لقد منّ الله على هذه البلاد بقيادة تحكم فيها كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والعلاقة بين الحاكم والمحكوم من مقومات أمن الأمة ورشدها. لقد نظم الإسلام شؤون أهله، ووضع الأسس التي تقوم عليها العلاقة بين أفراد المجتمع حكاماً ومحكومين، ما به تسعد الأمة وتظلل حياتها المودة والوفاء، وتنتظم حياتها، ويدوم أمنها من داخل كيانها.. ومن هذه الأسس التي أقام عليها هذه العلاقة المحبة المتبادلة بين الراعي ورعيته، فإذا سمت الأمة إلى ذلك، فذلك علامة الخيرية فيها حكاماً ومحكومين. وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، ويصلون عليكم وتصلون عليهم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم..). وفي واقعنا في هذه البلاد المباركة ومنذ تأسيسها على يد موحدها الأول في هذا العصر الزاهر الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله - الذي جمع الله به شملها على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ودام هذا المنهج بيعة تتجدد، يؤكدها كل خلف مبارك من أبنائه الكرام، رحم الله من مضى، وبارك فيمن بقي.. قامت العلاقة على هذه القاعدة السامية، انطلاقاً من هذه البيعة المباركة التي يشعر معها الحاكم بمسؤوليته أمام الله تعالى، وشفقته على رعيته ومحبته لهم، ترى ذلك خلقاً ومنهجاً، يتعامل به ولاة أمرها حكاماً ومسؤولين مع المواطنين في أفراحهم وأتراحهم. وما هذه الزيارة الميمونة التي يقوم بها الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله - لمنطقة القصيم إلا تجسيد لهذه العلاقة، وتبادل لشعور المحبة الصادقة مع أبنائه ومواطنيه. حفظ الله لهذه البلاد نهجها المبارك على هدى الإسلام، وحفظ لها قادتها وولاة أمرها، وحفظ الله لها عزها وأمنها بالإسلام. *رئيس لجنة أهالي مدينة بريدة