تحول جبل "أم وعال" الذي يقع في المنطقة البرية شرق محافظة طريف من معلم يحاكي تاريخ البادية في منطقة الحدود الشمالية إلى معلم اقتصادي وسياحي، وذلك بعد أن أصبح من أبرز معالم مدينة "وعد الشمال" والبالغ مساحتها 41 مليون متر مربع، ليصبح جبل " أم وعال " معلماً من معالمها، وأعلى قيمة ومكانة في الحدود الشمالية، فجبل " أم وعال " والروايات حول هذا المعلم التاريخي والتي تناقلها أهالي الحدود الشمالية عن أم وعال وشعرة الماء الموجودة فيها، فتاريخ محافظة طريف حسب الدراسات التاريخية ارتبط بالحضارات التي عاشت قبل آلاف السنين، ومن أبرزها حضارة " الأنباط " و" ثمود "، وتقول بعض الدراسات إن الأنباط وثمود اللتان عاشتا قبل الميلاد، وكانت لهما حضارات في مدائن صالح ومنطقة البتراء في الأردن، وقد سكنوا في هذا المكان، والذي كان منطقة عبور ومرور لهم، وما بين تلك المدينتين القديمتين وكذلك الأشوريين والصفويين، لتتحول محافظة طريف التي بدأ الاستيطان فيها العام 1371ه، مع ظهور فرع لشركة الأنابيب عبر البلاد العربية المعروفة باسم محطة التابلاين من موقع تاريخي للبادية إلى معلم اقتصادي، بعد أن أعلن عن إنشاء مدينة وعد الشمالية التي تبعد 25 كلم عن المحافظة، فجبل " أم وعال " العنوان المهم لهواة الصقور بالمنطقة، والطريق المعروف تاريخياً للقوافل التجارية لبلاد الشام والعراق، مسلك للحجاج ومسكن لراحتهم، بسبب تميز الطقس وحسن جغرافيا هذا الموقع التاريخي، إضافة إلى قصر ارتفاعه وجمالية تضاريسه المتداخلة، وتغنى به شعراً الشاعر الأخطل بقصيدة عنوانها " لمن الديار بحائل فوعال " حيث قال: " مَنِ الدِيارُ بِحائِلٍ فَوُعالِ .. دَرَسَت وَغَيَّرَها سُنونَ خَوالي "، فمحافظة طريف التي عرفت قديماً بمحافظة خط الأنابيب " التابلاين "،أصبحت اليوم بفضل من الله ثم بدعم قيادتنا الرشيدة مدينة الفوسفات، وهي المثلث الهام ذات البعد الاستراتيجي لقربها من المثلث الحدودي للدول المجاورة " الأردن، العراق، سورية ". وقال المعلم المتقاعد سلامة بستان الأشجعي إن جبل أم وعال أول مدخل لشبه الجزيرة العربية من جهة الشمال، حيث كانت تسلكه القبائل القادمة من بلاد الشام، وأضاف أن البادية أطلقت اسمه نسبة لحيوان الوعل نوع من أنواع الغزلان، التي كانت تتواجد في منطقة جبل أم وعال بكثرة في فترات البادية، ويتواجد جبل أم وعال في هضبة الحماد الممتدة من الجوف جهة الشمال ومن وادي السرحان شرقاً حتى حدود الدول العربية المجاورة. سلامة بستان الأشجعي