في عصرنا الحالي من الصعب إيجاد قادة حقيقيين، فالقائد الحقيقي هو الذي يلهم الناس ويستحق ولاءهم وإخلاصهم وثقتهم به. يجب أن تتمتع الشخصية القيادية الناجحة بدقة الملاحظة والقدرة على قراءة ما بين السطور، ويتمثل ذلك في القدرة على فهم والتقاط الأفكار المخفية والآراء المكتومة دون الحاجة لكي تصاغ بشكل واضح ومفهوم من قبل صاحبها، يجب على القائد أن يكون واثقاً بنفسه حتى عندما لا يعرف إجابات الأسئلة الموجهة إليه؛ فقلة الثقة دليل على ضعف الشخصية، حيث يعتبر من المقبول ألا يعرف القائد جميع الإجابات إلا أنه من غير المقبول ألا تكون لديه ثقة قوية بالنفس فعدم معرفة شيء ما لا يجعل الشخص قائداً سيئاً. إن ثقة القائد بنفسه تنعكس على الآخرين وتفكيرهم به، فالانطباع الأول هو الذي يرسخ في عقولهم فاحرص على أن يكون انطباعهم إيجابياً في أول لقاء، فالناس يتوقعون ويفترضون الأشياء فعندما تتصرف بثقة وكأنك تعلم ماذا تفعل وتنتمي لمكانك فهذا يكسبك الثقة والمسؤولية واحترام الآخرين. ليكون الإنسان قائداً محبوباً عليه أن يكون موجوداً دائماً في أي وقت قد يحتاجه الناس فيه ليتواصلوا معه، كما يجب أن يتحدث عن رؤيته لهم ويخبرهم بأهدافه وأن يكون فضولياً بطريقة إيجابية نافعة بحيث يُثير دائماً الأسئلة المحفزة والمشجعة للفريق، وقد يطرح بعض الأسئلة الشخصية من باب الاهتمام، كما يجب عليه أن يكون صادقاً مع نفسه ومع معتقداته، وبالتالي مع الفريق بأكمله؛ «لأن عدم المصداقية يؤدي إلى التشكيك في العمل وخفض مستواه.. يجب على القائد أيضاً أن يُقدم نفسه بطريقة واضحة ومحددة أمام الجميع إلى جانب إظهار الاهتمام بتفاصيل الأمور والاعتراف بالخطأ». يجب أن يتمتع القائد بمهارتين أساسيتين هما: فهم ما يريده الآخرون بالفعل من خلال الاستماع الجيد والملاحظة الدقيقة للفريق، والثانية هي تعلم كيفية مساعدة الناس ليصلوا إلى ما يريدون. وعلى القائد لتحقيق ذلك اختيار استراتيجية واحدة أو أكثر، والعمل وفقها لتقديم المساعدة للجميع. كما يعتبر الاستماع الجيد للآخرين من الأمور المهمة من أجل إنجاح أي عملية تواصل بين القائد وفريقه، فالتحدث مع الآخرين يعتبر سهلاً نسبياً، بينما الاستماع الجيد لهم يتطلب مهارات عالية، فإتقان فن التواصل بجميع أشكاله مهم جداً لتوصيل الرسائل بشكل صحيح بمختلف الطرق، كما أن العدل من المهارات التي يجب أن يتحلى بها الشخص القيادي الناجح، فالذين لا يوفون بوعودهم يسببون خيبة أمل وإحباط للطرف الآخر جراء عدم حفاظهم على وعودهم، وهذا الأمر يقلل من قيمة وتقدير القائد في عيون الناس.