منذ وحد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -طيَّب الله ثراه- هذه البلاد الطاهرة، وهي تنعم بالأمن والاستقرار والرخاء، في ظلِّ قيادات حكيمة تعاقبت على سدة الحكم فيها، فتوالت المنجزات وتحققت آمال الأجداد في كيان عظيم قائم على الشرع الإلهي المطهر والسنَّة النبويّة الغراء. وبالأمس القريب أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، أمره الكريم القاضي باتِّخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية مكتسبات الوطن وأراضيه، حرصًا منه -حفظه الله- على حماية أمن الوطن ومكتسباته واستقرار الشعب السعودي الأبي. وفي حقيقة الأمر فإنَّ المتأمل للأمر الملكي الكريم يَرَى في تفاصيله عظمة القائد وولي الأمر، وقراءته المتأنية للأحداث والظروف الإقليميَّة والدوليَّة، واستشعاره للمسؤولية الكبرى تجاه أبناء شعبه، فالمتربصون بمملكتنا الحبيبة، والحاقدون والحاسدون لها على نعمة الأمن والأمان والوحدة الوطنيَّة كثر، لعلمهم بأن حالة الانسجام والتلاحم التي تربط الحاكم بالمحكوم في المملكة هي حالة طبيعة متأصلة في نسيج المجتمع، ولا تستطيع أيّ قوة أن تنال منها أو أن تُؤثِّر في مسيرتها قيد أنملة، فأعداء الوطن ظنوا أن بمقدورهم تفريق الصف الواحد والنيل من قوته وحصانته، ولكن هيهات. إن مصادر القوة الناعمة للمملكة تقوم على ثلاثة مرتكزات رئيسة، أولها صيانة العقيدة والدين الخالص واحتضان الحرمين الشريفين، وثانيها العمق الاقتصادي والإستراتيجي والسياسي المحوري، أما المرتكز الثالث فقيادة حكيمة وشعب مخلص وفي يأبى أن تنال سهام الغدر من أصالته وصدق انتمائه، نعم إنها الغيرة العربيَّة المرتبطة بتكوين الإنسان الشامخ، وليس أدل على ذلك من الموقف العظيم الذي سجله الشعب السعودي بتوجيهه صفعة لكل دعاة الفتنة والمغرضين، إبان فترة ما يسمى -مغالطة- ب»الربيع العربي»، حيث التف الشعب حول قيادته، راميًا بكلِّ الدعوات البائسة عرض الحائط. ومما ينبغي الإشارة إليه في هذا الإطار، أن قيادة المملكة - أعزها الله - تدرك جليًّا أن أمن بلادنا، جزءٌ لا يتجزأ من الأمن الإقليمي والدولي، ولا يمكن أن ينفصل عنه بأي حال من الأحوال، فكان أن سارعت إلى مد يد العون للأشقاء في دول «الربيع العربي» سعيًا إلى استعادتهم قدرتهم على تسيير أمورهم، والعبور إلى بر الأمان بعد حالة الفوضى العبثية التي ألقت بظلالها على واقعهم المعيشي اليومي. وهنا لا نستثني العامل الاقتصادي من سلسلة الأولويات ذات التأثير المباشر، وبالتالي بروز دور رجال الأعمال والمستثمرين السعوديين في تحقيق النماء الاقتصادي والدفع بعجلته إلى الأمام، بما يضمن توفير فرص العمل للشباب وتحقيق معدلات إنتاجيَّة مقبولة، أقول هذا وأنا على يقين تام بأن دورهم لا يقل عن أيّ دور لأيِّ قطاع آخر في تحقيق الأمن المبني على حالة الاستقرار وظروف التنمية الاقتصاديَّة الشاملة، أخيرًا أدعو الله جلّ وعلا أن يديم نعمة الأمن والأمان والاستقرار على بلادنا وأن يحميها من كيد الحاقدين وشرورهم وأرفع إلى مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وولي ولي عهده - حفظهم الله- والأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي أسمى آيات التهاني والتبريكات بحلول شهر رمضان المبارك أعاده الله على الجميع بكلِّ خير.