على الرغم من تبرع أكثر من (500) ألف شخص سنوياً بالدم، إلاّ أن بنوك الدم ما زالت تعاني نقص مخزونها، وتلجأ إلى حملات التبرع بالدم لرفع مخزونها، إلاّ أن بعضها يشتكي ضعف الإقبال، فبدون تلك الكميات لا يتم تقديم الرعاية الطبية للمريض، فمخزون أكياس الدم يتم تحريكه بشكل يومي، ومن الممكن أن تنفد تلك الكميات على مريض واحد فقط. وتقول إحدى الدراسات: إن المملكة هي الأولى عالمياً بالرغبة في التبرع بالدم، فيما يصل عدد بنوك الدم فيها إلى (228)، وتبذل هذه البنوك جهوداً حثيثة لإقامة الحملات واستقبال المتبرعين وجمع الدم بالكميات والفصائل التي يحتاجها المرضى، وقد نجحت في استقطاب (449408) عام 2016م، و(323364) متبرعاً عام 2017م، إلاّ أنها تشتكي من شح الموارد، وأفضل الطرق لتغطية العجز هي حملات التبرع بالدم. نحتاج إلى زيادة توعية المجتمع نحو التبرع بالدم لإنقاذ المرضى أثناء العمليات الجراحية إنقاذ الأرواح وقالت د.تهاني عبدالفتاح -طبيب نائب مختبر-: إن هناك إقبالاً كبيراً من المتبرعين بالدم في المملكة، فيما عملنا في الفترة الأخيرة أربع حملات للسيدات، وكان الإقبال شديدا من كل الأعمار، ما استدعى عمل يوم إضافي، وفي حديث عن أهمية التبرع بالدم ذكرت أن عملية نقل الدم من العمليات التي تسهم في إنقاذ الأرواح، فتغطي حالات النزف قبل الولادة أو خلالها أو بعدها عند حدوث مضاعفات للسيدات الحوامل، والمرضى أثناء العمليات الجراحية مثل عمليات القلب، الأوعية الدموية، زراعة الأعضاء وغيرها للمصابين بأمراض الدم ومصابيا الحوادث ومرضى السرطان، مبينةً أن أكثر فصائل الدم الشائعة في المملكة هي o موجب، وبالتالي هي أكثر الفصائل المطلوبة، لافتةً إلى أن الوزن المناسب للمتبرع لا يقل عن (50كجم) والعمر من (18) عاما حتى (65) عاما، وبالنسبة لمقدار الدم المأخوذ يؤخذ (450مل) من المتبرع، حيث إنه يتم فصل الدم إلى ثلاثة مكونات، كما أنه يوصى بثلاث مرات للتبرع في العام، وألا يزيد على خمس مرات في العام حسب المعايير الحديثة. وأوضحت أن التبرع بالدم لا يحدث أنيمياء كما هو شائع، حيث إن نسبة الهيموجلوبين تكون طبيعية، ويتم تجديد كرات الدم الحمراء كل ثلاثة أشهر، مضيفةً أن هناك مضاعفات ممكن حدوثها أثناء عملية التبرع مثل شعور المتبرع بدوخة، وفي هذه الحالة توقف عملية التبرع، وهناك أيضاً مضاعفات ممكن أن تحدث بعد عملية التبرع وأهمها الشعور بالغثيان، لذلك يُنصح المتبرع بشرب السوائل والاسترخاء لمدة (10) دقائق بعد عملية التبرع وتجنب النشاط البدني الشاق يوم التبرع، ذاكرةً أن هناك مضاعفات شديدة وقليلة الحدوث مثل التشنجات. قلة الحملات وتحدثت روان الحازمي -طبيبة امتياز في طب المختبرات- قائلةً: تعاملت مع المتبرعين في بنك الدم المركزي بالمدينة المنورة، ولاحظت أنه غالباً ما يكون سبب التبرع لأجل رخصة القيادة أو لقريب مريض، أو أن يكون المتبرع مدخّنا، مضيفةً أننا نفتقر