منذ خبر اختفاء الصحفي جمال خاشقجي بإسطنبول في الثاني من أكتوبر بدأت الحملة المسعورة علي المملكة والصيد في الماء العكر. خاشقجي الذي يبلغ من العمر 59 عاما تولى عدّة مناصب في الصحف بالمملكة السعودية، منها رئيس لتحرير جريدة الوطن، وتقلّد منصب مستشار، ومدير عام قناة العرب الإخبارية، قبل أن ينتقل للعيش في واشنطن في 2017. لم يكن معارضا لسياسات المملكة، بل كان يتطلع للإصلاحات والمشروعات ورؤية ولي العهد الحالية، وعرض عليه الرجوع إلى المملكة لأنه ليس ثمة عداوة معه، لكن هذا الاهتمام الاستثنائي بوفاته يعكس حقيقة أن المقصود بهذا الاهتمام وهذا التركيز وهذا الشحن الإعلامي، هو المملكة. بعد أن نجح الملك سلمان من بداية عهده -في 15 يناير 2015- في إحداث طفرة وتقدم في أرجاء المملكة، وسرّع قطار التحولات في إستراتيجياتها، ونفذ عددا قياسيا من الإصلاحات مستندا إلى سياساته الحكيمة، وجاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان برؤية 2030 التي شهد بها العالم، امتلك الغيظ الحاقدين، وحاولوا لاهثين وبشتى الطرق إسقاط هذا النجاح أو النيل منه، عبر البحث عن أي إشاعة أو فتنة للصيد في الماء العكر، وقد واجهت المملكة عواصف وأمواجا متلاطمة كثيرة منذ تأسيسها إلى هذه اللحظة، وقد واجهتها بكل قوة وثبات، وخرجت في كل مرة أقوى من سابقتها. لم تتهاون المملكة في قضية خاشقجي، بل كان هناك نزاهة وشفافية في التحقيقات لكشف ملابسات الواقعة، تأكيدا من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، بمحاسبة المتورطين في القضية، وتشديدهما أنه لن يفلت أحد من العقاب، وجاءت الثقة من الجميع أن الإجراءات القضائية التي تقوم بها السعودية ستحسم بالأدلة الدامغة حقائق ما جرى، وتقطع الطريق على أي محاولة لتسييس القضية من أجل استهداف المملكة، فالقرارات والإجراءات الحاسمة والفورية التي اتخذها خادم الحرمين الشريفين في هذا الشأن تتفق مع التوجه المعهود له نحو تطبيق العدالة الناجزة تجاه كل المواطنين في المملكة واحترام مبادئ القانون. «رب ضارة نافعة» حيث وضحت قضية خاشقجي، الدول الصديقة التي تتغير تجاه المملكة والدول المارقة التي أثبتت عداءها للمملكة، وأكدت أيضا ثقة الشعب السعودي في قيادته، وأصالته في الدفاع ضد أي مساس بوطنه الذي يفخر به.