مما لا شك فيه أن استهداف المنطقة العربية لا يعدو أن يكون تنفيذاً لمخطط مرسوم بإحكام، تقوم عليه أطراف عديدة بعضها يمارس التنفيذ على أرض الواقع، والبعض الآخر يشارك بالتخطيط والدعم الإعلامي واللوجستي وممارسة الضغوط على القوى المجاورة للأحداث من خلال الترغيب والترهيب. وإذا أمعنا النظر على القوى التي تمارس التدمير والخراب في المنطقة نجد أن إيران وميليشيات حزب الله والدول المستفيدة على اختلاف مشاربها وتوجهاتها بالإضافة إلى المرتزقة والميليشيات الموالية للنظام الإيراني، ولدعم هذا السيناريو تم خلق تنظيمات تبرر تدخل تلك الأطراف واستهداف المدن والمدنيين وتدمير البنى الفوقية والتحتية، وفي مقدمة تلك التنظيمات داعش وبعض فصائل من يدعي بالمقاومة، حيث أصبح دور تلك التنظيمات هو إيجاد المبرر تلو الآخر لاستهداف المدن والمدنيين من خلال غض الطرف عن احتلال تلك التنظيمات للمدن والمناطق واحدة تلو الأخرى حسب السيناريو المرسوم. ناهيك عن تدريب وتنشئة جيل كامل من الأطفال والشباب ممن تتراوح أعمارهم بين 12 - 15 في معسكرات خاصة من أجل إعدادهم كنواة للجيش البديل تمهيداً لتوليهم مقاليد الحكم على المدى الطويل، وليس هناك شك في أن إيران تسعى لتعزيز استمرار بقائها هناك وصولاً إلى البحر المتوسط. إن تنقل داعش وبعض عناصر ما يسمى بالمقاومة والسماح لهما باحتلال بعض المدن والقرى تمهيداً لتدميرها يضع أمام تلك المنظمات على اختلاف توجهاتها ألف سؤال وسؤال منها: هل هذا سيناريو متفق عليه، أم غباء أعمى ألا يرون نتائج اختلافهم وصراعهم مع بعضهم البعض من ناحية، وإعطائهم المبرر تلو الآخر لزحف قوات النظام والقوى الداعمة لها، وحصار كل منطقة تحتلها تلك التنظيمات المزعومة وتدميرها بالبراميل المتفجرة وغيرها، ومن ثم الدخول في سيناريو الممرات الآمنة بعد كل مذبحة أغلب ضحاياها المدنيين من النساء والأطفال وكبار السن؟ نعم إن المنطقة العربية مستهدفة وفي مقدمتها دول الخليج والمملكة، ولذلك نجد أن الضجة التي أثيرت حول وفاة الصحفي السعودي جمال الخاشقجي لم تكن لتحدث لولا أن خلف الأكمة ما خلفها، وهو تحويل الوضع في المملكة ودول الخليج إلى ما يشبه الوضع في سورياوالعراق والذي يتمثل في الاستهداف الممنهج ضد وحدة واستقلال واستقرار المملكة، والذي تقوده إيران وحلفاؤها ويدفع التكلفة نظام الحمدين وكل ذلك مدعوم من قبل قوى خارجية أخرى. إن المال القطري يلعب دوراً رئيساً في استقطاب المرتزقة الذين تعلوا أصواتهم بالكذب وتنضح كتاباتهم بالتآمر وتفضح تقاريرهم واستنتاجاتهم هويتهم، وهم الذين كلما ازداد فحشهم زادت مكافأتهم. وقد سبقهم في ذلك المضمار آخرون، لكنهم خسروا أمام مملكة الحزم والعزم وذهبوا وأجندتهم إلى مزبلة التاريخ. إن التفاف الشعب حول قيادته الحكيمة كان العامل الرئيس فيما حققته وتحققه المملكة من انتصارات سوف يسجلها التاريخ بمداد من ذهب، وعليه فإن وحدة الكلمة ووحدة الصف هما الترياق الذي يحبط كل مخططاتهم. إن إيران تمثل السوس الذي ينخر في المنطقة العربية من خلال نشر الإرهاب وزعزعة الأمن والاستقرار في العراقوسوريا ولبنان واليمن ناهيك عن المحاولات اليائسة للمساس بأمن واستقرار دول الخليج بدعم إعلامي ومادي من نظام الحمدين.