للحملات التوعوية التي تهدف بدورها إلى تثقيف المجتمع للتبرع بالدّم، حيث أقيمت أخيراً حملة للتبرع بالدم بالتعاون مع بنك الدم بمستشفى الملك فهد بالمدينة المنورة في اليوم الوطني، وقد وصل عدد المتبرعين إلى (223) متبرعا، ولاحظت فيما بعد أن "الناس فيهم خير"، لكن المشكلة قد تكون في مواقع التواصل الاجتماعي، إذ لا بد أن يكون دورها نشطا أكثر من ناحية التوعية بأهمية التبرع بالدم للمريض والمتبرع في الوقت ذاته، وقلة الأماكن المتوافرة للتبرع بالدم، ذاكرةً أن الله تعالى يقول: "وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيْعَاً"، حيث لا نأخذ من وقتك إلاّ (10) دقائق، لكن في المقابل ستنقذ حياة مريض، متمنيةً أن يكون التبرع بالدم روتينا كل شهرين لكسب الأجر، ولا تنس أن هنالك فوائد كبيرة تعود لجسمك عند التبرع بالدم مثل المحافظة على المعدل الطبيعي للحديد، وتقليل خطر الإصابة بالجلطات وأمراض القلب، وكذلك تجديد الخلايا، ويساعد على إنقاص الوزن وحرق الدهون. نقاط وبنود وقال د.ريان ناصر -نائب مشرف بنك الدم بمستشفى الملك سعود-: إن هناك إقبالا كبيرا وحماسا عاليا جداً للتبرع بالدم، خاصةً في حملات التبرع الخارجية، حيث إن الذهاب للمستشفى غير مرغوب عند كثير حتى لو كان للتبرع بالدم، لذلك يجب العمل على تكثيف الحملات الخارجية، مضيفاً أن الإشكالية في التبرع بالدم أنه تحت نقاط وبنود وشروط جداً دقيقة ومشددة وحازمة لضمان سلامة المتبرع أولاً، والتأكد من أنه سيكون سبباً في شفاء المرضى ثانياً، متأسفاً أن هناك شروطا ونقاطا كثيرة في التبرع يتغاضى عنها المتبرعون مثلاً كتناول أدوية لا يفصح عنها المتبرع، والتحفظ عن الأمراض التي يعانيها، مشيراً إلى أنه يجب على وزارة الصحة ووزارة التعليم تثقيف المجتمع بخطورة الأمر. تطبيق هاتف وأوضح د.تميم الغنام -مؤسس مبادرة وتين– أن وتين هي إحدى مبادرات وزارة الصحة غير الربحية برعاية كريمة من مؤسسة آل عمران الخيرية، التي تستهدف الشباب من عمر (18) حتى عمر (40) لتوعيتهم بأهمية التبرع التطوعي بالدم، وعظم أثره على المجتمع، كما أن وتين هو تطبيق للهواتف الذكية يربط بنوك الدم بالمتبرعين، حيث يهدف إلى رفع كمية المتبرعين بالدم، وتوفير أكياس الدم بحيث يكون التبرع بحلول عام 2020م طوعياً بنسبة (100 في المئة) بدلاً من التعويض في نقص كميات الدم عن طريق أقارب المرضى، مبيناً أنه يأتي التطبيق بفكرة تعتبر مهمة لإنقاذ المرضى المحتاجين لفصائل الدم من خلال مراكز وبنوك الدم القريبة منك جغرافياً، إضافةً إلى أن وتين تمتلك (800) متطوع في كل أنحاء المملكة يساعدون في تنظيم الحملات داخل وخارج بنوك الدم، ويقومون بدور توعوي للمجتمع يوضح أهمية التبرع بالدم والصفائح الدموية من الناحيتين الدينية والصحية لترسيخ ثقافة التبرع بالدم بشكل أكبر. كميات الدم تُسهم في إنقاذ مرضى المستشفيات د.تهاني عبدالفتاح د.تميم الغنام