السعودية.. هذا الاسم الذي يسري عشقاً في قلوبنا.. ويجري حباً ووفاء في عروقنا.. ويتسلل إخلاصاً وصدقاً مع كل قطرة تقطر في أجسادنا.. كل من يعيش على أرضها «آمن» بفضل من الله، ملايين الأسر في غالب بلدان العالم تأتيهم أرزاقهم من خير هذه البلاد الطيبة، كل الجنسيات من كل أنحاء الأرض.. دعا لها نبي الله إبراهيم بالأمن والخير والثمرات، حيث ورد على لسانه في القرآن الكريم: «وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلداً آمنا وارزق أهله من الثمرات». هي بلد السلام، لأن بلداً بهذه المواصفات الروحانية، لا بد أن يتمتع بالسلم والسلام، اللهم اجعله بلداً آمناً مطمئناً، وسائر بلاد المسلمين. وحدها الملك المؤسس، عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - بتطبيق أحكام الشريعة المستمدة من كتاب الله، وسنة نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -، وسار على نهجه أبناؤه في إكمال مسيرة العطاء وخدمة البلاد في مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها، فأصبحت تسابق الزمن في التطور والتقدم العلمي على المستوى الدولي. بلاد الحرمين الشريفين - حفظها الله - قبلة الأوطان، زينة البلدان، ومنها تستقِي الدنيا والتاريخ والحضارات رحيقَ المجد والسلام والاتحاد والوئام، وترتشف منها الأمم والأجيال شهد الروح والجنان. منذ خبر اختفاء الصحفي جمال خاشقجي بإسطنبول في الثاني من أكتوبر بدأت الحملة المسعورة على المملكة والصيد في الماء العكر.. خاشقجي الذي يبلغ من العمر 59 عاماً ترأس عدّة مناصب في الصحف بالمملكة السعودية، منها: رئيساً لتحرير جريدة الوطن، وتقلّد منصب مستشار، ومدير عام قناة العرب الإخبارية، قبل أن ينتقل للعيش فى واشنطن فى 2017، لم يكن معارضاً لسياسات المملكة، بل كان مؤمناً للإصلاحات والمشروعات ورؤية ولي العهد الحالية، وعرض عليه الرجوع إلى المملكة لأنه لا يوجد بينه وبين القيادة أي عداوة، ولكن اهتم العالم باختفاء خاشقجي وقد يختفي ويقتل المئات في العالم أكثر تأثيراً من الخاشقجي، ولا يوجد أي اهتمام بهم.. ربما لم يكن خاشقجي هو المقصود بل هي المملكة. بعد أن نجح الملك سلمان من بداية عهده في ال 15 من يناير 2015، في إحداث طفرة وتقدم في أرجاء المملكة وتسريع قطار التحولات في استراتيجياتها، وتنفيذ عدد قياسي من الإصلاحات وذلك لسياساته الحكيمة التي اتبعها، وجاء ولي العهد محمد بن سلمان، برؤيته 2030 التي شهد بها العالم، امتلك الغيظ قلوب الحاقدين لإسقاط هذا النجاح والبحث عن أي إشاعة أو فتنة للصيد في الماء العكر، واجهت المملكة عواصف وأمواج متلاطمة كثيرة منذ تأسيسها إلى لحظتنا هذه، تم مواجهتها بكل قوة وثبات، وخرجت المملكة أقوي في كل المواجهات. لم تتهاون المملكة في قضية خاشقجي، بل كان هناك نزاهة وشفافية في التحقيقات لكشف ملابسات الواقعة، تأكيداً من الملك سلمان وولي عهده على لسانهما بمحاسبة المتورطين في القضية، ولن يفلت أحد من العقاب، وجاءت الثقة من الجميع أن الإجراءات القضائية التي تقوم بها السعودية ستحسم بالأدلة الدامغة حقائق ما جرى، وتقطع الطريق على أي محاولة لتسييس القضية من أجل استهداف المملكة، فالقرارات والإجراءات الحاسمة والفورية التي اتخذها خادم الحرمين الشريفين في هذا الشأن تتفق مع التوجه المعهود له نحو تطبيق العدالة الناجزة تجاه كل المواطنين في المملكة، واحترام مبادئ القانون.