تهيمن نبرة التفاؤل في أوساط كبار المشترين الآسيويين للنفط الخام الإيراني بأمل الظفر بموافقة الولاياتالمتحدة على بعض الواردات لتستمر حتى بعد سريان فرض العقوبات الأميركية في الشهر المقبل، في ظل محادثات دؤوبة من قبل كبار عملاء النفط الإيراني في كوريا الجنوبيةوالهندواليابان مع واشنطن بشأن بعض التنازلات مسلطين الضوء على جملة أسباب محددة تدفعهم لمواصلة عمليات الشراء منها اعتمادية عدة مصافٍ في تلك الدول على درجات معينة من النفط الإيراني، في حين تسعى الدول الثلاث أكبر مستهلكة للنفط الإيراني إلى ما يعوضها عن فقدان شحنات النفط الإيراني بالتوريد من النرويج والمملكة العربية السعودية، وفقاً لمصادر المتداولين في تلك البلدان. وعلى الرغم من اللهجة المتفائلة، إلا أن الاستثناءات من الولاياتالمتحدة لم يتم الانتهاء منها، وقد لا يتم اعتمادها في نهاية المطاف مطالبين بعدم الكشف عن هويتها في ظل سرية، وفقاً لموقع "عالم النفط"، في حين لاتزال الولاياتالمتحدة متشبثة بموقفها الداعي جميع المشترين للنفط الإيراني إلى ضرورة خفض المشتريات إلى الصفر في محاولة للضغط على إيران للتفاوض حول صفقة نووية جديدة، بعد أن انسحب الرئيس دونالد ترمب في مايو من ميثاق 2015 الذي تفاوض عليه الرئيس الأسبق باراك أوباما. وبدأت أسواق النفط في الانحسار قبل أن تدخل العقوبات الأميركية حيز التنفيذ ومن المرجح أن تضيق السوق إلى ما يتجاوز توقعات البيت الأبيض، مما أدى إلى صعود خام برنت في فترة قصيرة إلى أعلى مستوى له في أربع سنوات فوق مستوى 85 دولاراً للبرميل. وفي حال حصول كوريا الجنوبيةوالهندواليابان على إعفاءات، فمن المرجح أن تكون وارداتهم أقل من السابق مع التزامهم بمواصلة خفض المشتريات مع مرور الوقت، في ظل ما ذكرته المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناويرت أن الولاياتالمتحدة تقوم بتقييم الإعفاءات على أساس كل حالة على حدة، لكنها حذرت من أن واشنطن لا تخطط لتقديم استثناءات شاملة للدول الآسيوية. وتراجعت الصادرات الإيرانية بنسبة 30 % أي أكثر من 800 ألف برميل في اليوم خلال الأشهر الستة الماضية حيث تجنب المشترون الشراء تحرزاً لخطر انقطاعهم عن النظام المالي الأميركي، وقد شوهد انخفاض في حجم الشحنات إلى أقل من مليون برميل يومياً، في وقت ابتعد الجميع من مالكي السفن إلى مشغلي الموانئ وشركات التأمين عن تداولات النفط الإيراني، في ظل محاولات إيرانية للحفاظ على عملائها بإغرائهم بتقديم تخفيضات قياسية على نفطها الخام. في تلك الغضون يتدافع المشترون بشغف بحثاً عن إمدادات بديلة في وقت عززت فيه أسعار النفط الخام المرتفعة والدولار القوي فواتير الواردات لحلفاء الولاياتالمتحدة، وتعاني الهند من تراجع عملتها المحلية وتجدد الاحتجاجات العامة بسبب ارتفاع التكاليف قبل الانتخابات في العام المقبل، وكانت الهند قد خططت لخفض مشترياتها إلى الصفر لنوفمبر القادم، بيد أن المصافي الهندية الكبرى قررت في وقت لاحق استيراد كميات محدودة بعد أن طلبت الحكومة منها دعم أسعار الوقود بالتجزئة. أما الوضع في كوريا الجنوبية، يرى المشترون بحاجتهم لشحنات محددة من النفط الخفيف جداً المعروف باسم المكثفات من حقول جنوب بارس في إيران، وذلك نظراً لاعتماد عدة مصافي كورية على هذا النوع من النفط في المعالجة، في حين توقفت كوريا عن شراء الشحنات منذ يوليو الماضي، وكانت الأولى من بين المشترين الرئيسيين الذين خفضوا الواردات إلى الصفر، وفي هذه الغضون أُجبرت كوريا الجنوبية للجوء إلى بدائل عن النفط الإيراني بالتوريد من النرويج والمملكة العربية السعودية. من جهتها أوقفت اليابان مؤقتاً تحميل النفط الإيراني قبل العقوبات الأميركية التي تدخل حيز التنفيذ في 4 نوفمبر القادم، في وقت تواصل فيه التفاوض مع أميركا بإصرار على أمل محافظة اليابان على وارداتها من النفط الخام الإيراني الذي تعد من أكبر مستهلكيه. فيما تظل الصين أكبر عميلة لإيران شكلت نسبة مشترياتها من النفط الإيراني 35 % من مجمل استيرادها النفطي، ولاتزال حكومتها تعارض الإجراءات التي تتخذها الولاياتالمتحدة من جانب واحد في حين تخوض معها حربًا تجارية، وخلال الجولة السابقة من العقوبات في وقت سابق من هذا العقد، بقيت الصين أكبر مشترٍ من إيران، وذلك بالرغم من انخفاض المشتريات بسبب ضغوط الإنتاج الإيراني. يسيطر ميناء رأس تنورة على 90 % من صادرات نفط المملكة أحدث وأضخم ناقلات نفط.. أرامكو تعزز أسطولها Your browser does not support the video tag.