير مقصود. هنا يتأكد دور المصداقية وإيضاح مجمل التفاصيل وعدم إغفالها؛ كونها الركيزة الأساس في التعاملات بين المسوقين البائعين والمشتريين وعملائهم المحتملين، فقد تؤثر فيهم وفي منشآتهم، ويصعب عليهم تحسين صورتهم وسمعتهم على المدى القصير أو استعادتها بالكلية.