تتعرض بلادنا -حفظها الله- لهجمة شرسة ظاهرها مقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي -رحمه الله- وباطنها قبح النوايا؛ فلم يرَ هؤلاء الأعداء ما قامت به دولتنا في هذه القضية من إجراءات، وتحقيقات ضد المتهمين لأن أعين هؤلاء المغرضين يغطيها سواد الحقد، وقلوبهم ران عليها الغِل! فحشدوا خيلهم، ورَجْلِهم للنيل من بلادنا، ومن قيادته، ومكتسباته وأظهروا حقدًا دفينًا كان نارًا تحت رماد نفاقهم، وزيفهم. ولم تكن هذه الهجمة هي الأولى على هذه البلاد الطاهرة؛ فمن حين تأسست وكيانها الشامخ هدفًا لكل حاقد يرى في نهضتها هدمًا لمطامعه (كما هو حاصل اليوم). يعتقد هؤلاء أن بلادنا هشة تطير بها رياح الناعقين وفي كل مرة يندحروا، ويخيب رجاؤهم بفضل حماية الله أولًا لهذه البلاد الطاهرة، ثم حنكة، وحكمة قادتها، وتضحيات شعبها الأبي. واليوم تقف بلادنا في مأمن شامخة في وجه الحاسدين يغيضهم سيرها الحثيث للاعتماد على رجالها، واقتصادها القوي، وكامل مقدراتها ناهيك عن تأثيرها السياسي على المستوى العربي، والإسلامي، والدولي كل هذا في جهة عند الحاقدين، وعلاقة الشعب بقيادته في جهة أخرى؛ فهذه العلاقة هي أكثر ما يُزعج الأعداء الذين ما فتئوا طوال تاريخ المملكة في محاولة اختراقها والنيل منها وفي كل مرة يعودون خائبين فهم لا يعلمون عن طبيعة علاقة الشعب بقيادته هذه العلاقة ذات الجذور المتأصلة، والتاريخية فالسعوديون هم وقيادتهم أسرة واحدة في مركب واحد، وعلى قلب رجل واحد دافعوا عن هذه البلاد على امتداد تاريخها ولم يكونوا يومًا مهاجرين، أو غازين، أو معتدين، أو حتى مُستعمَرين؛ بل يرون أنفسهم جزءًا من هذا التراب الطاهر الذي ضحوا لأجله بأنفسهم، ودمائهم ليتفيأ أبناؤهم خيراته، ويقطفون ثمراته، ويذودون عن حياضه كما ذاد عنه أجدادهم تحت راية موحد هذا الكيان الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وهذا التلاحم التاريخي بين القيادة، والشعب هو القوة الحقيقية لهذه البلاد منذُ تأسيسها وقد ظهر جليًا في هذه الأزمة وأغاض الأعداء؛ فالجميع يقف درعًا حصينًا ضد المتربصين بوطنه، وقيادته؛ بل نافسوا بمنصاتهم البسيطة على مواقع التواصل الاجتماعي أساطيل الإعلام المعادي في ظل ضعف وقصور إعلامنا المرئي الذي لم يكن بمستوى الحدث، وشراسة إعلام المرتزقة وهذا يدعوه إلى إعادة حساباته، ووضع إستراتيجية جديدة له أهم أهدافها الدفاع عن الوطن، وعن قيادته، وشعبه، ومكتسباته، ودحر المغرضين الذين لا يألون جهدًا في النيل من وطننا، وقيادته ليل نهار؛ فالإعلام هو الصوت، والصورة الأقوى في صناعة الخبر وهو الوسيلة الإعلامية النافذة في تشكيل الرأي، وتوجه الشارع وهو ما ينقصنا اليوم في ظل تحالف مرتزقة الإعلام علينا من كل حدب، وصوب فلابد من صناعة إعلام يواكب عوامل القوة التي تتمتع بها بلادنا، وتتفوق فيها على مُعظم دول العالم. Your browser does not support the video tag.