وجه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين رسالة إلى قادة الدول الإسلامية يحييهم بها بتحية الإسلام والدعاء الخالص لله تعالى بمزيد من النجاح والتوفيق، ثم يطالب فيها بما يأتي: أولاً: يا أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قد جعلكم الله تعالى مسؤولين أمامه وأمام أمتكم، وأنه سائلكم عما فعلتم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته" رواه البخاري ومسلم، وإن الإمام العادل يحشر في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله – كما ورد بذلك الحديث الصحيح-، وإن "خيار أئمتكم الذين تحبّونهم ويحبّونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم" رواه مسلم. ثانيًا: إن هذه المآسي والمعاناة والمشاكل في عالمنا الإسلامي على الرغم من الدور الكبير للخارج، فإن مسؤوليتنا الداخلية هي الأساس، وإن منهج الإسلام هو تحميل أنفسنا المسؤولية الأولى فقال تعالى بعد غزوة أحد: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران:165]. لذلك على الجميع قادة وشعوبا دفع ما عليهم من مسؤولية النهوض، والتقدم وتحقيق العدالة والتنمية والرفاهية والسعادة والرقي لهذه الأمة، التي كان لها السبق في كل ذلك. ثالثا: لا يخفي على أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، أحوال الأمة السياسية من التفرق والتمزق، فواجبكم السعي الجاد ماديا ومعنويا لتحقيق الوحدة، التي هي فريضة شرعية تدل عليها النصوص الكثيرة، وضرورة ملحة لقوة أمتنا. كما لا يخفى عليكم أحوال الأمة الاقتصادية من الفقر والبطالة والتضخم حتى وصلت نسبة الفقر في بعض الدول الإسلامية اكثر من 50 % على الرغم من توافر خيرات كثيرة، وموارد عظيمة متنوعة، تملكها الأمة. لذلك فالواجب الشرعي والمصلحة تقتضي التكامل بين الموارد البشرية المتاحة في معظم الدول، والموارد المالية الكثيرة التي تستثمر معظمها خارج البلاد الإسلامية، كما أن التجارة البينية لازالت في حدود 13 بالمائة. الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين